طلع علينا مقال تحت عنوان "ما جدوى البيعة؟" للأستاذ إدريس بنعلي في المساء (1842) في خضم النقاش حول البيعة من حيث شكلها ومضامينه ، وبما أن السيد بنعلي قد طرح مقاله على شكل سؤال، فقد رأينا من أدب الحوار أن نجيبه، ولو أنه قدم الإجابة سلفا، وقبل الخوض في الإجابات سنناقش ما ورد في مقاله من عبارات تنعت مخالفيه ب : " الرجعية" و"الدجل" و" التحامل"، مع أن المثير للاستغراب هو أنه قدم إجاباته بناء على تحريف التاريخ والسكوت عن مفاصله المركزية في قوله مثلا: " إن تخلفنا وما ألم بنا من استعمار من قبل يعود في جزء كبير منه إلى تقاليدنا، وقد فطن الماريشال اليوطي أول مقيم عام فرنسي في المغرب إلى أن الحفاظ على التقاليد القديمة وتقويتها أفضل وسيلة لضمان استمرارية الهيمنة الفرنسية على المغرب"، ولعل المدهش أن هذا الكلام المحرف للتاريخ يريد أن يؤسس لضرب البيعة الشرعية وتنحيتها بناء على تاريخ الخيانة والتكالب على الشرعية والسكوت المتعمد عن التاريخ المستنير والمجيد الذي انبنى على الموروث المغربي الأصيل والذي يسميه السيد بنعلي ب " التقاليد"، وهنا يقفز سؤال: متى رسخ الاستعمار التقاليد؟ ألم يدخل ويهلل بشعارات التحديث والعصرنة والتطوير والعولمة والتقدم والدخول إلى العصر ضدا على التراث المغربي الذي كان ينظر إليه بتوجس وخوف وحيطة وحذر؟ ومن أين انبعث قادة المقاومة وجيش التحرير المجاهدون المستنيرون؟ ألم ينطلق هؤلاء من الموروث المغربي الزاخر والذي تعبر عنه هذه الهوية المغربية الغنية والرائدة التي نفتخر بها أزيد من 33 قرنا ، من رموزها" سبارتاكوس" و"تاكفاريناس" و"يوغرطة" و"أغسطين" و"يوسف بن تاشفين" و"المهدي بن تومرت" و"القاضي عياض"، وقيادة معركة وادي المخازن المجيدة؟ ومن أين تخرج هؤلاء القادة العظام المعاصرون من الشريف سيدي امحمد أمزيان في مقاومته الباسلة؟إنه خريج الزاوية الصوفية والكتاب القرآني، ولم يرتزق بالدين- كما يفعل هؤلاء- بل شمر على ساعديه للمتاجرة في البقر والبغال جالبا ذلك إلى مغنية وتلمسان في الجزائر، ليشتري بذلك أبناء القبائل الكسوة والبنادق والبارود والرصاص الذي ستواجه به القبائل فيما بعد الاستعمار، فاليعلم السيد بنعلي أن هذه التقاليد هي منطلقات هذا القائد التحريري والتقدمي الكبير ضد الاستعمار، وقد عمل على بلورتها مع حس المقاومة ووعي التحرر والتنوير، ولم يتمرد حينها على البيعة الشرعية أو يسقطها من عنقه، بل على العكس من ذلك حارب بكامل قوته الغادرين بالبيعة ومنهم بو حمارة الذي غدر ومكر وأصبح يطلب البيعة لنفسه، وبما أن السيد بنعلي قد استدل في نسف البيعة على أسماء بعض القياد والباشوات، لا ندري لماذا اكتفى بأسماء الخونة فحسب في علاقتهم بالبيعة والاستعمار؟ وكانت أمامه لوائح من الأسماء الأخرى يضيق المقام عن سردها ونذكر منها " بن شلال، وحماد البوزكاوي، وبن كروم البخاري، وعبد الرحمن بن الصادق، وأحمد الركينة التطواني، ومن الوزراء نذكر : غرنيط، والجباص، وعمر التازي، وعبد الكريم بنسليمان، وغيرهم كثير ، وهنا يتكرر السؤال للأستاذ بنعلي: هل يتأسس الحكم على الاستثناء؟ أم على القاعدة؟ فالبيعة هنا هي القاعدة والخيانة هي الاستثناء، فإذا كان الاستعمار قد حاول الركوب على بعض قضايانا القاعدية والموروثة من صميم هويتنا؟ فهل يصبح ذلك الركوب الاستعماري حجة لإسقاط ونسف ومحاربة وتجريم عدالة تلك القضايا؟ إن هذا يذكرنا بأكبر جريمة ارتكبت في تاريخنا وحاضرنا ، وهي جريمة إقصاء ومحاربة الأمازيغية لغة وهوية وتراثا وفكرا ، من منطلق أن الاستعمار قد حاول الركوب عليها أو استغلالها، هذا هوالمنطق الذي تحرك به الديماغوجيون من قومجيين ومن أصوليين، ولم يذكروا أن القومية العربية نفسها قد حركتها المخابرات الإنجليزية الاستعمارية على يد روادها" لورنس العرب" و" مكماهون" من ضباط المخابرات الإنجليزية ، هؤلاء الذين خططوا لتأسيس دولة عربية كبرى في شبه الجزيرة سموها ب"السعودية" وذلك بدافع مواجهة وتجزئة وتقسيم الإمبراطورية العثمانية، وهو ما نجحت فيه حقا- وهو مسجل في التاريخ المعاصر- ونحن الأمازيغيون لم ندع يوما لمحاربة العروبة في بلدانها الأصلية من منطلق أن محركها هو الاستعمار البريطاني لضرب العثمانية والتركمانية، لأن ذلك لا يستقيم بمنهج علمي، إذ لا معنى لمحاربة قضية لها عدالتها وأصالتها بمبرر أن الاستعمار حركها أو حاول استغلالها، والأمر نفسه نقوله للأستاذ بنعلي فبنية القبيلة المغربية بشيوخها وأعيانها وتكتلاتها وتحالفاتها وصراعاتها، كانت وما تزال مسألة موروثة ومن صميم تقاليدنا المغربية، وهي نفسها التي حاول الاستعمار استغلالها، لكنها هي نفسها من التفت على قيادات المقاومة والاستقلال من الشريف سيدي امحمد أمزيان، وسيدي محمد بن عبد الكريم الخطابي ، وموحا أوحمو الزاياني، وغيرهم من زعماء المقاومة، وفي التفاف شيوخ القبائل على قيادات المقاومة لم يفرط أحد منهم في البيعة الشرعية، حتى حينما كانت قيادات المقاومة هذه وغيرها في عز قوتها، وكان السلطان الشرعي يعاني من إضعاف وحصار، لأنها كانت تعلم أن القوة ليست في التسلح أو المال أو تحالفات القبائل ، بل هي في نواة الدولة وبنيتها التي لا يمكن استبدالها ولا المتاجرة فيها، وقد استشهد الشريف أمزيان برصاصة الغدر والبيعة الشرعية في عنقه، ثم جاء سيدي امحمد بن عبد الكريم خريج جامعة القرويين منطلقا من تقاليد وأعراف وموروث الريف والريفيين لمواجهة الاستعمار وحلفائه من الخونة، ولم يعتبر ذلك تقاليد بالية حسب مذهب الأستاذ بنعلي، كما أنه لم يسقط البيعة الشرعية من عنقه للسلطان وهو في عز قوته وانتصاراته ضد الاستعمار، وقد حاول حينها عدد من خناسي العصر والموسوسين من شياطين الإنس، أن يطعنوا ويضربوا حركة الأمير الجهادية من الداخل وذلك عبر الوشاية للسلطان كذبا وزورا أن بن عبد الكريم قد أسقط البيعة من عنقه وشق عصا الطاعة واصفين حركته الجهادية الوطنية العظمى للسلطان بأنها مجرد "حركة انفصالية وانقلابية وانشقاقية"، ولما أدرك الأمير الخطابي حجم المؤامرة كاتب السلطان بكتاب خطي وبيده مؤكدا بيعته الشرعية للسلطان الشرعي، وموضحا بأن " الجمهورية الريفية" التي حاول خناسو العصر استغلالها بأنها تنظيم إداري لتدبير الكفاح والمقاومة في جهة الريف في ظل التقسيم الاستعماري للمغرب بين المنطقتين الخليفية الإسبانية والسلطانية الفرنسية، كما أكد الخطابي ذلك كتابة مؤكدا أن تنظيمه هو تنظيم من داخل المملكة لا من خارجها، وهو في ظلها وليس بديلا عنها أو منافسا لها، وهو ما بينه أستاذنا الدكتور الغديري في بحثه المعمق والموثق بتفصيل لمن أراد التوسع في الموضوع، وهو ما أكده الأمير الخطابي للسلطان محمد الخامس في لقائهما التاريخي بالقاهرة، وسيرا على نهج الشريف أمزيان في محاربته للدعي بوحمارة عمل الأمير الخطابي على محاربة الدعي الريسوني في منطقة جبالة، وتم اعتقاله واقتياده حتى أجدير، وهنا نتوقف لنجدد السؤال للسيد بنعلي : ألم ينتبه لهذه النماذج المقاومة والمستنيرة في علاقتها بالبيعة الشرعية، والممتدة من الشمال حتى الصحراء؟ والتي لم تكن تنظر إلى الموروث الثقافي المغربي تلك النظرة التي وسمها السيد بنعلي" بالتقاليد البالية والرجعية"، بل إنها كانت تنظر إلى الموروث المغربي تلك النظرة الاستراتيجية التي سماها "ريمون آرون" أستاذ علم الاجتماع في السوربون ب " أبعاد الضمير التاريخي" المنبثق عن ذلك الوعي التاريخي الذي لم يستطع بنعلي استيعابه واستنباطه وإدراكه وهو يكتفي بالنماذج الاستعمارية باعتبارها مثالا وحيدا ونموذجا فريدا له في قوله : "لقد سخرت البيعة من قبل المستعمر من أجل مواجهة الحركة الوطنية وقطع الطريق على الحداثيين والتقدميين". ويبقى السؤال معلقا : بيعة من ؟ فهؤلاء الوطنيين من العلماء التقدميين الذين أسسوا للمقاومة هم أنفسهم من جمعوا التوقيعات لتأكيد البيعة الشرعية، والعمل على نسف البيعة الاستعمارية التي ذكرتم أسماء روادها من خدام الاستعمار من لكلاوي و لمتوكي والبغدادي وغيرهم، فهل كان العلامة سيدي عبد الله كنون والعلامة المختار السوسي والعلامة سيدي العربي وادفل الإدريسي والعلامة عبد الله الجراري ضد البيعة الشرعية المواجهة للاستعمار؟ أم أنهم كانوا هم أنفسهم من تبنوها وحملوا رايتها ومشعلها لانتصار قيم المواطنة ضدا على المخططات الاستعمارية التي نسفوها وقاوموها؟ ولعل ما ذكرناه سابقا كان إجابة عن سؤال السيد بنعلي : ما جدوى البيعة ؟ بإجابات علمية وعملية وليست نظرية فحسب، ولمزيد من الإجابات عن سؤال جدوائية البيعة نقول للسيد بنعلي: أنه لو وجه هذا السؤال للمناضل الاتحادي الكبير" لحبيب سيناصر" لأجابه بتفصيل وحرارة، حينما كان المناضل الأول الذي اعتمد على وثائق البيعة الموثقة والمسجلة في المخطوطات مازالت محفوظة في أرشيف الأممالمتحدة، وهي مخطوطات تحتوي بيعة القبائل الصحراوية المتجددة للسلاطين المغاربة، من لدن أعيانهم وأعلامهم وفقهائهم وشيوخ زواياهم وأدبائهم وتجارهم وقوافلهم، وقد شكلت هذه الاستدلالات والحجج التي قدمها لحبيب سيناصر في إثبات مغربية الصحراء انطلاقا من مخطوطات وثائق بيعة قبائل الصحراء للسلاطين في الأممالمتحدة أكبر إحراج وإفحام لدعاة الانفصال من البوليزاريو ولما عجزوا عن إجابته، قاموا باعتراضه وتعنيفه وإرهابه فكسروا فكه وفمه، لقد سقنا هذه الواقعة باقتضاب شديد علها تقدم جوابا جزئيا عن سؤال السيد بنعلي الكبير : " ما جدوى البيعة؟" في ظل التكالب المعاصر والمستمر إلى الآن والذي يدعي استقلالية الصحراء عن المملكة المغربية بناء على الفراغ والخواء، وربما قد نعذر السيد بنعلي وهو يطرح سؤاله هذا إذا كان يجهل الصراع الحامي والرهيب الذي هو مستمر وسط جاليتنا في الخارج أمام شبكات الاستقطاب المتأسلمة والإرهابية، لكن الريسوني وأتباعه الأصوليين لا يجهلون ذلك بل يعلمون جيدا، ولذلك فهم يعملون على فك ونقض البيعة الشرعية لربط المغاربة المهاجرين وتقديمهم البيعة لأمرائها من السلفيين الوهابيين والإخوانيين، و لتسوق المغاربة كالخراف إلى ساحات القتال تحت عناوين" الجهاد" في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا وجنوب الصحراء حيث تهدم أضرحة الأولياء والزوايا، كما أننا قد نعذر السيد بنعلي وهو يطرح سؤاله عن التنافس الشرس بين المغرب والجزائر حول التأطير الديني لمسلمي فرنسا ولمهاجرينا في مساجدهم، وتبعات ذلك سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ، ولو سأل بنعلي الدكتور الموساوي المغربي في باريس هذا السؤال لأجابه باستفاضة عن خطورته، إلى جانب معاناة السيد الزياني في كاطالونيا أمام الزحف الأصولي للعدالة والتنمية والتوحيد والاصلاح والإخوانيين للسيطرة على الهيئات الدينية المغربية هناك لتوجيه بيعتها للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وإخراجهم من مغربيتهم الدينية، ولو اطلع السيد بنعلي على معاناة إخواننا في سبتة ومليلية، فيما تدبره سلطات إسبانيا برئاسة" خوان بيباس" في تحالفها مع الجماعات الوهابية ومنها" جمعية الدعوة والتبليغ" لفك المسلمين المغاربة من البيعة الشرعية للمملكة المغربية وربطهم دينيا بالسعودية، وأكبر مثال على ذلك تشجيع سلطات إسبانيا جمعية التبليغ الوهابية على الاحتفال بعيد الفطر مع السعودية وتجهيزهم بساحة لصلاة عيد الفطر، وتهميش المسلمين في المدينتين من الذين يخلدون أعيادهم وتدبير شؤونهم الدينية وفق البيعة الشرعية للمملكة المغربية ( تهميش المصلين في جامع سيدي مبارك بسبتة لصلاتهم وإفطارهم مع المغاربة) وفي ظل هذا الانقسام الحاد والخطير الذي تغذيه إسبانيا بتحالفها مع الوهابيين لضرب استقلالية المدينتين، كان على السيد إدريس بنعلي أن يوجه سؤاله " ما جدوى البيعة؟ إلى السيدين "خليفة" و"حامد علي" وهما ممن يرعيان الشؤون الدينية في المدينتين وفق ضوابط البيعة الشرعية فحتما سيجيبانه باستفاضة وألم وأمل عن جدوائية البيعة الشرعية وضرورتها الآنية والمستقبلية. ومع كل ذلك نحن ندرك أن تخصص الأستاذ بنعلي الاقتصادي وعدم إلمامه التفصيلي بتدبير الشأن الديني هو ما جعله يغفل خطورة القضية، وجعله يطرح السؤال ويجيب عنه بسهولة وحسم أيضا ، لكننا لا نعذر المتأسلمين الدافعين في اتجاه إلغاء البيعة لأنهم الأعلم بتفاصيل وخطورة الأمر، ولو أنهم ظلوا يتذبذبون حينما وجهنا لهم هذا السؤال عن شرعية إسقاط البيعة، وعن أدلتهم في ذلك لأنهم لم يجدوا جوابا شرعيا ولا علميا،(فالرسول الكريم تلقى عدة بيعات : العقبة والحديبية والرضوان... فمن أين جاء الريسوني بأن البيعة واحدة؟؟) ولما عجزوا أصبحوا يتخفون وراء القول أنهم" يسعون لرفع المهانة والذل" ، وهم يعلمون بأن الفكر الأصولي الذي يعملون على نشره والزحف به هو أكبر مهين ومذل لحقوق الإنسان، وللمجتمع بنسائه وشبابه وأطفاله، وأن هذا الفكر هو أكبر كافر بالديمقراطية وبحقوق الانسان والمساواة الكاملة. وإذا ما عدنا لإجابة الأستاذ بنعلي عن سؤاله فإننا نقول: إن جدوى البيعة الشرعية هي تدبير الشأن الديني بمدنية و حداثة معاصرة تتناسب وحقوق الإنسان المغربي في مستوياته الفردية والجماعية، مع إدخال المجتمع المغربي إلى دوائر الحداثة والتقدم والعمل في الآن ذاته على الحفاظ على الشخصية المغربية بدون تطرفين لا وهابي ولا حداثوي، مع أننا مازلنا مستغربين في أن يقف بعض الحداثويين إلى جانب الوهابيين في محاربة أسس الشخصية المغربية، أحدهما يحرمها شرعا والآخر ينسفها باعتبارها تقاليد بالية مضادة للحداثة، والمصيبة العظمى والداهية الشؤمى في هذا التحالف أن الجانبين ينطلقان من فراغ، فالوهابيون يحرمون ما أحل الله جهلا منهم بعلوم الشريعة ، وكفرا منهم بخصوصية اجتهادات المدرسة العلمائية المغربية، أما الحداثويون ممن يصفون تراثنا وهويتنا" بالتقاليد البالية" ربما لا يعلمون أن قيم الحداثة والتقدمية قد تأسست عليها العلوم الإنسانية المعاصرة من لسانيات في علم اللغة، ومن علم التاريخ، وعلم الاجتماع ،والأنثربولوجيا، وعلم النفس، والعلوم القانونية والسياسية، وغيرها من العلوم الإنسانية المتشعبة والمعاصرة، وكلها قد اعتمدت مقاربات منهجية تقوم على التحليل والتعليل والاستنباط والاستقراء والقياس والمقارنة والاستدلال، لما يمكن أن يسميه من يجهله ب " التقاليد البالية"، وقبل إغلاق هذا الباب نسأل الأستاذ بنعلي: ما جدوى حذف البيعة إذن؟ إذا لم تكن هذه البيعة تلغي دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية والمدنية والتعددية وحقوق الإنسان، وترسيخ الشخصية المغربية الشامخة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها.