تمحور الجزء الثاني من الندوة العلمية في موضوع "الخليفة السلطاني في شمال المغرب وصحرائه مولاي الحسن بن المهدي"، التي التأمت اليوم الخميس بتطوان، حول الروابط الدينية والإدارية والثقافية والاجتماعية والتربوية التي كانت تجمع بين شمال المغرب وجنوبه في عهد الخلافة السلطانية إبان الحماية الاسبانية. وأكد المتدخلون في اللقاء، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف جمعية تطوان أسمير ضمن فعاليات "تطوان الأبواب السبعة"، أن الوثائق التاريخية والرسائل المخزنية والقرارات الإدارية في مستوياتها المتعددة والروابط الاجتماعية والإنسانية تثبت بالواقع الملموس والحجة التاريخية الدامغة الروابط التي كانت تجمع بين شمال المغرب وجنوبه. وفي هذا السياق، تطرق الباحث ماء العينين علي من كلية الآداب بأكادير إلى جوانب شتى من التواصل والروابط التي كانت تجمع شمال المغرب بجنوبه في عهد الخلافة السلطانية بجوانبها الادارية والدينية والاجتماعية، التي لها مدلول واضح يؤكد تشبث كل مناطق المغرب بالعرش ووحدة المغرب، مبرزا أن "هذه المعطيات التاريخية تفند كل ادعاءات الاستعمار الاسباني ودعاة الانفصال وأعداء الوحدة الترابية للمغرب". وأضاف أن الخليفة السلطاني مولاي الحسن بن المهدي "أفرد اهتماما خاصا لمنطقة الصحراء المغربية طولا وعرضا من خلال تعيين القضاة والعلماء وممثليه والمكلفين بالأحباس والشؤون الدينية وبعث الرسائل التوجيهية لضمان الامن والاستقرار بجنوب المغرب باسم سلطان المغرب، ورعايته لطلاب العلم وإشرافه الشخصي على البعثات العلمية القادمة من جنوب المغرب نحو شماله، وهي دلائل تاريخية وموضوعية ومثبوتة علميا وواقعيا تدحض كل الادعاءات المغرضة التي تشكك في الوحدة الترابية للمغرب". وأكد أن القرارات السلطانية ورعاية العرش العلوي للصحراويين في جنوب المغرب وتشجيعهم على طلب العلم وحمايتهم من تعسفات الاستعمار الاسباني آنذاك وتوفير سبل العيش الكريم لهم "ساهمت في تثبيت متانة الروابط والعلاقات الانسانية بين الجنوب والشمال في تلك الحقبة الدقيقة من تاريخ المغرب، كما تثبت تلاحم الشعب المغربي بالعرش العلوي المجيد". ومن جهة أخرى، تطرقت باقي المداخلات الى الدعم المعنوي والمادي القوي للخليفة السلطاني مولاي الحسن بن المهدي لرجالات الحركة الوطنية وطلائعها سواء منها التي كانت متواجدة بشمال المغرب أو بالمشرق العربي للدفاع عن استقلال المغرب . كما تطرقت إلى دور الخليفة السلطاني في التعريف بالقضايا الوطنية الاساسية رغم الضغوطات التي مورست عليه من طرف المستعمر، محافظا بذلك على الأمانة التي طوقه بها سلطان المغرب، واقتداء بالأسرة العلوية التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل تحقيق استقلال المغرب ووحدته الترابية. وتتواصل فعاليات لقاء "تطوان الأبواب السبعة"، التي ستستمر إلى غاية يوم 18 من الشهر الجاري، بتنظيم عدة أنشطة ثقافية فنية متنوعة لإبراز خصوصيات منطقة شمال المغرب وأخرى اجتماعية تهتم ببعض الفئات التي تعاني من الهشاشة الاجتماعية ومعارض تشكيلية لفنانين مغاربة وأجانب. كما يميز هذه الدورة تنظيم معرض تشكيلي بمساهمة 23 من الفنانات التشكيليات يمثلن تونس (الفنانات لبنى البقلوطي ورجاء طبيب وسولاف مبروك الباتي) وموريطانيا (التشكيلية أمينة سو) والجزائر (التشكيليتان هادية هجرس وسليمة حاضر باش)، إلى جانب الفنانات المغربيات، ومسابقة للفن التشكيلي يشارك فيها طلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، ومحاضرة ومعرض حول فنون الخط العربي والمغربي للفنان احمد الصديقي . وفي الشق الاجتماعي، تنظم في إطار المهرجان حملة طبية بمدشر أمطيل بالجماعة القروية للزينات بإقليم تطوان، من المتوقع أن يستفيد منها حوالي ألف شخص، كما سيتم بنفس المناسبة ختان 70 طفلا يتحدرون من أسر معوزة .