إن ما نعيشه اليوم في قطاع غزة هي جرائم حرب بمعنى الكلمة تحطمت فيها كل الأعراف والقوانين الدولية ففي النزاعات المسلحة لايسمح بضرب المدنيين ولا تمنع سيارات الإسعاف لتقديم الإسعافات للمصابين ان اسرائيل تضرب بعرض الحائط هذه الأعراف وهي تدرك أن الجميع يتعامل معها كدولة فوق القانون وبحماية دولية ولا يوجد رادع لها بل كم من القوانين في المحافل الدولية عدلت لمصلحتها هي تعرف إن بعد انتهاء هذه الحرب لن بسائلها احد . إن العالم اليوم لا يسمع لصوت المظلوم . إن شعارات حقوق الإنسان التي ترفع انما تكون فقط من أجل خدمة الغرب . اين هم دعاة حقوق الانسان مما يحدث من همجية وعدوان على شعب اعزل ، اين هم مما يتعرض لهم اطفال فلسطين من تقتيل وتشريد في هذه الحرب الغير المتكافئة . وكأنهم العدو الحقيقي لهذا المستعمر، وأين هم دعاة الدفاع عن المرأة وحقوقها ان ما تتحمله المرأة اليوم من اهوال العدوان الصهيوني في غزة تنوء عن حملها الجبال .... ان الحرب الموجهة اليوم لقطاع غزة هدفها هو ضرب للمشروع الفلسطيني فإذا سقطت غزة سقط معها المشروع كله وكأن هناك ندم لإسرائيل على اتفاقية اوسلو إن غزة هي النفس الأخير للقضية العربية التى كانت الأولى إن ما نعيشه هو تراكم الفشل العربي . هناك عدة أشياء تغيرت في العالم العربي وبدأت تظهرتحالفات لم نكن نتوقعها ولو في الخيال ... ليس المطلوب من دولة مصرفي هذه المرحلة ان تتقدم بمبادرة وفق اطلاق النار وكأن قطاع غزة هو كيان غريب عن مصر بل المفروض أن تدعم إخوانا لها على حدودها يموتون تشترك معهم في الدين واللغة والحدود وكدلك باقي الدول العربية انها فرصة تاريخية لإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية . ان هذه الجرائم النكراء سوف تجر المنطقة الى المزيد من الاحتقان والتصعيد والانتفاضة الثالثة على الأبواب لذا وجب على الإخوة في الضفة الغربية الوقوف مع إخوانهم وحان الوقت لجعل قطاع غزة تحت حماية دولية لانه لايمكن أن تبقى تحت مرمى مدافع إسرائيل في أية لحظة . إن العالم الان مشارك في هذه الجريمة بصمته فماذا يطلب أهل غزة سوى إن يعيشوا كباقي الشعوب وأن تفتح في وجههم المعابر من اجل مد الحياة لشعب له الحق في الحياة هذه المطالب البسيطة واجهتها اسرائيل بالدبابات العسكرية وبالزوارق البحرية والمروحيات. . إن المواقف المتدبدبة للفصائل الفلسطينية الغير الموحدة و الانفرادية ومواقف بعض الدول العربية هي التي شجعت إسرائيل للقيام بهذه الجرائم التى يجب ان تحاسب ويعاقب المسؤولون عليها ومتابعة منفديها في المحكمة الجنائية الدولية . لذا المطلوب الان هو تأسيس جبهة موحدة وأن يرتقي المسئولون الفلسطينيون إلى مستوى ما يحصل اليوم وأن تاريخ فلسطين يجب إن يتغير بعد مجزرة حي الشجاعية المروعة التى فاقت مجازر الأمس في صبرا وشتيلاو قانا و دير ياسين ... فيجب وقف كل التنسيقات الأمنية مع إسرائيل ووقف التطبيع معها وان تتقوى إرادة الشعب الفلسطيني لان كل الحروب الإسرائيلية كانت لأجل كسر ارادة الشعب الفلسطيني الابي بمباركة دول متواطئة بصمتها ... أتمنى أن تكون في هذه المعركة نهاية العدوان الإسرائيلي وان يتحطم أمام قوة إرادة هذا الشعب المناضل .وكما قال الصحفي عبد الباري عطوان ان فصائل المقاومة الفلسطينية تقاتل وظهرها للبحر وليس للحائط لأن هذا الحائط غير موجود في غزة وليأخذوا العبرة من القائد الفذ طارق ابن زياد عنما ركب البحر لفتح الأندلس ... الا ان الشعب الفلسطيني لا يهدف لفتح بلد او غزوه بل يدافع عن نفسه في ارضه. إن الشعوب العربية يجب إن تكون في مقدمة مساندة الشعب الفلسطيني وأن ياخدوا العبرة من الطبيب النرويجي الذي ذهب لقطاع غزة ليعالج الجرحى ويطلب الان دخول سيارات إسعاف الصليب الأحمر الدولي التي كان يشاهدها في جميع الحروب إلا حرب غزة لان كل المعابر مغلقة وكأنها إبادة شعب .