تعرف مدينة طنجة أوراشا مفتوحة في إطار تنفيذ مشاريع طنجة الكبرى ، و كانت هناك تخوفات من أن يتم توسيع الشوارع على حساب الأشجار و النخيل المتواجد على الأرصفة ، لكن تأكد بالملموس أن الوالي محمد اليعقوبي حريص كل الحرص على العناية بكل ما هو بيئي و ضاعف الأشجار و النخيل على طول كل الشوارع ، بل تم تشجير مساحات خضراء مهمة، و هذا هو ما كان يطالب به مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية . الحقيقة يجب أن نؤكدها فالوالي الحالي حول الشريط الساحلي من مرتيل إلى الفنيدق مرورا بالمضيق إلى فضاءات يعشقها الزائرون ، و نفس الأمر يتم حاليا لمدينة طنجة ، و لا يمكن إلا أن ننوه بأي مسؤول يخدم الوطن و المواطنين و يعمل على الارتقاء بالمجال الترابي في كل أبعاده. و بالطبع العمل مستمر و يحتاج لسنتين على الأقل لتظهر ملامح طنجة الكبرى في أبهى حلة عروس الشمال و عروس المغرب و عروس البحر الأبيض المتوسط . و تبقى بعض الأولويات ضرورية، أولا ضرورة الاسراع بإحداث أسواق الأحياء خاصة بحي طنجة البالية و حي بنكيران و حي مسنانة ...و اجتثاث الأسواق العشوائية التي تحول الأزقة و الشوارع لمزبلة مفتوحة و متعفنة و ما يصاحب عملية البيع و الشراء من ضجيج و صراخ و عنف بين الباعة الذين يحتلون الشوارع و الأزقة و مداخل أبواب منازل الساكنة بالعنف و القوة من السادسة صباحا إلى ما بعد منتصف الليل ،و الأخطر هو تواجد فئران و مكروبات و حشرات يمكن أن ينتج عنها أمراضا خطيرة خاصة بالنسبة للأطفال الصغار و النساء الحوامل. و الأولوية الثانية هي وضع خريطة بشرية دقيقة يتم التركيز فيه على الساكنة النشيطة و الشباب منهم و الشواهد التي لديهم لأجل تنظيم سوق الشغل و رسم طرق الاندماج في الدورة الاقتصادية و إعطاء الأولوية للساكنة المحلية حتى يتم الحد من الانحراف و الإجرام بسبب التهميش الذي يلقاه شباب طنجة و تفضيل شباب من مدن أخرى للعمل بطرق عنصرية مفضوحة . الأولوية الثالثة هي التسريع بإنجاز المستشفى الجامعي و كلية الطب حتى يتم استيعاب كل المرضى و كل أنواع الأمراض المعروفة عوض التنقل نحو الرباط و الدارالبيضاء. الأولوية الرابعة هو الحفاظ على البقية الباقية من المناطق الخضراء ، و من ضمنها بحيرة و اد المالح بملابطا و تحويلها لمنتزه طبيعي جذاب تبنى فيها مرافق ثقافية و رياضية بمواصفات إيكولوجية ، و إعادة البحيرة إلى ما كانت عليه قبل أشغال الطريق المحادية لها من خلال إزالة الأتربة و الحجارة التي تم رميها وسط المياه التي هي مرفأ آلاف الطيور المهاجرة سنويا. بالطبع يبقى لقطاع التعليم و التكوين و الثقافة المكانة الأساسية لأجل الارتقاء بالمجال البشري و تحقيق التنمية المستدامة ، و الأمر يتطلب المزيد من تكثيف الجهود لتشييد المؤسسات التعليمية و مؤسسات التكوين المهني للحد من الاكتظاظ الذي يؤثر مباشرة على تحقيق الجودة و النتائج المطلوبة.