رجعت بقوة تنسيقية حماية البيئة و المناطق الخضراء السلوقية أولا إلى ساحة النضال، حيث عقدت اجتماعا طارئا لها مساء يوم الاثنين 17 دجنبر 2012 بعد تداول تحرك لوبي العقار للتطاول من جديد على منطقة السلوقية و الغابات و المناطق الخضراء بالمدينة و الضغط لفتح مناطق خضراء للزحف الإسمنتي من خلال وضع تصور و تخطيط جديد لتصميم التهيئة ، و ما كان للمناضلين في التنسيقية إلا أن يعقدوا اجتماعا حاسما توج برسالة موجهة للسيد الوالي يبلغ رأي التنسيقية في الموضوع و هو رأي معروف وواضح لدى الرأي العام المحلي و الوطني و الدولي ،و يتمثل في أن محمية السلوقية و المناطق الخضراء و الغابات بمدينة طنجة خط أحمر و لا يمكن للوبي العقار الذي دمر نصف المناطق الخضراء بطنجة أن يتمادى في السطو على كل ما هو أخضر لاجتثاثه و تدميره سعيا وراء الربح السريع دون أدنى حس وطني و غياب كامل للضمير الإنساني . التنسيقية خاضت نضالا مستميتا ووضحت للوالي السابق محمد حصاد في السنة الماضية أن ساكنة طنجة ستخرج عن بكرة أبيها للدفاع عن البقية الباقية من المناطق الخضراء بطنجة، و بالفعل ساندها كل فئات و تنظيمات و توجهات المجتمع المدني بطنجة و كافة وسائل الإعلام ، و ما كان على الوالي السابق إلا أن يقتنع بصواب مطالب التنسيقية و ساكنة طنجة، و بذلك صرح في اجتماع مع البرلمانيين و أعضاء من التنسيقية أنه لن يكون ضد إرادة الساكنة و أنه سيوقف فورا التوجه الذي كان يسعى لإقامة مشروع سياحي بمحمية السلوقية ، و على ذكر الوالي السابق رغم المؤاخذات حول دخوله في سجال مع التنسيقية لم يدم إلا شهرا وكان قراره صائبا في توقيف أي توجه لتدمير محمية السلوقية ،فإن له مبادرات مهمة تمثلت في حث و الضغط على المقاولات الكبرى الضحى و الجامعي و غيرها لبناء مؤسسات تعليمية تستجيب للطلب على التمدرس في مناطق الإقامات التي شيدوها وبذلك خفف العبئ نسبيا على وزارة التعليم . و معروف على أن الوالي الحالي الصرامة و اتخاذ القرارات المسؤولة ،و لا تنتظر التنسيقية أو الساكنة أي قرار مفاجئ لتدمير المناطق الخضراء المتبقية في طنجة، و على رأس هذه المناطق التي ترى التنسيقية أنها خط أحمر لا يجب تجاوزه هي محمية السلوقية و محمية الملالح بملابطا وماتبقى من الغابة الديبلوماسية و المناطق الغابوية و الخضراء بمديونة و الرهراه و الزياتن و فيلا هاريز والمنار.....و تستعد التنسيقية التي تمثل الواجهة النضالية دفاعا عن حق المواطنين في بيئة سليمة و منتزهات و غابات للتنزه و الراحة لوضع برنامج نضالي للمواجهة و التصدي لأي مس بأي شبر بالمناطق الخضراء المتبقية، و غير مستعد أي مواطن بطنجة أن يتنازل عن حقه في هواء صحي و سليم يتنفسه، و في مناطق خضراء تحقق التوازن البيئي و في منتزهات يقضي فيها مع أسرته أوقاتا للترفيه. ما تنتظره ساكنة طنجة من مجلس العمالة و الجماعة الحضرية لطنجة هو إنجاز مخطط تنموي شامل يتضمن البنيات التحتية و المرافق الاجتماعية الضرورية و تحسين بنيات الأحياء الشعبية و إحداث الأسواق النموذجية لتفادي الأمراض و المخاطر الصحية ، وبناء المستشفيات و المراكز الصحية لتقريب الخدمات الصحية للمواطنين ،و تشييد دور للثقافة و دور الشباب لتعليم السلوك المدني للأجيال الصاعدة ، و إضافة مؤسسات تعليمية جديدة لوضع حد للإكتظاظ و الهدر المدرسي و تطية الطلب المتزايد نظرا للتوافد السنوي لآلاف التلاميذ على مدينة طنجة مع أسرهم التي تسعى لتحسين وضعها الاجتماعي و الاقتصادي . ووالي طنجة الحالي له رصيد إيجابي بولاية تطوان حيث سهر على تشييد العشرات من المشاريع و المرافق الاجتماعية و الثقافية و الرياضية الرائدة ،و طبيعي أن تنعكس تجربته السابقة على مدينة طنجة حيث يتوجب أن تكون بالفعل عروس الشمال و يتم وضع حد لكل ماهو عشوائي من أسواق و مسالك وطرق متردية و غياب تام لأي مرفق اجتماعي أو ثقافي بالأحياء الشعبية التي تفتقد لكل شيء، هذا هو العمل الذي يجب أن يساهم فيه لوبي العقار الذي نهب جهارا نهارا كل المتنفسات الطبيعية بطنجة طيلة عقود من الزمن، و على هذا اللوبي أن يؤدي و لو قسطا من مسؤوليته المباشرة في تدمير نصف المجال البيئي بطنجة .