الحظ كان رحيما بالشاب المغربي نصير,الذي تكفلت به عائلة اسبانية بسبتة,و هيأت له كل أسباب العيش الكريم.نصير من بين المئات من القاصرين الذين عبروا معبر سبتة مختفين .كان يعرف وجهته,اما محاولة أخرى لعبور المضيق أو الذهاب الى مركز القاصرين (الأمل).حيث قضى هناك ثلاثة سنوات مستفيدا من المبيت و الأكل و الدراسة و بعض المال...فالاتحاد الأوروبي هو الذي يمول المركز بالاضافة الى اعانات أخرى من مدريد. القاصرين المغاربة عليهم أن فعالين ليثبتوا حضورهم و الا .. ما أن يصلوا سن الثامنة عشرة حتى يطردون من المركز.و هذا ماحصل للشاب نصير الذي دخل عالم التشرد مكرها,بات في الشارع قرب الأبناك و المتاجر.. تعاطى للمحرمات.. و هو ما جعله ,كغيره,محط النظرات الدونية من الاسبان,الا عائلة واحدة مسيحية أشفقت على وضعيته و أخدته الى منزلها كواحد من أفراد الأسرة المكونة من زوجين و ولديهما.حصل على بطاقة الاقامة من الخارجية و صار ولدهم بالتبني.لكن الصدمة الكبرى ,هكذا عبرت عنها السيدة (مار),الأم المتبنية و الكفبلة,فعندما أراد نصير تجديد بطاقة الاقامة اصطدمت العائلة بخبر أن نصير لا يعد ابنهم بالتبني و أن وضعيته غير قانونية.. بدأت تتحرك العائلة في كل اتجاه,توكيل محامين ,الذهاب الى الخارجية و الى مقر الحكومة.. دخلت العائلة في ورطة بيروقراطية معقدة.هذا الحدث هز الرأي العام بسبتة و اسبانيا و مازالت فصوله جارية..فهناك من يربطه بالتعايش و البعض يربطه بالتنصير..و استغلال ضعف الشباب المغربي.. فقط للاشارة,فان مراكز ايواء القاصرين بسبتة تنقسم الى قسمين.. واحدة للقاصرين و يتواجد بها أزيد من ثمانون مغربي و أخرى للقاصرات و بها حوالي عشرون مغربية.عندما يصلون سن الثامنة عشرة يتم فصلهم عن المركز.أما اذا وجدوهم نافعين فان الحكومة المحلية تسوي و ضعيتهم و تحتضنهم...