صرخة أم...ضد شعب الملاعب، شعار اليوم الوطني الأول لمكافحة الشغب بالملاعب الرياضية والشارع ،الذي احتضنته مدينة الحمامة البيضاء والمنظم من طرف جمعية زيد فايز، بدعم من ولاية تطوان يوم السبت 08 مارس 2014 بفندق بالوما بتطوان وأجمع المتدخلون على اختلاف تخصصاتهم والقطاعات المنتمين إليها ، على أن ظاهرة الشغب والعنف ،التي بدأت تأخذ أبعادا مختلفة وخطيرة وتتخذ أشكالا وطرق جديدة ومتعددة، تحتم على المسئولين وأصحاب القرار والمفكرين والسوسيولوجيين وعلماء النفس والمختصين دراسة الظاهرة وتشخيصها بغية إيجاد حلول لها . واعتبر مسيراشغال الندوة الدكتورالأستاذ الجامعي زين العابدين الحسيني، على أن مشكل الشغب والعنف ليس له حدود ،حيث تعرفه كل الدول بدون استثناء .أسبابه متعددة ومتنوعة وكثيرة أهمها المنظومة التربية التي لم تعد تستطيع تكوين وتربية أجيالا تتحلى بالمسؤولية وبأخلاق عالية وسلوك راق وملتزم مع غياب شبه تام لدور جمعيات أباء وأولياء التلاميذ جمعيات الأحياء في التأطير والتحسيس . وتميز اللقاء ،بحضور وازن لمختلف المصالح الخارجية وفعاليات من المجتمع المدني وحضي بتغطية إعلامية واسعة، لما للحدث من أهمية قصوى لا تزال تأرق بال المسؤولين والمواطنين وتخلف خسائر بشرية ومادية تقدر بملايين الدراهيم، وتعد من أهم المعايير لاستقطاب السياح أو تنظيم مباريات وبطولات ، المغرب في حاجة ماسة لاستكمال إشعاعه على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي . وشدد نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتطوان الأستاذ مراد ألعمارتي، على أن ظاهرة الشغب ظاهرة قديمة قدم التاريخ ، لكن اتسعت رقعتها اليوم وتجاوز حدودها الملاعب للشارع العام، فتحولت إلى جرائم الحق العام ينبغي التصدي لها بقوانين زجرية إلا أن المقاربة الأمنية لوحدها غير كافية ويبقى دور الصحافة والجمعيات والتعليم والمجتمع وغيره أمرا ضروريا وأساسي للحد من المعضلة ، مؤكدا على أن مصالح النيابة العامة تبقى دائما رهن إشارة الجميع خدمة للصالح العام وحفاظا على امن وممتلكات المواطنين . وتطرق السيد محمد بوسكور المراقب العام وممثل المديرية العامة للأمن الوطني من خلال عرض مفصل، إلى العديد من أسباب العنف الرياضي بعدما عرج على تعريفها ، فاعتبرها عنفا ماديا أو معنويا أو نفسيا كالضرب والجرح والسب والشتم والاهانة وإحداث فوضى وإلحاق خسائر في الممتلكات الخاصة والعامة وإلحاق ضرر عام ، أسبابه متعددة ومتنوعة ومتشابكة ،تتمحور بين البنيات التحتية للملاعب وظروف دخول وجلوس وخروج الجمهور وبين العنصر البشري من مدربين ولاعبين وحكام ومراقبي المباريات ورجال الأمن وصحافة وجمعيات مشجعي ومحبي الفريق وبين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للجمهور . واعتبر نجم كرة القدم السابق الدولي عزيز بودربالة، على أن فلسفة الرياضة وغايتها هي الرقي بالإنسان والتشبع بالسلوك والأخلاق العالية ، يسودها الحب والؤئام ويتخللها التسامح والتعايش ويوحدها التضامن والتآزر والتآخي ، قيم نبيلة نتأسف اليوم على اندثارها واختفائها تدريجيا ، مؤكدا على أن للام المغربية دور محوري في التقليص من الظاهرة ، تجربة نجحت في بعض الدول عندما كانت ربة البيت تناشد أولادها من المتفرجين بالالتزام والتحلي بروح رياضية عالية مهما كانت نتيجة اللقاء . وقبل رفع برية الولاء والطاعة إلى الملك محمد السادس نصره الله ، خلص اللقاء بإعلان 11 توصية ، تطلع المشاركون إلى أخذها بعين الاعتبار وإدراجها ضمن البرنامج الرياضي الوطني مستقبلا : تحيين وتحديث الترسانة القانونية الخاصة بالشغب في الملاعب . قيام المنظومة التربوية والتعليمية بمسؤوليتها التحسيسية والتوعوية . تعزيز دور جمعيات أباء وأولياء التلاميذ وجمعيات الأحياء وجمعيات رياضية ونوادي بالاطلاع بدورها الدستوري والاجتماعي . إحداث جائزة وطنية للجمهور المثالي . تخصيص يوم وطني لمحاربة العنف في الملاعب . العمل على تأسيس فدرالية وطنية لمحبي ومشجعي "اولتراس "لتوحيد الرؤى والجهود والعمل . إشراك "الاورتراس" مع مكاتب الفرق والنوادي في التسيير والإشراف والتتبع . وضع ميثاق شرف إعلامي يحد من الأخبار الزائفة . توظيف الوجوه العلمية والفنية والرياضية في محاربة الظاهرة. تعزيز حماية القاصرين . جعل مدينة تطوان منطلقا لمجهود وطني عام للقيام بحملة وطنية لمحاربة الظاهرة وتدعيم المبادرات في هذا الشأن.