انطلقت اليوم السبت بآسفي دورة تكوينية لفائدة عدد من جمعيات مشجعي الفرق الوطنية في لعبة كرة القدم حول موضوع "محاربة الشغب داخل وخارج الملاعب الرياضية". وحسب منظمي هذه الدورة، التي تنعقد على مدى يومين تحت شعار "من أجل جمهور محترف، ممارس ومسؤول"، فإن الهدف من هذه التظاهرة يتمثل أساسا في خلق نقاش معمق مع مسؤولي جمعيات مشجعي الفرق الرياضية الوطنية في لعبة كرة القدم حول ظاهرة العنف بالملاعب وتحليل الأسباب والتوصل إلى خلاصات تكون بمثابة مدخل لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المغربي. كما ترمي هذه الدورة إلى وضع خريطة الطريق بالنسبة لرؤساء ومسؤولي هذه الجمعيات لإعادة النظر في عمليات تأطير جمهور كرة القدم انطلاقا من فهم المحيط العام لظاهرة الشغب وإشراك فئة الشباب خاصة أقل من 20 سنة في التعبئة من أجل فرز سلوك حضاري يتفادى السقوط في منزلقات العنف المؤدية الشغب داخل وخارج الملاعب. وقدم عبد الرحيم العطري، باحث في علم النفس الاجتماعي في مداخلة له بالمناسبة، عرضا تطرق فيه، من زاوية سوسيولوجية إلى العنف في أوساط مشجعي كرة القدم، في محاولة منه لاستجلاء العلاقة القائمة بين هذه الظاهرة السلبية والرسائل التي يحاول الشباب الممارس لها تبليغها إلى المجتمع. وأشار في هذا الصدد إلى عدد من الظواهر المحرضة على اللجوء إلى العنف الذي لا علاقة له بنتيجة مباريات الفرق الرياضية منها على سبيل المثال تأثيرات الوسط الاجتماعي خاصة في الأحياء الهامشية والإقصاء من التنمية وغياب ثقافة الاعتراف والشكر والمرونة خاصة من قبل الساهرين على تنظيم سير الملاعب قبل وبعد انطلاق المباريات. وقال في هذا الصدد، إن الشباب الحالي (أقل من 20 سنة) والذي أصبحت له ارتباطات بعالمية الرياضة عموما وكرة القدم على الخصوص يجد نفسه في حاجة إلى هذه القيم التي شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة مشيرا إلى ضرورة إيلاء المسؤولين أهمية قصوى لردود العنف المؤدية إلى الشغب والصادرة عن هذه الفئة من الشباب وكذا إلى ضرورة قراءة والتقاط الرسائل الإيجابية التي تعبر عنها هذه الفئة بطرق سلبية والسعي إلى إدراك عمقها وتصحيحها جذريا، إذا اقتضى الحال. وأشار أيضا إلى أن الشغب الرياضي يعكس - في سياق عام يشهد منذ سنوات تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية وديموغرافية - شكلا من أشكال الاحتجاج الاجتماعي مما يتطلب برأيه العمل على مواكبة الاستثمارات الجارية في البنية التحتية الرياضية بالاستثمار في العنصر البشري المرتبط بهذه البنيات، وذلك من خلال تكوين الناشئة وخلق الظروف المادية والمعنوية لها مبرزا أن الاختلال بين البنيتين من شأنه أن يؤدي بهذه الفئة من الشباب إلى اللجوء إلى "الشغب" كنداء استغاثة. وتناقش في هذه الدورة، التي تنظمها رابطة الجمعيات المساندة لأولمبيك آسفي بتنسيق مع ولاية ومجلس جهة دكالة عبدة والمجلس الحضري لآسفي، عددا من المحاور منها أساسا "ظاهرة العنف أسباب وحلول" و"تأثير الوسط الاجتماعي في المشجع الرياضي" و"الشغب والتحكيم" و"دور الإعلام في محاربة العنف". وتشارك في هذه التظاهرة جمعيات محبي كل من الرجاء البيضاوي والكوكب المراكشي والجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي.