أعادة جريمة القتل ، التي ارتكبها " دركي " العرائش في حق زوجته وصهره ، مستعملا بذلك مسدسه المهني . الحديث عن معانات رجال الدرك والأمن وباقي المهن الأمنية الأخرى . واعتبر العديد ممن استمعنا إليهم ولآرائهم حول الحادث . أن رجل الأمن سواء في الدرك الملكي أو في القواة المساعدة أو في سلك الشرطة ، يعيشون إكراهات عديدة ويعانون في صمت ، نتيجة الضغوط الكثيرة التي تمارس عليهم من قبل مسئوليهم وأصحاب " الكرادات " العالية . ويحكي لنا شرطي المرور يشتغل بمدينة طنجة ، أن أسوأ سنة عاشها في حياته المهنية ،هي سنة 2014 ، نتيجة التعليمات التي يتلقاها من طرف رؤسائه والزامهم لهم بالخروج إلى الشارع ، من أجل اقتناص الزبناء وأصحاب " دهن السير يسير " ، واضاف هذا الشرطي الذي قضى سنوات طويلة من عمره في خدمة الأمن والحفاظ على سلامة المواطنين في الطرقات ، أنه لم يعد مطمئنا في عمله وفي كل يوم ينتظر قرارات تقهقرية ، لعدم تمكنه من ارضاء خاطر رؤسائه ، من حيث الكسب الوفير. وهذا ماعمق البؤس في نفسيته وحوله من رجل الأمن ، الذي يجب أن يتسم بالقدرة على الإنصات وتقديم الخدمات للمواطن ، إلى رجل أمن همه الوحيد هو البحث عن المخالفات وإلزام المواطن / السائق بآدائها حتى وإن كانت غير قانونية . وكل هذه المعانات ، تجعل من رجل الأمن سواء الشرطي أو الدركي أو المخزني ، شخصية سيكوباتية في أي لحظة يمكن أن يتحول إلى متهم تلاحقه تهمة الجريمة كما وقع بالعرائش وقبله مع الشرطي الذي اردى ثلاث من زملائه قتلى في مشرع بلقصيري.