رجال صامدون ،صابرون محتسبون، عملهم لا يسمح لهم بالتكاسل،ولا يمسهم تعب ولا نصب ، محافظون على الأمن لبث الطمأنينة في قلوب المواطنين، هم رجال الشرطة ، معنا أينما كنا، في كل مكان يوجدون ، داخل الإدارات والمطارات ،في المؤسسات وعلى ناصية الشوارع والطرقات ، أغلبهم اختار المهنة عن حب واقتناع ، لولعه بدخول غمار مهنة أقل ما يمكن أن يقال عنها "مهنة المخاطر والخطر" ، لأن هذا الأخير وارد في كل لحظة وحين ، فهم في الصفوف الأمامية منه وأقرب إليه، لا يبالون به ويجازفون ، يشتغلون تحت شعار الله الوطن الملك، ولله ثم الملك يوجهون رسالتهم أجمعين، للبوح والكشف عن معاناتهم الدفينة التي يعانوها داخل صمت كسيح. فكان اللجوء للصحافة واتخاذها لسانا للحكي عبر منبر أخبارنا ليسردوا من خلالها معاناتهم اليومية ، فكان من الواجب الإنصات لهم بعدما كسروا جدار الصمت وتحدثوا إلينا دون قيود تمنعهم من ذلك ، فالرسالة للقائد الأعلى ورئيس الأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية جلالة الملك محمد السادس ، حينما لم يجدوا سبيلا غير ذلك ، فالمعاناة زادت وتشعبت ، ورؤساؤهم صكوا آذانهم وصبوا فيها أثقالا من القطران حتى لا ينصتوا إليهم وولوا بعد ذلك مدبرين. وإليكم حكاياتهم كما رووها لنا والتي تختزل بالغ الحزن والأسى ، فالأمل كل الأمل في القائد المعظم جلالة الملك محمد السادس ولا قائد سواه في البلاد، هذا ما أجمعت عليه الألسن في البوح والحكي من رجال الشرطة. الضغط يولد الإنفجار لعلكم تتذكرون تلك الفاجعة المدوية بمشرع بلقصيري ، التي هزت أركان المديرية العامة للأمن الوطني وكافة المجتمع بمختلف مشاربه وأجناسه وأعماره ، جريمة غير مسبوقة قل نظيرها ، مقدم شرطة بمركز الأمن يقتل ثلاثة من زملائه بمسدسه الوظيفي حينما دخل في حالة هستيرية سببها ضغوطات نفسية جراء نقله التأديبي من مدينة تطوان إلى مشرع بلقصيري حيث اعتبر الجاني هذا القرار جور في حقه وظلم ، عرضه للهزأ والاستفزاز من رؤسائه الذين سبقوا. تعود أطوار هذا الحادث إلى يوم الأحد 10 مارس من سنة 2013 حينما اشتد النزاع بين مقدم الشرطة وبين رئيسه وارتفعت معه حدة المشدات الكلامية بينهما حتى قام الجاني بإشهار مسدسه في وجه هذا الأخير لتبدأ بعد ذلك عملية القتل العشوائي في عملية تكاد أن تكون أشبه بالسينما الهوليودية راح ضحيتها اكدير رشيد والحيمر رشيد اللذان يعملان برتبة مفتش شرطة، وسعيد فلاحي حارس أمن، الجاني يقبع في السجن الآن بعدما قضت محكمة الاستئناف بالقنيطرة في حقه الحكم بالسجن المؤبد. وكان دفاع البلوطي المتهم قد أعلن انسحابه من متابعة مؤازرة موكله بعد رفض هيئة المحكمة استدعاء الشهود المذكورين في محضر الشرطة القضائية وإجراء خبرة طبية عليه، وعينت المحكمة في دجنبر الماضي محاميا للدفاع عن الجاني في إطار المساعدة القضائية وأكد بدوره على إجراء خبرة طبية لتحديد الحالة العقلية والنفسية للمتهم . فاجعة أعادت إلى الأذهان عمليات قبلها من الانتحار المتكرر في صفوف رجال الشرطة والتي يعزوها العديد من المراقبين ما تعرفه مديريات الأمن بالمغرب من أحداث مأساوية إلى زيادة الضغط على العناصر الأمنية وضعف الأجور بالإضافة إلى عدم تعويضهم عن الساعات الإضافية. أسباب تخترق كل التفاصيل الباحثة عن الأسباب والمسببات المؤدية لهذه الضغوطات التي تؤدي إلى إقدام الكثير من رجال الشرطة لوضع حد لحياتهم وتوقيع شهادة الرحيل ألقسري من الحياة ، هل هذا يرجع بالأساس إلى ضغط النفسي والجسدي ، أم أن الأوضاع التي باءت للتقهقر في صفوف رجال الأمن هي السبب في ذلك ، ما هو واقعهم وضعيتهم المهنية؟ ولماذا يلجأ الأمني إلى اختراق كل القيم ويتجرد من إنسانيته ليصبح رجل رعب بامتياز حسب رأي العامة وإلى مستجد للأموال من جيوب المارة والسائقين؟ ولماذا يصنف الأمني في الخانة الأولى من الارتشاء ؟ أسباب ووقائع دفعتنا لفتح هذا الملف من جديد واللقاء ببعض رجال الشرطة ليرووا لنا واقعهم الصعب المرير. مقصيون بين المطرقة والسندان (ح.س) مقدم بفرقة السير والجولان يبلغ من العمر 47 سنة اب لطفل وطفلة ، قضى ما يزيد عن العشر سنوات بالخدمة في صفوف الأمن بالدارالبيضاء ، حكايته لنا عن لوضعية التي يكابدها لا تخلو من مرارة ، أو ضاعه الإجتماعية وخصوصا الأسرية بدأت تعرف الكثير من الضيق بحكم أن القروض البنكية التي اقترضها لشراء قبر الحياة أصبحت تقبره في مقبع لا يستطيع من خلاله الحراك . (ح.س) لا يجد غضاضة في سرد في واقعه لنا وبعفوية ، فهو يعتبر أن مهنته هاته بمثابة الموت البطئ لما تسفره من ضغوطات نفسية ورتابة يومية تجعل المنخرط بها بين مطرقة الرئيس وسندان المواطن الذي لا يتفهم ويتعاون في أغلب الأحيان ، يقول (ح) " ما يجعل الضغط يزيد أكثر فأكثر هو الرد العكسي للمواطن الذي يقوم بمخالفة ما وحين ضبطه والشروع في تحرير المخالفة يبدأ هذا الأخير في التذمر ولتغمغم ليصل الأمر إلى السباب أحيانا بحكم أن المضبوط بالمخالفة يكون على معرفة بفلان أو فلانة لها صيت ذائع ولكن أنا شخصيا أطبق القاعدة التي تقول القانون يسري على الجميع رغم أن لي اليقين الراسخ بأن القانون يسري على الضعفاء من الناس فقط". يستطرد (ح.س) مواصلا في نفس السياق حينما سألنا عن الرشوة التي تتناسل يوميا خصوصا في فرقة السير والجولان ليقول " إن ما يجعل رجل الأمن يأخد الرشوة وأنا لا أعتبرها رشوة بقدر ما أنها مساعدة للمواطن لتقليص نسبتها والتي سيؤديها طوعا أو كرها" هذا الأمني الذي نتحدث إليه الآن يعتبر أن السبب الرئيسي يكمن في عدم تحفيز رجل الأمن على ضبط المخالفات وتسجيلها بحيث أن المستفيد الأكبر حسب قوله هم الرؤساء وكلما ارتفع عدد المخالفات المضبوطة إلا وارتفعت المكافأة لهم ويتم إقصاء رجل الشرطة من هذا التحفيز والمكافأة "نحن من لنا الحق في هذه التحفيز الشهري فلماذا يتم إقصاؤنا ، هذا إضافة إلى عدم تعويضنا عن الساعات الإضافية" ما رواه لنا (ح.س) والذي يحمل السؤال السابق سيؤكده زميله في المهنة والذي أتى يتحدث إلينا على مضض حينما كنا نحاور (ح.س) ، (م.ع) لم يتوانى في سرد تفاصيل وجزئيات المهنة التي تحمل غيبا مجهولا يأتي بكل الاحتمالات فرجل الشرطة حسب قولهم معرض لأخطار محدقة تأتي على حين غرة. يتذكر (م.ع) حينما كان زميل له من فرقة السير والجولان أيضا لإيقاف سيارة بتراب عمالة ابن لامسيك وفي أحد شوارعها من مدينة الدارالبيضاء ، سائق السيارة لم يستجب يقول (م.ع) فدهسه ثم لاذ فرارا، سجل رفاقه لوحة الترقيم الخاصة بالسيارة ليتم البحث عنه وإلى حدود كتابة هذه السطور لم يتم أي تدخل لإلقاء القبض عليه ، يضيف آخر، والحجة التي اتخذها المسئولون عليه أن رجال الأمن أصبحوا يعترضون سبيل السيارات عمدا لتدهسهم ، ويضيف نفس الأمني أن هاته الحالة ليست الوحيدة بل هناك حالات أخرى وعملت نفس المعاملة ، فيتساءل الجميع هل رجل الأمن أصبح مجرد "شيفونة" تمسح فيها أرجل التراتبية دون احترام وهل انعدمت الهيبة لدى المواطنين الذين لا يمتثلون للقانون ولا يعبأ الأغلبية برجل الأمن أين هي الهيبة الأمنية؟ وكيف سيكون الأمني آمنا مطمئنا وهو يحافظ على سلامة المواطنين هكذا يتساءلون ؟ العمل بالسد القضائي ليلا شاق ومتعب ومن بين المشاكل التي يعانيها رجال الأمن ودائما في قطاع عمالة ابن لامسيك مشكل التوقيت للسد القضائي حيث أن هناك 3 فرق تشتغل به لكن الفرقة الليلية حسب مصدر أمني عال المستوى قال إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار سلامة رجال الأمن ليلا في السد القضائي بحيث يجب على الفرقة الليلية أن تنقسم لاثنين واحدة تشتغل الجزء الأول من فترة الليل والثانية الجزء الأخير على أن هذه الأخيرة لا تشتغل في اليوم الموالي كعطلة يومية للراحة وقال الأمني مضيفا وهو يعلل هذا الاقتراح أن رجل الأمن إذا أردنا أن يعطي أكثر في عمله يجب أن لا نرهقه خصوصا أن الفترة الليلية تكون شاقة ومتعبة ، فكيف سيبقى الشرطي نشيطا الليل بأكمله ويراقب السيارات الآتية رغم قلة مرورها ولكن الاحتياط واجب، فالإجرام غالبا ما يدبر في جنح الظلام وبذلك يستوجب ظلام الليل اليقظة والحذر ، ويضيف كذلك في نفس السياق موضحا أن هناك من الخارجين عن القانون من يتربصون برجل الأمن في السد القضائي ليرشقوهم بالقارورات أو الحجارة، ومن خلال منبركم أوجه ندائي للمديرية العامة للأمن الوطني التدخل الفوري لحل هذا المشكل وتعزيز المنطقة بالعناصر الأمنية واللوجستيكية حتى نؤدي عملنا على أتم وجه حفاظا على أمن المنطقة. القانون يسري على الضعفاء فقط ونحن نقوم بإعداد هذا الملف صادفنا حالة من قلب الحدث ، مواطن لم يمتثل للوقوف أمام السد القضائي لابن لامسيك بمدينة الدارالبيضاء بشارع الجولان، من يوم 15/01/2014 ، صاحب السيارة التي ترونها في الصورة يظهر عليه الوقار ، لكنه ربما من مخلفات عنجهية مترسبة، جذورها ضاربة في القدم ، لا تعترف بدولة القانون والمؤسسات ، هناك حالات كثيرة مثل التي سنرويها بتفاصيلها كالآتي. صاحب السيارة ستيني من العمر يقترب من السد القضائي، الذي من خلال إشارته يأمر بتخفيف السرعة ، خفف السرعة كما خففها الذين من قبله ، وبحدس يستوجب أن يكون في أي رجل منتمي للجهاز الأمني ، أوقفه مطالبا إياه بالوثائق الخاصة بالسيارة ، لم ترق السائق ذاك إعطاء الأمني الوثائق الخاصة بالسيارة ، رفض دونما أي مبرر لنلتقط على مسامعنا أن صاحب السيارة قال لرجل الأمن لماذا اصطفيتني من دون بقية السيارات ، هذا تعسف في حقي وأن سؤوقفك عند حدك ، فبدأت الآلية التي يستخدمها أي شخص يحسب أن سلطته ستخلده ، أغلق زجاج السيارة واستخدم هاتفه ليتصل بمن سيأتي ليخلصه. هنا تشير الساعة إلى 14.23 بعد الزوال ، استمرت المجادلة على هذا النحو بين رجل الأمن وصاحب السيارة إلى حين وصول رجل لم ندري من هو بسيارته 'غولف رمادية اللون'، أتى موقع السد القضائي بن لامسيك حيث المكان الذي نتحدث عنه الآن. استمر تجاذب أطراف الحديث مع الرجل الآتي الذي في الصورة ( الإطار الأحمر) إلى حين وصول سيارة الأمن الوطني 'بارتنير' ذات الرقم 152909 ، وبعد وصولها انقلب الحال على ما قيل ولفت البسمة الجميع دون من كانوا آنذاك في السد القضائي ليخلى سبيله. نتساءل من هو ذاك الرجل وهل هو فوق القانون؟ ماذا لو كان يحمل سلاحا أو جثة ؟ ولماذا لم يجر معه تطبيق القانون؟ هذه الحالة التي عايناها عن كثب تشبه إلى حد كبير حالة وقعت قبلها بأسبوع ، يتعلق الأمر بمستشارة جماعية ، اعتدت على شرطي مرور بشارع ادريس الحارثي بالسب والقذف ، ونزعت بالقوة من بين يديه أوراق سيارة كانت تركبها رفقة أحد الأشخاص الذي خالف قانون السير ،حيث ما أن تم إيقاف السيارة من طرف الشرطي وسحب الأوراق من سائقها لتحرير مخالفة في الموضوع حتى ترجلت المستشارة الجماعية من السيارة وتوجهت نحو الشرطي بكلمات نابية قبل أن تنتزع منه الأوراق بالقوة ، هنا يحيلنا هذا التصرف والذي قبله ، أن شرطي المرور بالخصوص لم يعد له الاحترام الواجب ، وذلك راجع إلى ثقافة المواطن الذي لا يتفهم دور الشرطي والمهام الموكلة إليه بل هناك من المواطنين من تصل به الوقاحة والنذالة إلى تعنيف رجل الشرطة أو يتباهى بوظيفته أو مركز لبنيه أوعمه أوأخيه، سواء كان ذا مال أو سلطة ، ليكون الضحية هنا وهذه هي الغرابة هو الشرطي الذي تتقاذفه أمواج ضغط الرؤساء واستفزاز المواطنين. الحالات كثيرة تتناسل كل يوم ومن مختلف المدن ، هذه المرة حالة شبيه بما سبق لكن حدتها تختلف ، فالأمر لم يتوقف عند استفزاز وسب وقذف فقط بل تعداه ووصل مداه إلى ما هو أفظع ، شاب في عقده الثاني يصدم شرطي مرور لمدينة الحمراء مراكش في أحد شوارعها، بعد ارتكابه لمخالفة مرورية ، رفض على إثرها الامتثال والانصياع لتعليمات الشرطي، فكان قدر هذا الأخير أن دهسه السائق لما أطلق العنان لسرعة سيارته ، لينقل الشرطي على اثر الصدمة صوب المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. أما المتهم أي الشاب فظل متواريا عن الأنظار طيلة يومين كاملين، وبعد تحديد هويته تبث أن المعني بالأمر ينتمي لإحدى الأسر الميسورة بمدينة الانبعاث وتمت إحالته على النيابة العامة بتهمة محاولة القتل. لكن المفاجأة التي وقعت والتطورات التي طرأت على القضية أنها انتهت بمتابعة الجاني في حالة سراح والاكتفاء بتسييجه بتهمة عدم الامتثال وإدخال العميلة في خانة " قلة العقل". في سبيل المردودية الكل مخالف حالات استفزازية كثير يتعرض لها رجل الشرطة أثناء أدائه لعمله ومن بينها ضغط الرؤساء في العمل الذين يهددون الأمني بتقارير تحبك على مزاجيتهم وذلك من أجل إجبارهم على المر دودية ، الشيء الذي يؤدي برجل الشرطة إلى اقتناص كل من خالف ويبقى هدفه الأسمى هو حصد العديد من المخالفات ، لا للزجر لتنظيم المرور حتى لا تقع حوادث السير ولكن إرضاء للرئيس الذي يأخذ مقابل المخالفات تحفيزا شهريا ، هذا الأمر جعل مجموعة من رجال الأمن يتساءلون لماذا لا يكون لنا نصيب من هذا التحفيز علما بأننا نحن نحن من تشتغل ورؤساؤنا يكتفون بالجلوس على الكراسي فقط هذا هو السبب الذي يؤدي بالكثير من الأمنيين أن يقوموا بأخذ قدر من المال من السائق المخالف دون تسجيل المخالفة عليه ، وهذه لا يعتبرونها في نطاق الرشوة لأنهم وحسب رأيهم أن الغرامات والمرد وديات لا يستفيدون من تحفيزاتها بالمقارنة مع الرؤساء وموظفي المالية. اللافت للنظر أن بعض من التقينا هم في رحلة إعدادنا لهذا الملف يأخذ الحيطة والحذر في حديثه معنا تحت ذريعة عدم إفشاء السر المهني ، لكن وبعد جولات ماراطونية من الإقناع يطمئنون لنا ليبدو يهيجانهم وتضررهم ثم يقرروا الحكي معنا دون تردد. الخطأ المهني جزاؤه الطرد المشاكل المهنية لا تعد ولا تحصى إضافة إلى الاجتماعية والصحية ، رجال شرطة ففدو بذرة حب المهنة لما يتلقونه من تهديدات بالطرد إن هم أخطأو فكيف لهم أن يطردوا شرطيا من مهنته وهو المعيل الوحيد لأسرته أو يأخدو قرارا تأديبيا قاسيا في حقه ، يتساءل رجل شرطة ويضيف آخر هذه المرة أن رجل الأمن حينما تكون له مهمة خارج المدينة التي يقطن بها يواجه مشكل السكن والأغلب يضطر للمبيت في مؤسسة تعليمية أو في مكان أخر مجهول، فالشرطي هو إنسان قبل أن يكون شرطيا وهو مواطن بالدرجة الأولى فأين هي الكرامة الإنسانية للشرطي مع الإدارة العامية للأمن الوطني؟ الشرطي يرفع الراية البيضاء أمام الجريمة تصاعدت وثيرة الجرائم في مناطق عدة من المدن المغربية وفي مختلف أحيائها ، خصوصا في السنوات الأخيرة ، ليلا ونهارا، تسيب وإجرام وسط الشارع العام، حتى أنك تعتقد عند سماعك أو معاينتك لفعل جرمي أن لا أمن يوجد وممثلوه لا يشتغلون، شوارع بدون أمن ،سرقات تحت التهديد تحدث في واضحة النهار حتى صار المواطن غير آمن في ممشاه وسكناه ، والنموذج هنا نستقيه من منطقة ابن لامسيك سيدي عثمان حيث نسرد واقعة بشارع النيل سابقا " رضا اكديرة حديثا" أن سيدة تبلغ من العمر على ما يبدو 45 سنة كانت رفقة ابنتها الطالبة بمركز التكوين المهني مولاي رشيد ، بينما نزلن من الحافلة خط 97 والقادمة من منطقة مولاي رشيد حتى أقدم شاب ثلاثيني من العمر برفقة شخص على متن دراجته (اس آش) بسرقتهن وانتشال ما بحوزتهن تحت التهديد بسلاح "مدية" وأمام المارة ، ظلت الأم تبكي رفقة ابنتها وهن في حالة ذهول لما وقع. كانت الساعة آنذاك تشير إلى السابعة والنصف مساءا من شهر يناير المنصرم للسنة الجارية ، تجمع الناس من حولهن ناصحين إياهن بالذهاب لتحرير شكاية ضد السارقين بالدائرة الأمنية الرابعة ابن امسيك بحكم أن الواقعة كانت بالقرب من مستشفى سباتة ، رفضت الوالدة وهي تقول " آش غاديين يديرو لينا كون كان البوليس خدام كن راه هما هنا او ميوقع لينا هادشي" ليسترسل رجل آخر بالقول " أودي راه مابقا لا أمن ولا سيدي زكري". شاب آخر حاول الاتصال بالشرطة لكن ظل الهاتف يرن دون مجيب لتكف الأم دموعها وابنتها ليكملا طريقهما متوجهات نحو حي الاتصال 3. لأجل هذا الأم ترافق فلذة كبدها في الذهاب والإياب خشية من وقوع مكروه لابنتها خصوصا وأن الجميع له علم بأن منطقة مولاي رشيد معقل الإجرام بامتياز حتى أن رجال أمنها غير آمنين مطمئنين وغير سالمين من المجرمين فهم يغضون البصر عن جرائم تقع وسرقات تحدث للطالبات بمراكز التكوين المهني هناك أو بالجامعتين تحت ذريعة" اللي خاف نجا" حسب ما قاله أحد رجال الأمن حين سألناه ذات مرة. حي مولاي رشيد بالبيضاء منتج الجريمة حي مولاي رشيد نقطة سوداء وبؤرة لتكتل السارقين وتجار المخدرات بكل أنواعها ، مولاي رشيد أصبح حيا شبيها بالمنطقة المشهورة قبله ، درب السلطان 'درب الكبير' حيث ازداد معدل الإجرام بها وتنامي تجار المخدرات ليأتي من انتظره السكان ليخلصهم من ذلك الإخطبوط القاتل والسم المدمر لأبنائهم. جاء البشير والنذير ليبشر الناس أن وقت التسيب ذهب وزال وينذر الظالمين وكل معتد أثيم خارج عن القانون بأن جزاءه العقاب دون رحمة فالقانون فوق الجميع ، وبذلك تعالت الأصوات باسمة مستبشرة بقدوم هذا العميد الذي أجمع عليه الناس بصوت واحد " هذا هو اللي يصلح ليهم" إنه العميد الصوتي المعروف بصرامته المهنية والجدية في العمل ففي المدينة القديمة نظفها وبث الرعب في قلوب المتاجرين في الممنوع والأمن في النفوس لسكان المنطقة حتى بات كل منهم يشعر بالأمن والاستقرار تقريبا. بهذه الصرامة المهنية ينتظر سكان عمالة مقاطعات مولاي رشيد بأن يعم الأمن والسلام ، والحد من الجرائم المتفاقمة تحت شعار الشرطة في خدمة المواطن ، وفي خضم ذلك ونحن نواصل انجاز هذا الملف وجهنا أسئلتنا إلى أمنيين بالمنطقة فكان جوابهم أن السبب في تناسل الجرائم وانعدام الأمن مرده الخصاص البين في العناصر الأمنية وإلى المعدات اللوجيستيكية ، سيارات دراجات نارية إلى غير ذلك من المعدات، هذه الأسباب يظهر انعدامها بجلاء بالدائرة الأمنية الرابعة ابن لامسيك حيث الأمني إضافة على عدم وجود معدات جيدة وغير كافية طبعا يلجأ لصيانتها من ماله الخاص هذه شهادة اخبرنا بها أحد رجال الصقور بذات المنطقة حيث قال أن الأمني إذا تعطلت دراجته الوظيفية فهو مطالب بإصلاحها أو تغيير ما تعطل بها من عجلات أو أخرى بالهيكل او المحرك إلى غير ذلك ، وليس هذا فحسب فهناك من الأمنيين من يقوم على خياطة زيي أمني بديل للذي تعطيه الإدارة لأنه أصبح باليا ولا يليق بصورة الأمن وممثله. للأمن التحية الجريمة، حوادث السير ، عناصر من بين أخرى يخشاها المواطن ، فالأمن هو سلاح للقضاء أو الحد منها، وهذا لن يتأتى إلا برد الاعتبار لرجل الأمن ، وذلك بضمان حقوقه الاجتماعية والمهنية حتى يتسنى له القيام بعمله على أكمل وجه ، فالأمن هو ضرورة بشرية وحياتية، وهو الضامن لاستمرارية الدولة وإنتاج رجالاتها ونسائها المدافعين عن ترابها ، لذلك من الواجب تحسين أو صاعهم والدفاع عن حقوقهم لنكون شعبا في خدمة هذا الوطن الحبيب، تحت شعار الله الوطن الملك.