المعمار تطواني أندلسي بامتياز إنها دار المنظري بجامع القصبة، في ضيافة لآل العربي المهدي والحضور مفعم بروح الفن والشعر منسجم إلى أقصى الحدود، وضيف الشرف هو الإعلامي السعودي محمد بن سليمان الصبيحي وكيل كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض والمنظم مجموعة "آر إي بويزي" بالتسيير المحكم للمحترم عبد النور القشتول، في موضوع حديث وراهن إنه: "البعد الإبداعي لتطوان الكبرى خلال الألفية الثالثة و الزمن الرقمي". موضوع نوقش في مائدة مستديرة، أخذت فيه الأديبة والقاصة فاطمة الزهراء الرغيوي الكلمة الأولى لتتحدث عن التجربة الإبداعية في ظل الزمن الرقمي، من حيث الإنتاج والتلقي والتفاعل، مصرحة بأن هذا الوسيط الرقمي هو مساحة جميلة ينبغي أن نستفيد منها جيدا لخلق ثورة مصغرة بحسب قولها على الأنظمة التي تحصرنا في زوايا ضيقة. والمداخلة الثانية كانت للفنان التشكيلي بوزيد بوعبيد تحدث فيها عن التشكيل في ظل الرقمي وابتدأه بتأريخ للميدان التشكيلي منذ بداية الأربعينات وكيف أنه استفاد أكثر من المستجدات (ظهور الحركة الانطباعية المتسابقة مع النور والشمس)، وما حدث بعدها من ثورة صناعية على مستوى الألوان ساعدت الفنان في السرعة، مصرحا أن اللوحة لن تتوقف في ظل الرقمي، لأنه هناك فرق بين الإنتاج الإلكتروني والإنتاج الإنساني، حيث أن الآلة لا تتوفر على الخيال، ومضيفا أن جيله تعلم مع الملصق الصبر، أما جيل الرقمي فأخذ منه عيب التسرع، حيث أن العديد من الطلبة يهربون من دراسة النحت والصباغة إلى مواد تتوفر فيها شروط العمل السريعة، وذكر من إيجابيات الرقمي سهولة التواصل وسهولة عرض الأعمال التشكيلية وسهولة بيعها، ثم عرج على سلبياته كسرقة الملكية الفكرية (القرصنة) كأبرز عيوب الرقمي. وكانت المداخلة الثالثة للأستاذة الزهرة حمودان التي استهلتها بلوحة إبداعية بعنوان "إنتقام"مشحونة برمز عيوب الزمن الرقمي، ثم تحدثت عن موضوع المائدة المستديرة من خلال تجربتين لهما علاقة بالإبداع الرقمي وهي تجربة القاصة فاطمة الزهراء الرغيوي مع الأديبة الفلسطينية أحلام بشارات، وتجربة الناقدة المصرية هويدة صالح الحائزة على جائزة دبي الثقافية والتي أتت إلى المغرب واختارته لعرض عملها "صورة المثقف في الرواية الحديثة" وذلك انطلاقا من العالم الافتراضي، وعن الأمسية اعتبرتها الزهرة حمودان: انجاز ثقافي بامتياز للمجتمع المدني بمدينة تطوان، حققته مجموعة " آر إي بويزي"...فهنيئا لها بهذا الانفتاح على العالم، وفتح المجال للتعرف على تجربة من خارج حدود الوطن يمثلها ضيفها المحتفى به الاعلامي و الأكاديمي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الصبيحي...فالجلسة كانت ذات فيوض معرفية و فنية...تستحق التنويه. والمداخلة الختامية للمائدة المستديرة كانت لضيف الشرف محمد بن سليمان الصبيحي والتي تحدث فيها عن التقنية الرقمية ومدى تأثيرها على العملية الإبداعية، باعتباره مهتما بالجانب الفلسفي والتنظيري للأنترنيت هذه الوسيلة التي غيرت حسب قوله كثيرا من المفاهيم على مستوى الإبداع، حيث هيأت الفرصة لفبداع بشكل واسع، ومكنت المبدع من تطوير مهاراته (التدريب والتعلم عن بعد...)، وخلقت منافسة قوية في مجال الإبداع والإنتاج. وعلى هامش المائدة المستديرة أقيمت أمسية فنية على شرف الضيف قدم فيها الزجال التطواني فريد مشبال زجليته "الدار الكبيرة" مصحوبة بالعزف على آلة العود، والشاعرة جميلة علوي امريبطو قصيدة بعنوان "لا تسألني" من ديوانها المشترك "شغف" والزجالة نبيلة المصباحي زجليتها "زمان خاب حتى عاب" وكريمة العاقل زجليتها "المغزل" بأسلوب تشخيصي ولباس جبلي تقليدي، وسعيدة أملال قصيدة "مجمع الحباب"، كما تم تقديم فقرات موسيقية أندلسية للموسيقي حمزة بلقات وغنائية لكل من سعيدة أملال والشابة ياسمين الصقلي من مدينة فاس. وتم تقديم هدايا رمزية لضيف الشرف عبارة عن ديوان "سطور حياتي" للزجال فريد مشبال وديوان "طنين المنفى" و"ناقوس الرهبان" لعبد العزيز مصمادي، وديوان شغف للشاعرة جميلة علوي امريبطو، وقصيدة للشاعرة فريدة البقالي وهدية "مجموعة فنون وشعر" عبارة عن منسوج تقليدي. وفي الختام عبر الدكتور محمد بن سليمان الصبيحي عن شعوره بالفخر والاعتزاز بهذا التجمع الرائع والمشاعر النبيلة، وهذا الارتسام السامي لهذه المجموعة المتميزة بالروح والفكر العاكسة لأخلاق الإسلام وصورة المغرب الحقيقية، بدافع ذاتي رسالي، آملا أن تحقق هذه المجموعة مستقبلا جميع أهدافها وأن يصل صوت المغرب السلامي إلى كل العالم. متابعة: يوسف الحزيمري