تشهد مصحة النخيل بتطوان، تدهورا صارخا في الخدمات الصحية، وتعكس صورة سوداوية ومخيفة عن المصحات الخاصة بالمدينة. فهي تعاني من اكتظاظ كبير أدى إلى تدني ظروف الاستشفاء ،ونوعية الخدمات المقدمة تفتقر لأدنى الشروط الصحية كما تعاني من النقص الفادح في الموارد البشرية والمعدات الضرورية. وحسب شهادة بعض المواطنين فإن غفلة مسؤولي"الأطباء بالمصحة" المنشغلين بتقاطر الزبناء دون انقطاع ،حيث تستقبل يوميا عددا هائلا من المرضى يفوق طاقة استيعابها، مما ينعكس سلبا على الخدمات، خاصة وان المصحة تبقى الوجهة المفضلة لغالبية ساكنة تطوان في غياب مصحات أخرى يمكن أن تكون أحسن حال منها،ونظرا لاستقطاب مالكيها لأطباء لهم أيدي طويلة في الساحة "الطبية".وحسب إفادة بعض المرضى ، فإن هذه المصحة تحمل من المشاهد اليومية ما يجعلها سوقا أو ملتقى للمتحدثين أحاديث فارغة في غياب المسؤولين عن المصحة الذين يركضون في جمع الأموال الطائلة المحصل عليها من جيوب المواطنين و المواطنات دون أي رقابة من الجهات الوصية تاركين ورائهم الممرضات و الأطر الإدارية تواجه شتائم و تهجمات بعض عائلات المرضى ،و خير دليل على ذلك الحادث الذي تعرضت له إحدى الممرضات التي تشتغل بمكتب الاستقبال و الإرشادات يوم الثلاثاء 30 يوليوز 2013 حيث تم تعنيفها و شتمها من طرف أربع شباب في غياب تام للمسؤولين عن هذه المؤسسة رغم الاتصال بهم مرارا عبر الهاتف لكنهم لم يعيروا للموضوع أي اهتمام ، الشيء الذي استدعى معه تدخل الشرطة لفك النزاع و مصاحبة الجميع للمخفر قصد التحقيق معهم بما فيهم الممرضة.زيادة على الفوضى و التسيب فقد عمدوا إلى انتظار أن تسنح الفرصة للأطباء "وسطاء المصحات الخاصة"ليغادروا عياداتهم ليهرعوا مهرولين،متسابقين،كلما طلبت منهم المصحة ذلك،.وأضاف المتحدث أن جولة قصيرة بغرف المصحة وردهاتها... شكلت صدمة حقيقية بالنسبة له، خاصة بعدما شاهد نساء كثيرات،ورجال مكدسون في رواق ضيق لا يمكن حتى الاستلقاء فيه، وهن يصرخن في انتظار دورهن.وأضاف المتحدث ذاته أن الأثمنة باهظة جدا مقارنة مع المصحات الوطنية الأخرى،ناهيك عن أن المصحة لا تحدد أوقات معينة للزيارة ،وتنعدم فيها النظافة،و وجباتها هزيلة بكل المقاييس ،أما أولئك الذين يزورون أهاليهم فيتجموعون بجانب غرف المرضى ولا تسمع إلا أصواتهم العالية كأنك بسوق سانية الرمل . ولم ينف المتحدث كون هذه المصحة تتوفر على مكيفات هواء يتم الاستغناء عنها من حين لآخر ولو في عز الصيف، وتلفاز في كل غرفة، زيادة على زجاج النوافذ والأبواب من النوع الرفيع،لكن "ألمزوق من برا آش خبارك من الداخل "لذا يتعين على وزارة الصحة أن تتخذ التدابير والإجراءات الضرورية الصارمة في حق هذه المصحة، سيما وأن التجاوزات التي تحدث في المصحات الخاصة فاقت كل التصورات وضربت بعامل الإنسانية عرض الحائط. إننا بهذا ندق ناقوس الخطر وأملنا كبير في أن يقوم المسؤولين بالمصحة بمراجعة أوراقهم لاسترجاع المكانة الطيبة التي كانت تحضى بها المصحة سابقا بالمدينة . م.غ