شهدت مدينة تيزنيت يوم 17 ماي 2013 فاجعة جديدة تنضاف الى السجل الاسود للصحة العمومية ، فلم نكد نستفيق من هول صدمة زاكورة حيث فارقت أم حامل الحياة نتيجة الاهمال الطبي حتى تناهى الى مسامعنا موت سيدة اخرى بمدينة تيزنيت للأسباب ذاتها : الاهمال الطبي، و عدم تقدير المسؤولية من طرف الاطر الطبية . صبيحة يوم 17 ماي 2013 رن هاتف مبارك ش يطلب منه المتحدث الحضور فورا الى مصحة خاصة ليخبر حينها ان زوجته اسلمت روحها الى باريها ، لم تكن حدوسه السوداوية منذ ليلة 16 ماي 2013 التاريخ الذي حمل فيه زوجته الى المستشفى الاقليمي الحسن الاول بتيزنيت تتوقع ان يفارق شريكة حياته ، نفسه مبارك ش و معه اخت زوجته كانا رفقة الهالكة رافقاها في تمام الساعة الثامنة مساء الى المستشفى حيث قيدت في سجلات هذا الاخير و تكفلت الممرضات الحاضرات في ذلك الوقت بإجراء فحوصات طبية اكدت ان الزوجة ستلد هذه الليلة ، مرت ساعات و طلب من أخت الهالكة حسب افادتها للجريدة ، ان تصحب معها بعض المتاع من اجل الولادة و هو ما تم فعلا لكن هول المفاجأة التي ستكتشفها حين عودتها الى المستشفى هو نقل اختها الى مصحة خاصة دون ان يخبر اي فرد من العائلة و عللت الممرضة الامر بكون الاطباء غير موجودين بالمستشفى و اضطروا الى توزيع النساء الحوامل على المصحات الخاصة القريبة من المستشفى . فور سماعها الخبر غادرت المكان بعد ان اخبرت الجميع بكون الأم الحامل بمصحة خاصة، و هناك ستجد العائلة ان الأم ادخلت مباشرة الى غرفة العمليات مانعين الجميع من رؤيتها ، اللهم الاخت التي اصرت بعناد على ان ترى ان اختها فعلا هي المتواجدة بغرفة العمليات و قد تمكنت من ذلك مع إحساس شديد ان الامور ليست مطمئنة ، طال الانتظار و عيل صبر الجميع، بدأت علامات الاستفهام تتسرب الى الجميع و يلف الغموض مصير الأخت مع رفض العاملين بالمصحة الادلاء بأي معلومة . بارقة امل بددت القليل من الشكوك لما اخبرت احدى العاملات الأسرة بازدياد المولود رغم ان حالته لا تبعث على الاطمئنان حسب افادة الطبيب و ان حالته تستدعي نقله على وجه السرعة الى اكادير ، حال ممزوج بين الفرح و الخوف، لكن الخوف بدأ يشتد مع التصرفات الغريبة للقائمين على أمر المصحة حيث بدأوا بالمطالبة بمصاريف الولادة التي لم تتوقعها العائلة ، فهي حملت ابنتهم الى المستشفى الاقليمي حيث تتولى الدولة العناية و توليد الأمهات الحوامل مجانا ، لم يهتم مسؤولو المصحة بما تقوله العائلة، بل اصروا على ان يأخذوا مبلغ 8000.00 درهم . اصاب الهلع الجميع بعد ان علموا ان الأم تنقصها اكياس كثيرة من الدم و ان مستوى الضغط لديها ينخفض بشدة، لم يمنح القائمون على المصحة اي اهتمام لاستفسارات الاسرة الى ان جاء الخبر المشؤوم بفراق الأم الحياة . انهال الخبر على جميع معارف الاسرة و العائلة كالصاعقة فلم يصدق احد ان يصل الاستهتار بأرواح الناس الى هذا الحد المفجع، و لم يعد بعد الحادث أحد يثق في الشعارات الرنانة التي ترفع بين وقت و حين عن تقدم المغرب في مؤشرات صحة الأم و الطفل و عن تحسن اوضاع المستشفيات العمومية بعد تطبيق السياسة الصحية للحكومة. أما الزوج المسكين الصابر على قضاء الله و قدره فلم يهون عليه احد مصابه الجلل الا بعد ان علم الحقيقة و هو ما دفعه ليضع شكاية لدى المصالح المختصة لاستجلاء الحقيقة و طلب القيام بعملية تشريحية للجثة لمعرفة اسباب الوفاة متيقنا بأن الوفاة كانت نتيجة الاهمال و الاخلال بالواجب. و قد علمنا ان لجنة جهوية حلت صبيحة يوم 19 ماي 2013 بالمستشفى الاقليمي بعد ان توصلت المندوبية الاقليمية بتيزنيت بشكاية زوج الهالكة يشتكي فيها ما وقع لزوجته و ما لحقه من أضرار مادية و معنوية جراء ذلك، كما علمنا ان ادارة المستشفى قد قامت بوضع اعلان ثم سحبته بعد ساعات تخبر فيه العموم بوقف عمليات الولادة بالجناح الخاص بذلك ، و تعتزم مجموعة من القوى الحية بمدينة تيزنيت تنظيم وقفة احتجاجية ضد المستشفى و تردي خدماته المقدمة للمواطنين .