نظمت مؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك يوم الأربعاء 3 يوليوز 2019 بمدينة الحسيمة الندوة الواحدة والخمسين ضمن سلسلة ندوات » لنتبادل من أجل فهم أفضل « حول موضوع » رؤى متقابلة حول تدابير مواكبة المقاولة الصغرى المغربية «. وجرى هذا اللقاء الجهوي على هامش افتتاح دار المقاول بالحسيمة لتبادل الآراء مع القوى الحية للإقليم حول التوصيات التي خلص إليها منتدى المقاولات الصغرى المنظم من طرف مجموعة التجاري وفا بنك بتاريخ 13 فبراير الأخير بالدار البيضاء.
وفي كلمة افتتاحية ألقاها نيابة عن السيد محمد الكتاني، الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، تحدث السيد رشيد مكان، المدير التنفيذي المكلف بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة في مجموعة التجاري وفابنك، قائلا : "إن تنظيمنا لهذا اللقاء هو نابع من اقتناعنا بضرورة إيلاء أهمية كبرى لتحاليل وأبحاث المفكرين والباحثين الجامعيين المشهود لهم بالكفاءة وكذلك الاقتراحات الصادرة عن مختلف مكونات المجتمع لإغناء التوصيات مع مراعاة الانشغالات الجهوية. ويكمن هدفنا النهائي في تمكين كل واحد منا من قطف ثمار هذا العمل المواطن وتحفيز ريادة الأعمال في بلادنا."
وضمت هذه الندوة التي أطرها السيد المهدي فقير وهو خبير اقتصادي ومستشار في تدبير المخاطر، محاضرين ذائعي الصيت مثل السيدة فاطمة الزهراء عزيز، المديرة التنفيذية للمؤسسة المغربية للثقافة المالية والسيد حذيفة أمزيان، الرئيس السابق لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان وأستاذ جامعي في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والسيد عبد اللطيف كومات، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء والسيد محمد هيثمي، الرئيس المدير العام لمجموعة لو ماتان.
وطيلة فعاليات هذه الندوة، كانت قضية التكوين في صلب النقاش. وشدد المحاضرون الأربع على الدور المهم للمدرسة والجامعة في تحضير الشباب لريادة الأعمال وتحسيسهم بأهميتها. ومن ضمن العوامل الحاسمة لإنجاح المشاريع المقاولاتية، ركز المتدخلون على دور التكوين المستمر، بعد الحصول على الدبلوم الأول والتربية المالية، ناهيك عن التحكم في الوسائط الرقمية لاغتنام الفرص الجديدة المتاحة. "من الأهم كذلك أن نتذكر الإخفاق واستخلاص العبر من أجل إطلاق مشروع جديد قابل للتحقيق. كما يساهم الشغف في التحلي بالمثابرة وبالقوة اللازمة لمواجهة الصعوبات والتحديات المرتبطة بريادة الأعمال." وهكذا، لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، ركز المتدخلون على الدور الاستراتيجي للمقاولات الصغرى في الحد من البطالة. وحسب رأيهم، من شأن ريادة الأعمال أن تشكل الدعامة الرئيسية للنموذج الجديد للتنمية المغربية وهو مشروع مجتمعي واقتصادي يتطلب تعبئة الجميع. "على غرار الدعم الذي يستفيد منه القطاع الفلاحي، سيجني المغرب الكثير من وضع منظومة لمواكبة المقاولين الذاتيين، سواء من حيث الولوج للتكوين والتمويلات والأسواق مع دعمهم في حال واجهتهم صعوبات ." وأخيرا، ركز المحاضرون على المؤهلات والكفاءات التي تزخر بها جهة طنجة-تطوانالحسيمة، باعتبارها تحتل الرتبة الثانية من حيث عدد المقاولين الذاتيين بالمملكة (15% من المجموع الوطني). من ناحية أخرى، تمت برمجة 800 مشروع في إطار »الحسيمة منارة المتوسط« سيتحقق جلها في الأشهر القادمة. كما وجه المحاضرون دعوة للشباب من أجل تكوين أنفسهم على الفور لتلبية الاحتياجات الآنية من حيث الكفاءات المحلية سواء من الأجراء أو المقاولين الذاتيين. ومن خلال هذه الندوة المناقشة، تؤكد مؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك مجددا رغبتها في النهوض بنقاش هادف وبناء في مختلف جهات المغرب حول مواضيع اقتصادية واجتماعية تهم مستقبل بلادنا.