بمناسبة شهر رمضان المبارك 2019م .. سيتفضل زميلنا أحمد المرابط مندوب الموقع الإخباري تطوان بلوس بطنجة بإعداد هذا العمود للتعريف بخبايا بعض الفنانين والرياضيين والمثقفين والأدباء من الجانب الصوفي كل يوم الثلاثاء .. الحلقة الأولى عن رائد العيطة الجبلية الفنان حجي السريفي وهذا ما دونه عنه الزميل أحمد المرابط في بحثه عن الفنان حجي السريفي وسره مع أهل الصوفية بحث به فوائد هامة : في غابر الزمن حاكم فرض على كل القبائل بالمغرب أن يمنحوه عنوة منتوجهم السنوي ..من بينهم قبيلة مهمشة من شمال المغرب لم يكن ربما حتى لها إسم يذكر.. وفي مرة وهو عازم على الإستحواذ على منتوجهم إلتفت حول عنقه أفعى متأهبة للدغه إن تحرك ، فعجز عن الحراك ولم يقدر أن يقترب منه أحد حاولوا الإقتراب لكنها تهدد بلدغه بقي جامداً في مكانه قرابة أسبوع لا ينام ومن تلك القبيلة المهمشة جيء بأحد شرفائها من العيساويين وضرب البندير وهو يذكر الله تعالى فهربت الأفعى ونجا الحاكم من موت كان محققاً ..نجا بفضل بركة الشريف وهكذا أصدر الحاكم أمره بإعفاء أهل القبيلة التي ينتمي لها ذلك الشريف من دفع الضريبة أو الكلفة المبالغ فيها وقال مشيراً إلى الشريف العيساوي : إني أصدرت أمري بإعفاء أهل الشريف من الكلفة }}....... وهكذا أضحى إسم تلك القبيلة المهمشة بإسم قبيلة { أهل الشريف} ..إلا أن العامة اليوم ينطقون بإسمها خطأ { أهل السريف} بالسين والأصح { أهل الشريف } بالشين ..في إحدى مداشرها الشهيرة مدشر {التيسملال} اشتهر حينها أهله بالفروسية والرمي بالبنادق العتيقة البارودية .. وكان لهم شيخ يسمى شيخ الرمى ..وإسمه سيدي محمد العسري في الشهور الأولى التي تزوج فيها بللامهاني ، اجتمع الفرسان الرماة ورفعوا أكف الضراعة إلى الله تعالى بدعاء غريب : اللهم ارزق شيخنا بولدين أحدهما غياطاً والآخر طبالاً }}.. فاستجاب الله سبحانه دعاءهم وأنجبت له للامهاني ولدين ..سيدي محمد أضحى غياطاً وسيدي علي طبالاً ..تزوج سيدي علي من للافاطنة حجي فأنجبت له من الأسماء ولد سماه {سيدي عبد السلام } .. وقديماً في البادية كانوا يضيفون للولد إسم أمه فكانوا ينادون سيدي عبدالسلام ويضيفون على إسمه الإسم العائلي لوالدته وعُرف بإسم {عبد السلام ولد للاحجي}.إمتهن مهنة أبيه طبالاً في يفعانه سرعان ما استهوته موسيقى منطقته الجبلية الطقطوقة أو العيطة الجبلية ، فولج بيتاً منعزلاً في مدشره يسمى بيت القصارى أو بيت العزارى . وفيه يجتمع شيوخ العيطة الجبلية .. هناك تعلم العزف على العود وأصول العيطة الجبلية على يد الفنان الشيخ أحمد الشويني ، ثم غادر عبد السلام ولد للا حجي للجولان بقبائل اجبالة من أجل أن يتعرف على نمط العيطة لكل قبيلة جبلية ، وهناك كانوا يتساءلون عن هذا الفتى الشيخ الشاب ومن أي قبيلة وهكذا اشتهر بالإسم العائلي لوالدته وإسم قبيلته إذ كانون ينادونه بالفنان الشيخ {حجي سريفي} .. واستدعاه لمدينة طنجة الفنان الشيخ أحمد الكرفطي ولبى الشيخ حجي السريفي الدعوة واستقر عند الشيخ الكرفطي بطنجة وتبادلا المعلومات حول فن الطقطوقة أو العيطة الجبلية ، ثم هاجر إلى الدارالبيضاء لنشر هذا الفن وسجل عبر أسطوانات كبيرة قديمة كما كان الحال عليه قديماً أولى أغانيه بشركة {بوسيفون} للإنتاج الفني، وأول أغانيه التي قادته للشهرة يقول مطلعها: ربيعة يا الله نْبْلادي ... نْشُوفُو أهْلي واحْبَابي حْبيبْكْ بْلَغْلْكْ السْلامْ ... الملتقى في مولاي عبد السلام وعاد لمدينة طنجة وتكاتف بالأيدي مع أحد كبار الملحنين وكتاب الكلمات للأغنية الجبلية الفنان عبد المالك الأندلسي وهكذا أضحى حجي السريفي شيخاً ونجماً لامعاً في موسيقى الطقطوقة أو العيطة الجبلية ... ومما لا يعرفه العامة عن الفنان الشيخ حجي السريفي .. وأكشفه هنا أن حجي السريفي من كبار مريدي الزاوية العجيبية بطنجة .. وقد أخذ النسبة والورد من القطب الرباني الولي الصالح الشيخ سيدي عبد القادر بن عجيبة قيد حياته ، ولازال حجي السريفي إلى حد كتابة هذه السطور ..مرتين في الأسبوع يصل الرحم بالزاوية وضريح شيخه في الله وتجديد الصلة والنسبة وتثبيت الورد مع فقراء ومريدي الزاوية بمنطقة {غدير الدفلة } فحص طنجة، يقيم معهم العمارة الربانية ومدح الرسول الله{ص} وشُرب النخب الإلاهي ويتشبع به ..نعم هذا هو الوجه الآخر الذي لايعرفه العامة عن الفنان الشيخ عبد السلام العسري المشهور بإسم {حجي السريفي } ..ونلتقي