فاجأت ناشطة السلام الدولية Nathalie Dupuy الحاضرين في لقاء تواصلي مفتوح معها صباح اليوم السبت بقصر البلدية بتطوان بدعمها لحركة المقاومة الإسلامية حماس بفلسطين وتأكيدها على أنها ليست منظمة إرهابية كما تصنفها غالبية الدول الغربية، بل هي حركة مقاومة ذات نفس ديمقراطي استطاعت أن تكسب تعاطف الفلسطينيين والعرب مما بَوَأها مكانة الصدارة في الإنتخابات الديمقراطية السابقة بفلسطين. الناشطة الفرنسية Nathalie Dupuy وهي مستشارة مُنتخبة بالمجلس البلدي لمدينة La Rochelle الفرنسية والتي زارت فلسطين مؤخرا عبَّرت رفقة زوجها المغربي الأصل عبدالواحد التاطو في هذا اللقاء المفتوح الذي نظمته منظمة التجديد الطلابي فرع تطوان عن رفضها لسياسية الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في تعاطيه مع القضية الفلسطينية والتنازلات التي يقدمها للجانب الإسرائيلي وقمعه لنشطاء حركة حماس في الضفة الغربية خصوصا بعد تصريحه الأخير لقناة تلفزية إسرائيلية حول تأكيده منع قيام أي انتفاضة جديدة بفلسطين حسب قولها، مؤكدة في نفس السياق أنه وبالرغم من تفهّمها على أن حل الدولتين هو الحل الواقعي الآن لإحلال السلام بالمنطقة إلا أن ذلك لايمنعها من دعم ونصرة نضالات الفلسطينيين حتى تعود أرض فلسطين كلها من النهر إلى البحر للشعب الفلسطيني وحده كحق تاريخي وديني لاتنازل عنه. وقد لوحظ التفاعل الكبير الذي ميز تدخلات الطلبة والشخصيات الحقوقية الحاضرة في هذا اللقاء خصوصا بعد التأثير الواضح الذي بدى على الجميع بعدما استعرضت الناشطة Nathalie Dupuy تفاصيل الأوضاع المأساوية التي يُعاني منها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية أثناء زيارتها الأخيرة لفلسطين في شهر يناير الماضي رفقة وفد حقوقي فرنسي مناصر للقضية الفلسطينية، فقد روت مشاهد مُؤلمة عايشتها في الضفة الغربية أبرزها قصة الشاب الفرنسي من أصل فلسطيني صلاح عمرو الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية وعمره 16 عاماً أثناء زيارة والده في فلسطين وقضى 6 سنوات في السجون الإسرائيلية، بيد أن ضغوطات مارسها نُشطاء السلام الدوليين بقيادة Nathalie Dupuy أثمر عن الإفراج عن هذا الشاب الذي يقود الآن حملة دعمٍ للقضية الفلسطينية على طول وعرض الجمهورية الفرنسية التي تعرف تحركات كبيرة لِلُوبي يهودي صهيوني يتحكم في الإعلام والسياسة والإقتصاد الفرنسي حسب قولها.. فقد روت Nathalie Dupuy وهي تشغل منصب نائبة مندوب المواطنة والتضامن الدولي بمدينة La Rochelle الفرنسية - روت - المضايقات التي تعرضت لها أثناء زيارتها لفلسطين خصوصا في مطار باريس وتل أبيب قبل أن تتعرض لشتى أنواع الإهانات والتحرشات من قبل الجيش والشرطة الإسرائيليين داخل الأراضي المحتلة وخصوصا بالضفة الغربية. ومن بين المشاهد التي روتها الناشطة والتي أثارت الإنتباه، القانون الإسرائيلي الذي يمنع تسليم جثة أي أسير فلسطيني توفي في السجون الإسرائيلية إلا بعد أن يقضي مدة عقوبته كاملة حتى وهو ميت !!، كما أن الفلسطينيين المقيمين بالقدس لايستطيعون أن يتركوا منازلهم فارغة ولو لدقيقة واحدة لأن القانون الإسرائيلي يسمح لأي مستوطن صهيوني متطرف أن يحجز أي بيت مدى الحياة لايجد فيه صاحبه ولو لدقيقة !! وفي ردها على سؤال أحد المتدخلين عن كون الدخول إلى فلسطين عبر تل أبيب هو تطبيع واعتراف ضمني بإسرائيل، قالت الناشطة الفرنسية بأن النشطاء الدوليين يستعملون جوازين للسفر أحدهما للإستعمال الدولي لزيارة كل البلاد والآخر مخصص فقط للدخول إلى فلسطين عبر تل أبيب كتعبير عن احتقارهم ومناهضتهم لإسرائيل. وقد عبرت السيدة Nathalie Dupuy عن تقديرها للشباب المغربي في دعمه للقضية الفلسطينية خصوصا منظماته المختصة في نصرة القضايا الإنسانية العادلة، داعية منظمة التجديد الطلابي إلى تكثيف جهودها لترسيخ الوعي عند عموم الطلبة والشباب المغربي بضرورة نصرة وإحياء القضية الفلسطينية في وجدان الجماهير حتى تبقى الذاكرة المقاوِمَة حية حسب تعبيرها.. بدوره استنكر الناشط الدولي المغربي الأصل عبد الواحد التاطو زوج Nathalie Dupuy سياسة الرئيس الفلسطيني عباس أبومازن واصفاً إياه بأنه بَيدق بيد الغرب يتحكم فيه وأنه قد فقد شرعيته وانتهى دوره، وأثار الناشط الفرنسي-المغربي الأصل التاطو قضية الدعم الفرنسية لإسرائيل واللوبي الصهيوني المسيطر على الإعلام بفرنسا الأمر الذي يجعله يوجه الرأي العام الفرنسي نحو دعم إسرائيل، مشددا في نفس الوقت على أهمية إنشاء منظمات وهيئات محلية ودولية مناصرة للشعب الفلسطيني من أجل الضغط على الحكومات للتخفيف على معاناة الشعب الفلسطيني، حيث أعطى مقارنة بسيطة بين عدد اليهود بفرنسا والذي يبلغ عددهم نحو 350 ألف يهودي مقارنة ب5 ملايين مسلم، قائلا : " للأسف ال350 ألف يهودي تفوقوا على ال5 ملايين مسلم في توجيه الرأي العام الفرنسي "