وصل ناشطون أجانب مؤيدون للفلسطينيين، أول أمس، إلى مطار “بن غوريون” المقام على أراضي مدينة اللد المحتلة عام 48 على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال الصهيوني لمنع قدومهم، على متن طائرات من دول مختلفة ضمن حملة “أهلا بكم في فلسطين”. واحتجزت الشرطة الصهيونية عددا من الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، أول أمس، لإخضاعهم للتحقيق عقب وصولهم إلى المطار حيث سيتم ترحيل البعض منهم. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الصهيونية لوبا السمري في بيان “رفض طلب 40 ناشطاً للدخول حيث من المنتظر لاحقاً بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية إبعادهم جميعاً الى دول انطلاقهم”. وأوضحت أن بين هؤلاء “33 فرنسياً وإسبانيين وإيطاليين وسويسرياً وكندياً وبرتغالياً” . وقالت المتحدثة باسم داخلية الكيان سابين حداد، في بيان، إن بين المحتجزين الأربعين يوجد “حالياً 27 مواطناً فرنسياً” رفضوا الصعود على متن الطائرات المتوجهة الى فرنسا وسيتم “نقلهم الى معتقل”، موضحة أن الباقين عادوا بالفعل إلى أماكن قدومهم أو سيعودون في وقت لاحق. ويتوقع مشاركة 1500 ناشط مؤيد للفلسطينيين في حملة «أهلا بكم في فلسطين» في عامها الثالث على التوالي بينهم 500 إلى 600 فرنسي سيتوجهون إلى بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة للمشاركة في حفل افتتاح مدرسة دولية. وأعلنت مجموعات دولية من مؤيدي القضية الفلسطينية على الانترنت عزمها القدوم إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ابتداء من 15 أبريل للتوجه منه إلى الأراضي الفلسطينية التي يحتلها الكيان الصهيوني ويسيطر على جميع مداخلها، باستثناء الحدود بين قطاع غزة ومصر. وكان مئات من رجال الشرطة الصهيونية انتشروا، أول أمس، في مطار بن غوريون لمنع النشطاء من الدخول. ووفقا للإذاعة العامة الصهيونية انتشر 650 رجل شرطة غالبيتهم بملابس مدنية في المطار وتلقوا أوامرا من رؤسائهم «بممارسة ضبط النفس ولكن اعتقال أي مثير للمشاكل»، وفق ما نقلت عنها وكالة «فرانس برس». وأضافت الإذاعة الصهيونية أن سلطات المطار تلقت أيضا أوامر بتحويل مسار الطائرات التي يشتبه في أنها تنقل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين نجحوا في اجتياز نقاط التفتيش في المطارات التي غادروا منها، لتهبط في محطة الطائرات القديمة. وأشارت إلى أنه سيتم إلقاء القبض على النشطاء الذين يتم اكتشافهم وترحيلهم فورا. أوربا تخضع للاحتلال من جانب آخر، خضعت دول أوروبية لضغوطات الكيان الصهيوني ومنعت نشطاء دوليين من الوصول إلى مطار اللد «بن غوريون». ففي باريس، تظاهر عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، صباح أول أمس، في مطار رواسي شارل ديغول بعد أن رفضت شركات الطيران تسجيل دخولهم بسبب وجود أسمائهم على لائحة «الأشخاص غير المرغوب فيهم» التي أرسلها الكيان الصهيوني. وأعلنت شركة «اير فرانس»، السبت الماضي، أنها ألغت تذاكر لناشطين يؤيدون القضية الفلسطينية كان يفترض أن يتوجهوا الأحد إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 من مطاري رواسي شارل ديغول قرب باريس، و»نيس» للمشاركة في حدث «أهلا بكم في فلسطين». وقالت متحدثة باسم الشركة إنه «في إطار معاهدة شيكاغو ترفض «إير فرانس» نقل أي راكب غير مرحب به في إسرائيل»، موضحة أن الكيان الصهيوني قدم لها قائمة بأسماء الركاب «غير المرحب بهم». بدورها، منعت الحكومة الإيطالية سبعة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين صباح أول أمس من الصعود على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الايطالية متوجهة الى الكيان الصهيوني بناء على طلب من سلطات الاحتلال، بحسب وسائل الإعلام. وكتبت صحيفة «ريبوبليكا» على موقعها الالكتروني: «منعت الخطوط الجوية الايطالية صباح اليوم (الأحد) بناء على توجيهات من دولة «اسرائيل» صعود سبعة نشطاء ايطاليين على متن طائرة متجهة الى تل ابيب». وأشارت الصحيفة إلى أن بين النشطاء السبعة رسام الكاريكاتير اليساري المشهور فارو سينسي. وقال فابيو مارسيلي عضو رابطة المحاميين الديمقراطيين وأحد أعضاء الوفد الايطالي الذي منع للسفر لوكالة الانباء الايطالية (انسا) معلقا «هذا التوجه يدل على أن السلطات الإسرائيلية تخشى من المظاهرات الداعمة لفلسطين». أما في بريطانيا، فقد أعلنت شركة «جيت 2 دوت كوم» الجوية البريطانية، السبت الماضي، أنها ألغت تذاكر سفر العديد من المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني. ولم توضح الشركة عدد الركاب المعنيين، لكن صحيفة «الغارديان» البريطانية أفادت أن ثلاث نساء تلقين رسالة الكترونية من الشركة الجوية تبلغهن أن تذكرة الإقلاع من مانشستر (شمال غرب إنكلترا) أول أمس في اتجاه فلسطين قد ألغيت ولن تعوض. وفي جنيف تمكن أكثر من 20 ناشطاً مؤيداً للفلسطينيين من الصعود إلى الطائرة المتوجهة إلى “تل أبيب”، فيما منعت الشرطة العشرات منهم بحسب ما أعلن منظمو الحملة. أما في اسطنبول، فمنعت الخطوط الجوية التركية صعود نحو خمسين ناشطاً على متن طائرتها بحسب وكالة الأناضول للأنباء. وفي مطار بروكسل تظاهر نحو 120 ناشطاً مؤيداً للفلسطينيين ضد رفض العديد من شركات الطيران السماح لمئة منهم بالتوجه الى “تل أبيب”. وفي فيينا قالت الخطوط الجوية النمساوية إنه جرى منع خمسة مسافرين من المغادرة. وقامت كل من شركات «لوفتهانزا» الألمانية وجت.2 كوم البريطانية بإلغاء تذاكر العديد من الناشطين. إلى ذلك، وجه رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو مساء السبت الماضي رسالة ساخرة إلى الناشطين نشرها مكتبه قائلاً “نقترح عليكم أن تحلوا أولاً المشكلات الحقيقية للمنطقة ثم العودة ومشاركتنا خبراتكم”. ونصح نتنياهو الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية بالعمل على أن “يحلوا أولاً المشكلات” في سوريا وإيران وفي قطاع غزة. ومن جهته، قال وزير المواصلات الصهيوني «إسرائيل كاتز» إن كيانه لا يستطيع السماح بدخول “أناس استفزازيين». وزعم أن هؤلاء الناشطين ينتمون إلى “منظمات موالية لإيران”. أما العضو عن حزب ميريتس المعارض «زهافا غيلؤون» فرأت أن قادة الكيان فقدوا عقولهم ويتصرفون كما لو كان لدينا شيء نخفيه. وأضافت أن “إغلاق الحدود عن طريق إنشاء ستار حديدي جديد لا يغير واقع أن الاحتلال “الاسرائيلي” مستمر منذ 45 عاماً”.