برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى بطلة العالم في الملاكمة وداد برطال    صندوق النقد الدولي يمنح المغرب 496 مليون دولار كدفعة ثالثة لآلية الصلابة والاستدامة    الحرب في أوكرانيا.. مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين    "اليونيسف": إسرائيل تقتل أكبر عدد من أطفال غزة في يوم واحد خلال عام    بنك المغرب يطلق برنامجًا جديدًا لدعم تمويل المقاولات الصغيرة جدًا بسعر فائدة تفضيلي    الملك يهنئ البطلة وداد برطال بعد تتويجها ببطولة العالم للملاكمة    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تكلف الحكم الدولي إسماعيل الفتح بتطوير التحكيم المغربي    عملية أمنية تسفر عن توقيف مروج للمخدرات الصلبة ببني أنصار    "دبلوماسية الطعام"    جائزة "مبدعات" تعود بدورتها الرابعة لدعم إبداعات النساء    حِكم حَلاجِية..    إسرائيل تغتال أبو حمزة ومصير أبو عبيدة لا يزال مجهولا    لوديي يستقبل الوزير المنتدب لدى رئاسة جمهورية الكاميرون المكلف بالدفاع    موعد إجراء مباريات كأس العرش    امتلاء سد الشريف الإدريسي بالكامل    الدرك يحجز مواد فاسدة بأركمان    اطلاق دراسات لتدبير الفرشة المائية بحوض غيس – نكور بالحسيمة    زيدان يعدُ بمشاريع استثمارية بالشرق    اليقظة الأمنية المغربية تفشل محاولة العسكر الجزائري في توظيف مرشح سابق للانتخابات الرئاسية .    الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن: عقد مشاورات غير رسمية مع البلدان التي تمر بمرحلة انتقال سياسي    عمرو خالد: جفاف القلوب أسوأ من شح الجيوب.. وهكذا يمتلئ خزان الحب    المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي يعقد دورته السابعة غدا الأربعاء    الموقع الاستراتيجي للمغرب يعزز دوره في توريد الأسمدة والأمن الغذائي بإفريقيا    أَكُلُّ هذا القتل من أجل تجويد شروط التفاوض؟    دعما للبوليساريو .. الجزائر تراجع امتيازات منحتها لفرنسا قديما    الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن: المغرب يدعو إلى العمل على استعادة الاستقرار والسلم والازدهار بجنوب السودان    وزارة الاقتصاد الإسبانية: المغرب.. الشريك التجاري الأول لإسبانيا في إفريقيا    المغرب يعزز قدراته العسكرية بنشر وحدات للحرب الإلكترونية بالقرب من سبتة ومليلية    بورصة الدار البيضاء تعزز أرباحها عند الإغلاق    التمني في زمن التفاهة.. بين الحلم والواقع    مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يحتفي بذكراه الثلاثين ويكشف عن أعضاء لجنتي التحكيم    الذهب يبلغ ذروة جديدة مع تزايد التوتر بسبب غزة والرسوم الجمركية    وزارة التربية الوطنية تطلق مباراة مهنية لتعيين 6 آلاف أستاذ للثانوي في السلم 11    "حلق لحية السرباية" يثير خلافات أرباب المقاهي والمطاعم المغاربة    أيوب كريطع يتوج بجائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجان مونس السينمائي    دعوات في المغرب إلى احتجاجات تضامنية مع الفلسطينيين بعد غارت إسرائيلية أودت ب413 شخصا في غزة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    اضطرابات النوم في رمضان: البحث عن التوازن بين الصيام والراحة    أولمبيك خريبكة يعلن تعيين التونسي منير شبيل مدربا للفريق    المكتب الوطني للفضاء المغربي للمهنيين يناقش تحديات التجارة والاستثمار ويدعو لإصلاحات عاجلة    مجلس الحكومة يتدارس مدونة السير    مدرب رينجرز يشيد بإيغامان: "موهبة كبيرة ويمكنه الوصول إلى مستويات عالية في عالم كرة القدم"    ميلاد رسمي لنشاز سياسي    الكونغرس البيروفي يحث الحكومة على دعم مغربية الصحراء    أربع ميداليات للمغرب في الألعاب العالمية الشتوية - تورينو 2025    روبنسون الظهير الأيسر لفولهام الإنجليزي: "حكيمي أفضل ظهير أيمن في العالم"    إسرائيل تستأنف عدوانها على غزة    مختصون يناقشون راهن الشعر الأمازيغي بالريف في طاولة مستديرة بالناظور وهذا موعدها    "إفطار رمضاني" في العاصمة الرباط يُنوه بتوازن النموذج الحضاري المغربي    "التراث الإسلامي في طنجة: بين ندرة المعطيات وضرورة حفظ الذاكرة"    الشيخ أبو إسحاق الحويني يرحل إلى دار البقاء    "طنجة تتألق في ليلة روحانية: ملحمة الأذكار والأسرار في مديح المختار"    التوتر الأسري في رمضان: بين الضغوط المادية والإجهاد النفسي…أخصائية تقترح عبر "رسالة 24 "حلولا للتخفيف منه    الرياضة في كورنيش مرقالة خلال رمضان: بين النشاط البدني واللقاءات الاجتماعية    دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب في أستراليا    شهر رمضان في أجواء البادية المغربية.. على إيقاع شروق الشمس وغروبها    الأدوية الأكثر طلبا خلال رمضان المضادة للحموضة و قرحة المعدة!    لا أيمان لمن لا أمانة له ...    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرة "نجية نظير".. هكذا تبنى الأوطان ..
نشر في تطوان بلوس يوم 20 - 02 - 2019

في زمن العبث السياسي الذي انحط إلى درجة البغال والحمير، وفي ظل التراجع المهول في منسوب المواطنة والقيم والأخلاق وشيوع ثقافة التفاهة المكرسة أحيانا من قبل بعض منابر الإعلام، لاح في الأفق "خبر"، بدا كبصيص أمل في صحراء قاحلة ملبدة بغيوم اليأس والرداءة والانحطاط، في واقع تراجعت فيه مفردات "النموذج" و"المثال" و"القدوة" بعدما زحفت عليها رمال "الأنانية المفرطة" و"التكالب" المسعور سعيا وراء الغنائم والمكاسب واعتلاء الدرجات .. خبر تم تداوله على نطاق واسع في عدد من المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي حول "مواطنة" مغربية تبرعت بمبلغ مالي مهم، من أجل تسخيره في بناء مؤسسة تعليمية (ثانوية تأهيلية) وتأهيل "وحدة" مدرسية (بناء حجرات دراسية ومرافق صحية وترميم السور وتأهيل الساحة) بإحدى الجماعات القروية التابعة لنفوذ منطقة "ابن أحمد" نواحي سطات، وهي مبادرة "مواطنة" تستحق كل الثناء والتقدير والتنويه، لم تكترث بعبث السياسة ولا بلغط بعض الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين الذين يختزلون "الوطن" في كسب "الغنائم" والظفر بالمكاسب واقتسام الكعكات والتكالب الهستيري على مدارج الارتقاء الاجتماعي بعيدا عن قضايا الوطن وانتظارات المواطنين...

وهي رسالة واضحة المعالم موجهة إلى من يرتمي في حضن السياسة بحثا عن "الريع" أو اقتناصا للكراسي الشاغرة أو سعيا وراء الغنائم والمكاسب، رسالة إلى بعض الفاعلين الاقتصاديين الغارقين في أنانية مفرطة لا تعترف إلا بمعادلة المال والأعمال ومنطق الربح والخسارة وتكديس الأموال بعيدا عن هموم وقضايا وانتظارات الوطن، رسالة مفتوحة إلى كل من احتضنه الوطن وجنى المكاسب من بعض الرياضيين (كرة القدم، ألعاب القوى ..) والفنانين والمفكرين، وتنكروا للوطن، إلى كل من يلهث وراء تكديس الثروات بكل السبل المتاحة وغير المتاحة، إلى كل من أجسادهم في الوطن وعقولهم وقلوبهم خارج الوطن...رسالة إلى كل من ينتهك حرمة الوطن ويعبث بمصالح البلاد والعباد، وما إن يبعد أو يحرم من "بزولة" الوطن، يجمع حصاد العبث ويرحل إلى وطن غير الوطن...

إلى كل الذين يلخصون قصيدة الوطن في العبث والجشع والطمع والرغبة الجامحة في الارتقاء الاجتماعي، تنازلوا عن كبريائكم وأنانيتكم المفرطة، فالوطن قد ضاق ذرعا من العبث والقسوة والاحتقان وسئم من اللغط وزلات اللسان، فالأوطان بنكران الذات تبنى، وبالتضحية والوفاء تحمى، وبالجدية والمسؤولية تصان، تذكروا أن الوطن لن يموت ولن يفنى مهما عبث العابثون، بوجود أناس شرفاء، لايتقاعسون في خدمة الوطن والإسهام في رقيه وازدهاره، بعيدا عن اللغط السياسي والجشع الاقتصادي، وما أقدمت عليه سيدة الأعمال التي تقف وراء المبادرة (نجية نظير) يرسم مساحات أمل في "مغرب ممكن" لامكان فيه للفساد والجشع، ولا وجود فيه للأنانية المفرطة والطمع، مغرب "المواطنة" و"المبادرات" الراقية التي ترمي إلى الدفع بالوطن نحو مدارج الرقي والازدهار، مغرب"ممكن" تتقاطع فيه مفردات "الكرامة" و"العدالة" و"المساواة"و"التضامن" و"سيادة القانون" و"الحرب الشاملة" على من يعبث بجسد الوطن في واضحة النهار، دون حياء أو خجل ...بعيدا عن "عيون المحاسبة" و"عدسات العقاب" ...

وحتى لاتفوت الفرصة، من الأجدر الإشارة إلى أن السيدة المتبرعة (نجية نظير) استهدفت "قطاع التعليم" (بناء ثانوية تاهيلية وتأهيل وحدة مدرسية)، واضعة بذلك "بساط أمل" أمام تلاميذ من أسر معوزة، تحرمهم "الهشاشة" و"الإقصاء" من فرص"التعلم" و"الارتقاء" و"الحياة"، وهي نظرة "متبصرة" تدعو إلى الإهتمام بالتعليم وتحصينه من الحسابات والمزايدات السياسوية الضيقة، لذلك لامناص اليوم من تشجيع وتثمين كل المبادرات الإنسانية الرامية إلى الاستثمار في العنصر البشري والارتقاء بظروف معيشته، من أجل كسب رهانات متعددة المستويات، في طليعتها "المواطنة الحقة" و"التنمية الشاملة"، فمن أحب الوطن، استثمر في الإنسان، ومن تطلع إلى "الإيمان"، فحب الأوطان من الإيمان"، ومن شد قلبه إلى"الجنة"، فطريقها يبدأ حثما من "محطة الوطن" و"حب الوطن" و"التضحية من أجل الوطن" بوفاء ونقاء وصفاء ...فطوبى للسيدة "نجية نظير" وطوبى لأشراف وأحرار الوطن، وبئس لمن يغتصب حرمة الوطن دون خجل ودون حياء ...

-كاتب رأي، أستاذ السلك التأهيلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.