أجمع مثقفون عرب مساء أمس السبت بالقاهرة على دور التربية والتعليم في تحصين المجتمعات العربية وخاصة فئة الشباب من مخاطر التطرف والإرهاب. وأكدوا خلال ندوة أقيمت على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي في نسخته ال50 ، حول موضوع "دور الناشر العربي في حماية المجتمع العربي من التطرف والإرهاب"، أن المعارض الثقافية العربية الدورية ، تعد وسيلة فعالة لحماية الناشئة من الفكر المتطرف، باعتبارها تشكل بيئة جاذبة، ومنصة تثقيفية للوقاية من الفكر المتطرف، مشددين على ضرورة تشجيع إنتاج أعمال أدبية موجهة للشباب في نبذ التطرف والعنف، ونشر قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر . وأبرزوا خلال هذا اللقاء الذي أداره بشار شبارو، الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، دور الاسرة والمدرسة والمجتمع في مقاومة العنف والتطرف والإرهاب وحماية النشء باعتباره أكثر الفئات استهدافا. وفي هذا الصدد ، اعتبر سعد العنزي،باحث كويتي أن المحافل الثقافية العربية وبشكل خاص معارض الكتاب التي تقام سنويا تعد أكبر حدث ثقافي يحضره الجمهور بمختلف شرائحه وفئاته العمرية وخلفياته الثقافية والعلمية، مبرزا دور المعارض كمنبر مفتوح على كل الثقافات في المساهمة في التعريف بمخاطر الإرهاب والتطرف من خلال إصدارات تعرف بمخاطر الظاهرة والوقاية منها ، وإقامة ندوات وملتقيات للشباب . واعتبر العنزي وهو ايضا مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، أن الحوار هو الوسيلة الفعالة لمواجهة الفكر المتطرف الذي أضحى يشكل خطورة كبيرة على المجتمعات سواء العربية أو الدولية، داعيا إلى تطوير الخطاب الديني وإبراز مميزات الدين الإسلامي الوسطية والمعتدلة بعيدا عن الغلو . من جانبه أكد خالد البلبيسي ، ناشر أردني على أهمية دور الكتاب المدرسي باعتباره وسيلة أساسية للعلوم والمعرفة، مضيفا أن الكتاب لا يمكنه أن يعالج ظاهرة التطرف والإرهاب بمعزل عن الاسرة والمجتمع والمؤسسات الدينية باعتبارها حلقات مترابطة ومتكاملة يمكنها جميعها أن تساهم في بناء الهوية والشخصية وبالتالي لا يمكن للكتاب ان يحقق هذا البناء بمفرده بعيدا عن باقي هذه المكونات . ولفت إلى أن الحديث عن الكتاب المدرسي وكيفية توظيفه في محاربة ظاهرة الارهاب خاصة في المجتمع العربي ،يظل ناقصا إذا لم يتم إخظاع الظاهرة لدراسات معمقة والوقوف على أسبابها وظروف نشأتها مشيرا إلى أن الإرهاب ، قضية فكرية وسياسية وسلوكية ، وظاهرة عالمية ترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية ودينية وايضا تقنية . واعتبر ، أن الكتاب المدرسي لم يحقق دوره ولازال في حاجة الى تطوير وإصلاح ،معتبرا أن التعديلات التي عرفها الكتاب في المنطقة العربية ، لم تتجاوز بعض الجوانب الشكلية التي لا ترقى الى المستوى المنشود ولاتواكب مستجدات العصر ، فالكتاب يضيف الباحث ، بحاجة الى قفزة نوعية وتطوير حقيقي واستراتيجيات تؤسس لرؤية جديدة . وتعرف فعاليات الدورة ال 50 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (23يناير -5 فبراير) حضور 748 ناشرا من 35 دولة ، من ضمنهم عدد من دور النشر المغربية. وتستضيف دورة هذه السنة من المعرض جامعة الدول العربية كضيف شرف، وتحتفي بشخصيتين مصريتين بارزتين هما الراحلين ثروت عكاشة وسهير القلماوي، لإسهاماتهما البارزة في إثراء الثقافة المصرية والعربية. ويتضمن المعرض تنظيم أنشطة ثقافية متنوعة تصل لأزيد من 800 فعالية، بمشاركة العديد من النقاد والادباء العرب والأجانب، من ضمنهم عدد من الادباء والمفكرين المغاربة، فضلا عن توقيع العديد من الإصدارات الجديدة وتنظيم العديد من الامسيات الشعرية.