في خضمِّ تشديد المغربِ للإجراءات الأمنية الرامية إلى مُحاصرة التطرّف والإرهاب، وبالموازاة مع استعداد وزارتي التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية لمراجعة المقررات الدينية بهدف محاربة الفكْر المتطرّف، دعا فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب إلى تشكيل جبهة ثقافيّة لمواجهة التطرّف والتعصّب والإرهاب. واختارت المنظمة كعنوان لمشاركتها في الدورة الثانية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب: «من أجل جبهة ثقافية لمحاصرة التطرف»، حاثّة المثقفين من الأدباء والكتاب والمبدعين المغاربة على التصدّي للفكر المتطرّف، والدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية للأفراد. ويرى فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، أن دعوة المثقفين المغاربة إلى تشكيل جبهة لمحاربة التطرّف، انبثقت من الدور الطليعي الذي لعبه المثقف المغربي في سبيل نشر التنوير وقيم الحداثة في المجتمع، وأن دور المثقف أصبح أكثر أهمية في السياق الراهن.لأن ،ما تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من إرهاب وتصاعد التطرّف والتعصب، يستدعي استنهاض همم المثقفين المغاربة، للعمل بشكل منظم وببرنامج عمل واضح، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة في مجال الإبداع ومختلف الأجناس الأدبية، لمحاصرة المد التطرفي الذي يهدد قيم التسامح والتعدد والتنوع والاختلاف في المجتمع المغربي. وإذا كانت الدولة تعتمد، بالأساس، على المقاربة الأمنية لمواجهة التطرّف، يرى السكتاوي مدير فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب أن التعاطي مع هذه «الظاهرة» يجب أن يكون شاملا، موضحا: «نحتاج إلى أمن ثقافي، وهذا لن يتحقق بدون الاستناد إلى القيم الكونية لحقوق الإنسان، وهذه المهمة تقع على عاتق المبدعين أيضا، الذين بات دورهم أساسيا لمواجهة مدّ الفكر المتطرف». في السياق نفسه، قال بلاغ صادر عن فرع «أمنيستي» بالمغرب إن دور المثقف المغربي أصبح مطلوبا أكثر في السياق الراهن، الذي يعرف تسلل الأفكار المتطرفة إلى الجامعة والمؤلفات والكتب المدرسية ومناهج التعليم، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الفتاوى والدعوات التحريضية التي تدفع الشباب إلى العنف والتطرف وإلى كراهية الآخر، وتبنّي المعتقدات القائمة على التخلف والانغلاق. وفي تعليقه على دعوة جلالة الملك إلى مراجعة المقررات الدينية، قال السكتاوي إن هذه المبادرة مهمّة، على اعتبار أنّ المدرسة والجامعة هي حاضنة للقيم، والتي يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية بحسب مضمون المقررات التي تُدرَّس فيها، مضيفا: «مبادرة مراجعة المقررات الدينية يجب دعمها ومساندتها، لأنها أتتْ في وقتها».