اختارت منظمة العفو الدولية بالمغرب "أمنيستي"، هذه السنة، تأطير مشاركتها في فعاليات المعرض الدولي الثاني والعشرين للكتاب والنشر بالدار البيضاء ضمن مبادرة هامة وبليغة الدلالة تتركز حول دعوة المثقفين والأدباء والفنانين إلى تأسيس جبهة ثقافية لمواجهة التطرف والتعصب والإرهاب والدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية للأفراد، ومساندة قضايا المرأة والأقليات وحماية حقوق المهاجرين واللاجئين. في المبادرة استحضار واضح للدور المطلوب من المثقفين تجاه محيطهم ومجتمعاتهم وشعوبهم، ومن أجل الانتصار للقيم الكونية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة و... للعقل. وراء المبادرة أيضا وعي بأن التربية على حقوق الإنسان وإشعاعها يجب أن تتما كذلك عبر الأفكار والمقررات المدرسية ومناهج التعليم، ومن خلال مختلف الإبداعات التي تصنع ذوقنا ومخيالنا الجماعيين، وعبر خوض النقاشات الفكرية الجدية والعميقة في المجتمع وفي وسائل الإعلام لمواجهة الأفكار النكوصية والظلامية ومحاربة التيارات التي تحث على العنف والكراهية والتمييز والانغلاق والتعصب. "أمنيستي" اليوم تنادي المثقفين التنويريين وتستدعيهم للوعي بكل المخاطر التي تهدد حقوق الإنسان وللانخراط في معركة مواجهتها، وتستحضر السياق الوطني والإقليمي والعالمي المتسم بتنامي فتاوى ودعوات التحريض على العنف والكراهية والتمييز، والذي يشهد أيضا عددا من الجرائم الإرهابية في مناطق مختلفة عبر العالم، وتدعوهم ليكونوا في مقدمة الصفوف لخوض معركة الأفكار ضد التخلف والانغلاق والإرهاب. في بلادنا تعتبر دعوة "أمنيستي" ذات راهنية كبيرة، بالنظر إلى حاجة مجتمعنا اليوم لانتصار العقل وإنجاح دينامية التحديث والديمقراطية في المغرب وتلبية انتظارات شعبنا من أجل الأمن والاستقرار والحرية والتقدم، ولهذا كل القوى الديمقراطية والأوساط الوطنية المتنورة تجد نفسها ضمن هذا النداء الصادر عن منظمة حقوقية هي الأكبر في العالم. إن بلادنا التي تزامنت دعوة منظمة العفو الدولية مع صدور تعليمات ملكية بمراجعة مناهج ومقررات تدريس التربية الدينية في مؤسساتها التعليمية، يجب أن تعزز هذه الجبهة ضد التطرف والتعصب والإرهاب، وذلك بالنظر لما يواجهها هي كذلك من تحديات محلية وإقليمية، كما أن شعبنا ونخبتنا الثقافية والإعلامية تمتلك الكثير من التجارب والنضالات التاريخية في الدفاع عن الحريات والديمقراطية، ويجب استثمار مبادرة "أمنسيتي" لاستعادة وهج كامل هذه الدينامية وتمتينها ضمن سعي وطني جماعي للانتصار على القتلة والإرهابيين والمتطرفين، ولإشعاع قيم الانفتاح والتحديث والحرية والمساواة و... التقدم. للمثقفين والفنانين والإعلاميين والأكاديميين والباحثين مسؤولية مركزية في هذه المعركة، وعليهم القيام بها والاصطفاف إلى جانب شعبهم من أجل... الحرية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته