تعتبر الفنانة التشكيلية أمينة الشناني ، من الفنانات الموهوبات اللائي اهتممن بالمدرسة التشكيلية الرائدة، يعيش الزائر عبر لوحاتها الطبيعة الحرة المعبرة عن الأرض والمرأة كعلاقة متلازمة ترمز إلى العطاء والخير والنماء ، إلى جانب ابتكارها للألوان المبهجة والزاهية في معظم لوحاتها ، وحرية أسلوبها الذي شكلته عبر التقاط روح الطبيعة بروعتها وجمالها وارتباطها بالمرأة في أعظم وأنبل صورها . عن تجربتها الفنية ، تقول الفنانة الشناني : أعمالي لاقت قبولا ورغبة من عدد كبير من المهتمين والمتتبعين لمساري الفني ، مما أضفى على لوحاتي جوا خاصا بها من حيث الأسلوب الفني والأداء التقني الذي يتميز بضربات ريشة ناعمة جدا تنم عن إحساس مرهف وشاعرية متنامية بالعواطف الرقيقة ، سواء في الموضوع الفكري أو في المفهوم التشكيلي ، وكان أكثر ما يثير المتتبع للوحاتي الموضوعات المستقاة من الواقع ... كما جسدت بعض القصائد من خلال لوحات قمت برسمها كوني أقوم بكتابة الشعر الفرنسي ، إضافة إلى اهتمامي بالفن التعبيري وخاصة المرتبط بالمرأة وعلاقتها بالطبيعة. وعن مشاركتها بمعرض انسجام بالدارالبيضاء والذي يضم 60 فنانا وفنانة قالت الشناني .. أن اللوحات التي شاركت بها جمعت بين الأرض والمرأة كرمزية عن العطاء ودور المرأة في الحياة ليس للمتعة والزينة ، وإنما المرأة والأرض روح واحدة في الإحساس نحو السعي لنشر الخير والدفء والاطمئنان. وأشارت الشناني إلى أن لوحات معرض «انسجام» متنوعة إذ تتناول أكثر من موضوع وفكرة ، وأن هذا التنوع أضاف لها الكثير، وأضافت .. قبل أن أمسك بريشتي وأستلهم لوحاتي عكفت لأبحث وأقرأ ما نشر حول الكون والانسان في محاولة لفهم مكانة المرأة ، حيث أحاول استخلاص العبر ، كما أفكر ما الذي يجمع من تشابه بين الأرض والمرأة فخرجت هذه الأعمال التي ترونها . وعن أحب اللوحات إلى نفسها تقول الشناني : حبي للناس ولعائلتي هو الذي يجعلني أرسم ، حيث تبقى تلك اللوحات الأحب والأقرب إلى نفسي ووجداني ، أترجم فيها كل ما بداخلي من أفكار ومشاعر وأحاسيس ، أحس فيها بالإنسان ودوره وأحلامه ، وسعيه الدائم نحو الأمن والسلام والحب ، وفيها أعبر عن الآمال بطائر بين الأرض والسماء يبحث عن الخلاص من الآلام التي نعيشها في وقتنا هذا. الفنانة التشكيلية أمينة الشناني .. طالبت كل من يهوى الفن التشكيلي بعدم التنازل عن هوايته والعمل على تطوير نفسه ، وفي نفس الوقت تناشد العائلات بالوقوف إلى جانب أبنائهم ودعمهم من أجل تحقيق مرادهم ، حيث قالت .. من هذا المنطلق أرى بأنه على من يهوى الفن التشكيلي تكسير حاجز الخوف وعدم الاكتراث إلى ما قد يواجهه من عراقيل ، والعمل أكثر على نفسه كي يتخطى هذه العقبات. كما تتوجه الفنانة المتألقة أمينة الشناني إلى المرأة المغربية بالاهتمام بمواهبها لأنها هي التي سترافقها يوم تكمل مسؤوليتها ومسؤولية أولادها . تبقى الفنانة التشكيلية أمينة الشناني إنسانة تشعر وتتأثر وتحزن وتفرح ، والحياة فيها ما يريح وما يُضني ، وكونها فنانة ، تشعر أنها أكثر تأثراً ، ومشاعرها مرهفة إلى أقصى حد. تتعامل مع انفعالاتها بإيجابية ، ولا تجعل الحزن يتمكن من حركة ريشتها ، قد تظهر أحزانها في أعمالها كونها إبنة المجتمع ، ولكن سرعان ما يختفي الحزن ويغلب اللون الزاهي ويحقق انتصاراته على مساحة لوحاتها لغايات جميلة وعشق لا متناهي .