قال الحق سبحانه " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون " "يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي " صدق الله العظيم سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتماً محتوماً عندما نفقد غالي وعزيز علينا ، تصبح كل عبارات المواساة والكلمات الحساسة لا نفع لها ، سوى اللهم التخفيف قليلاً بما نمر به من ألم وحسرة واسى من هول الفاجعة والمصاب الجلل . بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الفقيه سيدي محمد بن احمد الروكاني . إذ يعتبر الراحل أحد الوجوه البارزة في مجموعة من العلوم المرتبطة بالقرآن، والعلوم الشرعية من فقه وسنة وحديث ، تتلمذ وتخرجت على يديه افواج كبيرة من الطلبة ، ، إنه أحد أبناء قبيلة بوبعان "بني زروال "مسقط رئسه ، حيث نشأ وحفظ القرآن الكريم ودرسه على الطريقة التقليدية " المالكية " ،كما درس كتب التفسير والحديث وحفظ كل المثون ،فحفظ الأجرومية وألفية بن مالك وابن عاشر وغيرها من الكتب والمثون العلمية الفقهية القيمة ، فكان بحرا في العلم والفقه ومنارا وهاجا تضيئ من خلاله فجاج بوبعان الغالية باقليم تاونات . "إنا لله وإنا اليه راجعون " اللهم أغفر له وأرحمه وأعف عنه وإكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أبدله داراً خيراً من داره.. وأهلاً خيراً من أهله.. وذرية خيراً من ذريته وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة بغير حساب.. برحمتك يا ارحم الراحمين . ونسأل المولى إن يغفر له ويرحمه ويوسع مدخله وينقله من ضيق اللحود إلى جنات الخلود اللهم نور له قبره ووسع مدخله وآنس وحشته أنه القادر على ذلك.