سلط المشاركون في ندوة دولية بمدينة شفشاون الضوء على العلاقة بين الدين والإبداع الفني باعتبارهما مدخلا لتعزيز الحوار بين الثقافات لتحقيق الأمن الروحي والسلم الاجتماعي. وأكد بوبكر رفيق، رئيس مركز حوار العقائد والرسالات المنظم للندوة، أن عقد هذا الملتقى الفكري يأتي في سياق انفتاح المركز على مجموعة من التخصصات في مجال التربية والأديان، إلى جانب بعض العلوم التطبيقية ومختلف الفنون. واعتبر بوبكر رفيق، في تصريح صحافي، أن "هذا الانفتاح جاء انطلاقا من وعي المركز بأهمية الفن، والصورة خصوصا، في الزمن الراهن، وتأثيرها على الذات وعلى العائلة وعلى المحيط"، مبرزا أن "الصورة صار لها تأثير كبير من الناحية الاجتماعية، على اعتبار أن من خلالها يؤسس الفنانون لقواعد الاستيعاب ومدارك الفهم". وشدد في هذا الاطار على أن الصورة، والابداع الفني عموما، يسهمان في تحقيق "غاية الحوار والانفتاح والتعايش، لأجل السلم ونبذ العنف وخطاب الكراهية". من جهته أشار علي الريسوني، رئيس مؤسسة آل البيت للشريف مولاي أحمد الريسوني، إلى حاجة المجتمع المغربي إلى حوار علمي وعقلي، مؤكدا على أن "الحوار ضروري في الحياة وما بين الأديان السماوية". وسجل أن غياب الحوار العلمي والعقلي المسؤول يكمن وراء الأزمات والتوتر الذي تشهده الآن عدد من الشعوب العربية، داعيا إلى ضرورة تخلص هذا الحوار من رواسب الماضي لينكب على بحث عدد من القضايا الراهنة. بدورها توقفت رئيسة جمعية فضاءات تشكيلية، نزيهة البشير العلمي، عند مساهمة الفن في "تحقيق التكامل بين الأمن الروحي والنفسي، المستلهم من العقيدة الوجدانية من جهة والذوق الجمالي المستوحى من الإبداع الفني الأصيل من جهة أخرى". واعتبرت أن "الفن يحقق التوازن والاعتدال النفسي على المستوى الفردي"، مشددة على أن تأصيل الأساليب البيداغوجية السليمة والمناسبة لبلورة التلاحق العقدي الإيماني في تماهيه وتكامله وتناسقه الفني والجمالي يبعد النشء عن التقوقع في التطرف والتشدد والانغلاق الفكري والسلوكي والإبداعي. الباحث الانجليزي، ماتياس ماير، عاد لينبش في علاقة الكنيسة بالفن والسلطة، موضحا أن الفن المعاصر ساهم في تحرر الفن من القيود الدينية، معربا عن اعتقاده في أن الفن والصورة صارا يعكسان حياة المجتمع والإنسان في الزمن الراهن. وتحدث رئيس الجماعة الحضرية لشفشاون، محمد السفياني، عن الدين والإبداع في التقريب بين شعوب العالم، مشيرا في هذا الصدد إلى خصوصية مدينة شفشاون التي "تجمع بين ما هو ديني ثقافي وسياحي، حيث أصبحت بالتالي رمزا لقيم التسامح والانفتاح على العالم". وعرفت الندوة الدولية، المنظمة بشراكة مع جمعية فضاءات تشكيلية ومؤسسة آل البيت للشريف مولاي أحمد الريسوني، والجمعية الراشدية للدراسات والتوثيق، تنظيم ورشات نظرية وتطبيقية في الفن التشكيلي والخط، عبر رحلة في الخط المشرقي والمغربي، إضافة إلى تنظيم معرض للصور واللوحات الفنية.