ذبلت من شجرة العمر سقطت ماتت بعدما استسلمت بين الأوراق تاهت عن النهاية أعلنت ولكن، متى كانت البداية؟ أ هي بداية النهاية؟َ أم نهاية البداية؟ تُرى، ماذا أخذت؟ وماذا تركت؟ أخذت الثمرة وتركت ندوبا على الشجرة أخذت ما جاد به المُزن وتركت الحزن للغصن وللشجرة؛ سالت عبراتها جفت دماؤها في عروقها اختنقت آهاتها وانتحرت كلماتها أ هي بداية النهاية؟ أم نهاية البداية؟ حمّلتني وزر انتحارها كوتني بنارها، عاقبتني فسجنتني خلف قضبان أحلامي تحرسني أوهامي لا أدري لمن أنتمي أ للأحياء أم للأموات؛ حلم تحطّم وحلم تحقّق على حطامي بعد صراع مع أقداري أعلنت فيه انتصاري، وأحلام مؤجلة في لائحة الانتظار تنتظر موسم الإزهار، وأحلام تخلّيت عنها قبل أن تتخلى عني، وأحلام حصدتْها عجلة الزمن تُرى، ماذا أخذت؟ وماذا تركت؟ أخذت الأمل وتركت الألم والحسرة والندم. أ هي بداية النهاية؟ أم نهاية البداية؟ لا أدري، أهي أحلام لم تنصفها الأيام؟ أم أوهام بَنتها الأعوام؟ والآن، حان موعد سقوطها سقطت مع الأوراق تريد الانعتاق؛ سقطت في فؤادي فجرى قلبي نهرا حاملا معه أحلامي صبّ في بحر ميت ومن أين له أن يعلم أنه ميت؛ تفاءلت وقلت: لعله يحييه ومن الموت ينجيه، فلا النهر استطاع إحياء البحر بسقياه ولا هو استطاع تغيير مجراه. وهل يملك النهر تغيير مجراه؟ وا أسفاه دفنت أحلامي في بحر ميت فماتت بموته. حسبتها بذور حياة زرعتها فيه لتحييه لكنني أخطأت التقدير ولا أملك التغيير. لم أستسلم توسلت لخيوط الشمس لتتسلل إلى عمقه فتُحدث صدمات تعيد إليه النبضات لكن هيهات عبثا حاولت وحاولت فأحلامي ماتت مات البحر ومات النهر وحياتي صارت بلا أحلام بلا آمال أ هي حياة الموت؟ أم موت الحياة؟ أ هي بداية النهاية؟ أم نهاية البداية؟