وا أسفاه على وطن عربي مسلم فقد هويته .... هوية افتخرنا بها وسلبها الدخلاء منا. وا أسفاه على فكر أمة أضحى متحجرا.. متخلفا ...جاه لا ...لا ينبض سموا ولا تقدما. وا أسفاه على واقع شباب يعيش ويموت قبل أوانه. وا أسفاه على أخلاق نبيلة ..طاهرة ... تناثرت شظاياها وتفرقت ... ثم ابتعدت. وا أسفاه على شجاعة مفقودة حل مكانها جبن وخوف واختباء وراء الظروف. وا أسفاه على صداقة لم يعد لها معنى ... أخوة الدم انتزعها الخصام والصراع فأصبحت العروبة اسم يجمعنا ... والحقيقة المرة أننا متفرقين. وا أسفاه على الفشل الذي نترقبه دوما حتى أصبح النجاح حلما مستحيل الأبعاد. وا أسفاه على وقت ضاع ووقت سيضيع هباء هباء، حتى نجد أنفسنا وسط دوامة عوالم لا تنفع فيها الندامة قط . وا أسفاه على أموال نهبت وأموال ضاعت باسم فعل الخير ... فأصبح الخير من بين المشاكل التي تهدد العرب . وا أسفاه على شعب هلكوا وماتوا من الجوع، فلم يجدوا ولو كسرة خبز يقتاتوا بها . وا أسفاه على فقر كافر قاتل تعيشه أمم لا تسعى للتغيير . وا أسفاه على حروب ودمار حل بعروبتنا حتى أضحى المسلم يقتل أخاه أمام الملإ باسم القوة والتبعية. وا أسفاه على أمهات كويت قلوبهن وذابت ملامحهن بكاء على الشهداء في حرب الدماء. وا أسفاه على حرية غيرت اسمها ... فكبلوها ... وسجنت أرواحنا معها. وا أسفاه على سعادة افتقدناها وسافرنا نبحث عن مفاتيحها .. بعدما انطوينا بين ثنايا الأحزان. وا أسفاه على أحلام تلاشت مع الأيام .. وأبحرت وسط عالم الأوهام والقصص المستحيلة . وا أسفاه على يوم مضى ويوم سيمضي ولا ندرك كم نحن عظماء بعروبتنا وأن النجاح الحقيقي يكمن بداخل كل منا وسيخرج إلى النور إذا وجدت الرغبة الحقيقية وتحمل المسؤولية. واأسفاه على الحياة التي فقدنا لذتها ... فأصبحنا عاجزين على كسر المألوف وصناعة المعجزات. وا أسفاه واأسفاه على ظلمة الموت التي تأخذ من عمرنا سنين ونحن لا نتعظ. لكل عربي مسلم أقول سامح نفسك وانطلق ...نحو حلم وهدف منشود ... وغير التاريخ بإبداعك ... فمن لا يتقدم يتقادم. فطوبى للعروبة وطوبة للغرباء.