للحظات التكريم نكهة خاصة، و لتكريم المبدعين في حياتهم معنى جميل تقف الكلمات عاجزة أمام روعته، فكيف إذا كان المحتفى به رجلا معطاء كسحابة غيث، و كيف إذا كان التكريم من الأيتام ملائكة الرحمان. تحتار المعاني و تتبعثر الكلمات، تغوص في عمق بحر المفردات، تبحث عن رونق الكلمة و صفاء العبارة، كي ترسم لوحة تشع بنور اللقاء الجميل بين العطاء و الوفاء، بين التضحية و السلام و المحبة و الثقة و أحلى الأنغام، لقاء على أرض المحبة و العلم و البساطة و الكرم. فعلى أرض جماعة "بني سميح" بإقليم شفشاون ولاية تطوان، كرمت "جمعية أم الأيتام للتكافل الأسري" بولاية تطوان يوم الثلاثاء 09 أبريل 2013 ، الفاعل الجمعوي صاحب الرسالة الإنسانية، والصحفي العريق صوت وطننا في الداخل و الخارج، الأستاذ محمد سعيد المجاهد. تكريم الأستاذ الفاضل محمد سعيد المجاهد يأتي في إطار المهرجان الوطني الثالث لليتيم الذي تنظمه "جمعية أم الأيتام للتكافل الأسري" بشراكة مع الجماعة القروية "بني سميح" تحت شعار " اليتيم أولا اليتيم ثانيا اليتيم دائما" ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العربي لليتيم. رئيسة الجمعية ألقت كلمات مميزة ووازنة في حق المحتفى به، ضمنتها تقديرها و تثمينها لدوره النبيل في خدمة الأيتام و العمل الخيري و جده و اجتهاده كفاعل جمعوي لا يمل من العطاء، هذا الكلام الجميل زاده إشراقا و بهاء حضور الفنانة الملتزمة، و صوت الصحراء المغربية الدافئ "رشيدة طلال" التي اعتلت الخشبة، وسلمت المحتفى به هدية التكريم و شهادة التقدير، كما أنها ألقت كلمات جميلة استرجعت من خلالها ذكرى أجمل المشاريع الوطنية من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية داخل الوطن و خارجه والتي تقاسمت مشاركتها مع الأستاذ محمد سعيد المجاهد، و في التفاتة رمزية بديعة و مؤثرة زادها إجلالا جو الوحدة و المواطنة و التآخي الذي ساد حفل التكريم، قامت الفنانة رشيدة طلال بإلباس الأستاذ محمد سعيد المجاهد اللباس الصحراوي المغربي تقديرا منها و من كل أبناء صحرائنا الحبيبة لخدماته النبيلة، سواء داخل المغرب أو خارجه، من أجل قضية و حدتنا الترابية، تقدير و تشريف و تكليف و حث على مواصلة المسار. هذا الاحتفاء و هذا التكريم هو نتاج مسيرة مهنية و إنسانية عاشها الأستاذ "المجاهد"، و فصل من فصول عطاءاته اللامحدودة، فالأستاذ "محمد سعيد المجاهد" صحفي و فاعل جمعوي، مهتم بالأيتام و فاعل للخير، رجل اجتمع فيه ما تفرق في غيره، يبتسم مع الألم، يعطي و لا يأخذ، ُيكْرِمُ و لا يرجو تكريما. أسس الأستاذ "المجاهد" عدة جرائد منها وطنيا "تحولات" و "الضمير" و دوليا "رسالة المسجد" التي كانت تصدر من مربيا بإسبانيا، كما عمل مراسلا لمجموعة من كبريات الجرائد و المجلات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، جريدة "الصحراء المغربية" المغربية، جريدة "السياسة" الكويتية، وجريدة "الميثاق الوطني" المغربية، مجلة" الجيل" السعودية، مجلة "المنبر" الفرنسية، مجلة "سيدتي" و مجلة" العربية" الإيطالية. وله كفاعل جمعوي جعل قضايا الطفولة و الأيتام و التعايش و التسامح و السلام العالمي جوهر ومنطلق نشاطاته داخل الوطن و خارجه، إسهامات مشرقة، فهو مؤسس جمعية " مولاي الحسن بن المهدي لتنمية المناطق الشمالية"، و صاحب "قوس محمد السادس" ببلدة أخين بإقليم مالقة الإسباني، وعضو فاعل في عدة جمعيات و مؤسسات مغربية و دولية. كما للأستاذ "محمد سعيد المجاهد" سجل عريق في التنظيم و المشاركة المثمرة في تظاهرات متنوعة وطنية و دولية تروم خدمة السلم العالمي، و مد جسور الصداقة و التعاون بين شعبنا و شعوب العالم، إذ ترأس ملتقى "الطفولة و الرياضة في خدمة السلم و التعايش و التسامح"، و الملتقى الدولي بتطوان تحت شعار" من شعب لشعب"، حب الوطن و الاعتزاز بالهوية و الأصالة المغربية يظل حاضرا بقوة في وجدان الأستاذ"المجاهد"، يرافقه أينما حل و ارتحل، حتى التفاتاته هي تعبير عميق عن ارتباطه ببلده، وانحيازه لقضاياه الجوهرية، فكانت هديته لسيدة الدبلوماسية الأمريكية "هيلاري كلينتون" عبارة عن قفطان مغربي أصيل، كما قدم للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لوحة تشكيلية تظهره بالزي المغربي، في تعبير ودي عن مدى تجذر علاقات الصداقة و الحوار الحضاري و الإنساني بين شعب المغرب و كل شعوب العالم. هذا التكريم ينضاف إلى سلسلة تكريمات أخرى للأستاذ "محمد سعيد المجاهد" الصحفي و الفاعل الجمعوي الذي كان وما يزال يعطي بلا حدود، والذي أرسى قواعد مدرسة إعلامية إنسانية تستحق التوقف و الدراسة، و تشكل مرجعا قيما ومادة هامة و نموذجا يحتذى لكل الأجيال. فهنيئا لك الأستاذ الكبير و الزميل العزيز "محمد سعيد المجاهد" بهذا التكريم الذي هو تكريم لكل الشرفاء و المبدعين، حسبنا فخرا أننا عشنا في زمنك و نهلنا من ينابيع إنسانيتك، و حفظك الله محمدا و سعيدا و مجاهدا في سبيل قضايا بلدك الذي أحببته فأحبك و أكرمته فأكرمك. ثريا اشعايري