تمثل فرقة أوديسا المسرح الحساني للأقاليم الجنوبية في فعاليات المسابقة الرسمية للدورة 19 من المهرجان الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال بإقليم تطوان، وذلك بالمسرحية الناطقة باللهجة الحسانية "الموسوس" المقتبسة عن مسرحية "مريض الوهم" لموليير. وتعرض مسرحية "الموسوس" التي أخرجها عبد القادر أطويف، وقام بتشخيصها ثلة من الفنانين بالأقاليم الجنوبية، يوم السبت بالمركز الثقافي تطوان ابتداء من الساعة الخامسة مساء، وتدور أحداثها حول "فال" الرجل الثري الذي تزوج من امرأة ثانية، غير أم أولاده، وهو يعيش في وهم أنه مريض، فيبادر إلى كتابة وصيته وتحديد من سيرث أمواله، وبذلك تدور حوله مؤامرات الطمع وتضارب المصالح والغدر والإخلاص، والحقوق والأنانية. فقد سلم "فال" قدره إلى الأطباء، إذ اعتقد أنه مريض وأنه لا محالة سيموت قريبا، لذا راح يرتب الأحوال من بعده، ويخطط لتزويج ابنته "سعادو"، من "لغظف"، الطبيب الشاب وابن الطبيب، ليكون صهره، فيما تحب "سعادو"، "كليانت"، معتقدة للوهلة الأولى أن العريس المعين هو حبيبها، وتقبل بسعادة، لكن ابوها يخبرها ان العريس هو الطبيب الشاب، وهكذا يضغط على ابنته لكي تطيعه، مهددا إياها بحرمانها من وصيته إن هي لم تذعن لإرادته. وتتواصل فصول المسرحية بتدخل "نينة" زوجة "فال" الثانية معلنة قدوم الكاتب العدل الذي سيغير الوصية بناء على رغبة "فال"، وتكتشف الخادمة " شويمة " حليفة "سعادو" أن الكاتب العدل ليس سوى العشيق الخفي ل "نينة"، التي ما تزوجت "فال" إلا طمعا في أمواله. وبتدبير من "شويمة" يتم إدخال العاشق "كليانت" إلى البيت وهكذا، وتحيك مؤامرة للايقاع ب"نينة" زوجة "فال"، وسط مناخ حافل بالمفارقات والحوارات والأشعار والمناورات والصراعات الخفية، لينتهي الأمر كله بموافقة "فال" بعد أن شفي من مرضه، وفضح رياء زوجته والمحيطين بها، على زواج "سعادو" و"عبدو" ويعم الفرح المكان. واقتبس هذه المسرحية، التي توجت مسار الكاتب الفرنسي جان- باتيست بوكلان (موليير) وكانت آخر أعماله المسرحية، إلى الحسانية نيمة لمغيفري، وشارك في التشخيص كل من علية طوير، ونبيهة برني، وتوفيق شرف الدين وعبد القادر أطويف، ويوسف التاقي، ومولاي رشيد الفاطمي، ومريم فرعون، ومبارك خليفا، وبوجمعة الجميعي، وقام بإنجاز السينوغرافيا طارق الربح، وصممت الملابس لينة ابن المواز السليماني الحسني.