قال ل"المساء" إن كرة القدم تكون منصفة وعادلة مع من يستحق حاوره: عماد المزوار في هذا الحوار مع "المساء"، يتحدث الدولي المغربي منير المحمدي الكجوي، حامي عرين "أسود الأطلس"، وفريق نومانسيا الإسباني، عن المباراة المصيرية والفاصلة التي تنتظر المنتخب المغربي يوم السبت المقبل، ضد منتخب الكوت ديفوار برسم الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2018. وقال في هذا الصدد: "نعلم أن لدينا أسبقية بعض الشيء لأنه يكفينا التعادل في مباراة الكوت ديفوار، إلا أن المنافس كما قلت سيلعب تحت الضغط بحكم أنه مطالب بالإنتصار، وأعتقد في نهاية المطاف هي مباراة نهائية فاصلة سيلعبها المنتخبان المغربي والإيفواري من أجل الفوز"، وأضاف: "يجب أن نكون مستعدين لكل شيء، بعيدا عن كل الأعذار سواء أرضية الملعب أو الطقس أو أشياء أخرى، وأن نكون مركزين للغاية وعدم التفكير بشكل سلبي بأن أي عوامل يمكنها التأثير على معنوياتنا"..
* المنتخب المغربي تنتظره مباراة مصيرية وفاصلة ضد منتخب الكوت ديفوار، برسم الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2018، كيف تنظر إلى هذه المباراة؟ أعتقد هي مباراة تكتسي أهمية بالغة سواء بالنسبة لي أو أيضا باقي زملائي بالمنتخب الوطني المغربي، بل هي المباراة الأكثر أهمية على الإطلاق في حياتنا والأكثر جمالية، بحكم أن كلا المنتخبان سيلعبان من أجل انتزاع بطاقة التأهل إلى مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، وبلوغ هذا الهدف "الإستراتيجي" بالنسبة إلينا سيكون أمرا مذهلا، وقبل كل شيء ستكون مكافأة لكل العمل الذي أنجزناه طيلة مرحلة التصفيات الإفريقية، وأظن أن المجموعة الحالية للمنتخب الوطني بالنظر إلى العمل الذي قامت به، تستحق التأهل إلى كأس العالم وأتمنى إن شاء الله أن نحقق ذلك، ونقدم هذه الهدية إلى كافة الشعب المغربي. * سبق لكم أن واجهتم منتخب الكوت ديفوار في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، وفزتم عليه بهدف نظيف، ما هي قراءتك التقنية لهذا المنافس؟ نعرف أن الكوت ديفوار منتخب قوي، ويتوفر على لاعبين جيدين، وهم جد أقوياء داخل ملعبهم، ويشكلون أكثر خطورة على مستوى الخط الأمامي، ولدينا فكرة تقنية واضحة عن المنتخب الإيفواري الذي سبق أن تعادلنا معه ذهابا هنا بدون أهداف، وتمكنا من التغلب عليه في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون بهدف دون رد، لهذا يجب أن نكون مركزين طيلة 90 دقيقة، وأن يكون واضحا لدينا الأسلوب الذي سنلعب به أمام منتخب الكوت ديفوار، كما لا يجب علينا التفكير في المنافس بقدر أن نلعب هذه المباراة ونحن نثق في المؤهلات التي نتوفر عليها، وتقديم الحد الأقصى من إمكانياتنا على جميع المستويات البدنية والتكتيكية والذهنية، وبالتأكيد إذا قمنا بذلك سنحقق الإنتصار إن شاء الله في هذا اللقاء. *المنتخب المغربي تكفيه نقطة التعادل لبلوغ حلم مونديال روسيا، فيما منتخب الكوت ديفوار في حاجة إلى الإنتصار، هل تعتقد أن عامل الضغط سيكون أكثر على المنافس؟ بالنسبة إلينا، يجب أن نلعب هذه المباراة الحاسمة من أجل الفوز، بغض النظر عن التفكير أن نقطة التعادل تكفينا لبلوغ التأهل إلى مونديال كأس العالم، لأننا إذا فكرنا بهذا الشكل سيكون أمر خاطئ، لأن المنتخب المنافس إذا انتصر علينا بهدف واحد، سيحرز بطاقة التأهل إلى المونديال. وفي نفس السياق، نعلم أن لدينا أسبقية بعض الشيء لأنه يكفينا التعادل في مباراة الكوت ديفوار، إلا أن المنافس كما قلت سيلعب تحت الضغط بحكم أنه مطالب بالإنتصار، وأعتقد في نهاية المطاف هي مباراة نهائية فاصلة سيلعبها المنتخبان المغربي والإيفواري من أجل الفوز، وسيتأهل المنتخب الأفضل إلى المونديال. **أي خطأ في مثل هذه المباريات المصيرية سنؤدي ثمنه غاليا، لكن إذا لعبنا بتركيز كبير فسنحقق التأهل إلى كأس العالم** * في مثل هذه المباريات، مفتاح الفوز هو ضبط الأعصاب والتركيز الذهني طيلة 90 دقيقة، لتفادي ارتكاب أخطاء مكلفة. أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، هذا واضح هي مباراة جد مهمة فيها الكثير من الضغط، تجمع بين لاعبين من مستوى عال، وندرك أن أي خطأ في مثل هذه المباريات المصيرية سنؤدي ثمنه غاليا، وبالنسبة إلينا نحن منتخب يشكل مجموعة ملتحمة مع بعضها البعض، وبالتأكيد إذا لعبنا هذه المباراة بتركيز كبير ومتحدين سنحقق إن شاء الله حلم التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا. ** يجب أن نكون مستعدين لكل شيء، بعيدا عن كل الأعذار سواء أرضية الملعب أو الطقس.. * هل ستشكل الأرضية السيئة لملعب فيليكس هوفويت بوانيي بالعاصمة أبيدجان، عائق بالنسبة للاعبي المنتخب الوطني الذي يفضلون الإستحواذ على الكرة بتمريرات قصيرة، وضبط إيقاع اللعب؟ هو أمر ممكن، أن تشكل أرضية ملعب فيليكس هوفويت بوانيي بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، عائق بالنسبة للاعبي المنتخب الوطني، ونحن نعلم أن المنافس سوف يجعل الأمور صعبة بالنسبة لنا، لهذا يجب أن نكون مستعدين لكل شيء، بعيدا عن كل الأعذار سواء أرضية الملعب أو الطقس أو أشياء أخرى، وأن نكون مركزين للغاية وعدم التفكير بشكل سلبي بأن أي عوامل يمكنها التأثير على معنوياتنا، وأعتقد نحن مستعدين على نحو جيد، لمواجهة كل شيء في مباراتنا ضد منتخب الكوت ديفوار. * ما هو السر في نجاعة منظومة لعب المنتخب المغربي الذي لم تستقبل مرماه أي هدف، طيلة مرحلة التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم؟ أعتقد أن المفتاح يكمن في أحد عشر لاعبا في التشكيلة الرسمية للمنتخب المغربي، الذين يعملون 100 بالمائة وبشكل جماعي، وجميع اللاعبين يقومون بدورهم على مستوى الجانب الدفاعي، وفي نهاية المطاف هذا الأمر يساعد كثيرا المدافعين في الوراء، خصوصا إذا علمنا أننا نلعب ككتلة واحدة (بلوك) مما يسهل المأمورية عليهم، وينعكس بشكل إيجابي على المنتخب المغربي الذي لم يسجل عليه أي هدف طيلة مرحلة التصفيات الإفريقية. من ناحية ثانية، بالنسبة إلى الناخب الوطني هيرفي رونار شيء مهم جدا أن لا تستقبل مرمانا أي هدف، ودائما يحرص على تنبيهنا أن الشيء الأهم أن لا يسجل علينا أهداف، والمنتخب الوطني استطاع أن يحافظ على نظافة شباكه بدون تلقي أي هدف، بفضل جدارة واستحقاق جميع اللاعبين بدون استثناء. *أسلوب لعب المنتخب الوطني، يميل إلى الدفاع عن مرماه عبر الإستحواذ على الكرة، والضغط العالي على المنافس بداية من المهاجمين. هل يسهل هذا الأسلوب مهمتك في حراسة المرمى؟ بالطبع، كما قلت لك هو عمل جماعي يقوم به كل اللاعبين على مستوى جميع خطوط اللعب، بداية من المهاجمين حتى حارس المرمى، وكل لاعب على حدة لا يذخر جهدا لتقديم 100 بالمائة من مستواه، وعندما لا تكون الكرة بحوزتنا نقوم بالضغط العالي على حامل الكرة في منطقة المنافس، وهو شيء إيجابي بالنسبة إلى جميع اللاعبين، كما أن المنافس يجد صعوبة بالغة في التحول من الدفاع إلى الهجوم، وهو أمر يساعد جميع اللاعبين. * ما هو شعورك عقب تتويج فريق الوداد الرياضي، يوم السبت الماضي بلقب كأس عصبة الأبطال الإفريقية للمرة الثانية في تاريخه؟ كأي مغربي، أنا جد سعيد بتتويج فريق الوداد الرياضي بلقب كأس عصبة الأبطال الإفريقية، ويستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق بحكم أنه قام بالأشياء على نحو جيد في هذه المسابقة القارية، وأظهر بما لا يدع مجالا للشك أنه فريق كبير، يتوفر على تركيبة بشرية تضم العديد من اللاعبين الجيدين، فضلا عن القاعدة الجماهيرية العريضة لهذا الفريق، وكنت حاضرا يوم السبت الماضي بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء لدعم ومؤازرة فريق الوداد لتحقيق الإنتصار، والتتويج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية، والإستمتاع ككل الناس بأجواء المباراة النهائية. * ماذا عن تألقك مع فريق نومانسيا الإسباني، في مبارتي كأس ملك إسبانيا على التوالي ضد فريقي سبورتينغ خيخون ومالقا؟ أنا سعيد للغاية، خصوصا لزملائي بالفريق الذين لعبوا الكثير من المباريات مع فريق نومانسيا، ويمكنهم الآن الإستمتاع بهاته المباريات، وهو شيء مهم أن تلعب أمام أندية متمرسة من هذا المستوى، تنافس بشكل جيد في دوري الليغا الإسباني، وهي مكافأة كذلك للعمل اليومي الذي يقوم به جميع لاعبي الفريق، والحمد لله أنا راض عن أدائي في مبارتي كأس ملك إسبانيا. * كيف ترى مباراة نومانسيا ومضيفه مالقا، بملعب "لاروساليدا" برسم إياب ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا؟ أعتقد في النهاية هي مباراة لا تختلف كثيرا عن مباراة المنتخب الوطني ومنتخب الكوت ديفوار، بحكم أننا سنلعب من أجل الإنتصار أو التعادل الذي يصب في مصلحتنا، بعد انتصارنا في مباراة الذهاب بهدفين مقابل هدف واحد، لكن هذا لا يمنع من القول أننا يجب أن نلعب مباراة الإياب من أجل الفوز، وأن نكون مركزين بشكل كبير لتفادي الوقوع في أخطاء مكلفة، وأظن أن فريق نومانسيا مستعد لمباراة الإياب، وسنواصل الإستمتاع بهاته المباريات الجميلة لأنها في نهاية المطاف لا تتكرر دائما، وإن شاء الله أتمنى أن ألعب إياب ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا بملعب "لاروساليدا" بمدينة مالقا. *السؤال الذي يطرحه الجمهور المغربي، لماذا يلازم الحارس منير دكة احتياط فريق نومانسيا في مباريات دوري الدرجة الثانية الإسباني، رغم تألقه في كأس الملك؟ هو سؤال لا يمكنني الإجابة عنه، وكرة القدم هي هكذا في بعض الأحيان، وهناك أشياء لا يمكنني التحكم فيها، وهذا السؤال يجب أن يطرح على مدرب فريق نومانسيا خاكوبا أراساطي أو إدارة النادي، لكن في النهاية هذه هي كرة القدم، والحمد لله على كل حال وإن شاء الله كل شيء سيعود إلى مكانه الطبيعي في القريب العاجل. *زميلك بالمنتخب ياسين بونو، استعاد مكانته الرسمية مع فريق جيرونا الكاتالوني، هل تتخوف من فقدان رسميتك مع المنتخب الوطني في ظل الوضعية الراهنة؟ لا أعتقد ذلك، لأن الناخب الوطني هيرفي رونار يثق كثيرا في قدراتي، ومن جهتي أعمل بشكل يومي للعب كأساسي مع فريق نومانسيا، لكن القرار النهائي ليس بيدي لأن مدرب الفريق هو الذي يتخذ القرارات التي يراها مناسبة، وليس لدي أدنى تخوف من فقدان مكانتي الرسمية كحارس أول بالمنتخب الوطني، لأن الناخب الوطني يثق في المجهود الذي أبذله رغم كل الظروف، وأنا سعيد لزميلي ياسين بونو لأنه يلعب كأساسي مع فريق جيرونا، ويبصم على أداء جيد، وهو قبل كل شيء صديقي وأتمنى له الإستمرارية في اللعب لوقت أطول، والإستمتاع باللعب مع فريقه جيرونا، وكما قلت لك سابقا كرة القدم تكون منصفة وعادلة مع من يستحق. * هل ترى أن فريق نومانسيا قادر على تكرار الإنجاز التاريخي لموسم (19951996) في كأس ملك إسبانيا، والتأهل إلى مرحلة ربع النهائي عن هاته المسابقة؟ بالطبع، صراحة الناس هنا بمدينة نومانسيا متفائلون للذهاب بعيدا في مسابقة كأس ملك إسبانيا، وأتمنى أن نحقق ذلك إن شاء الله لأنه مر وقت طويل عن آخر إنجاز للفريق بوصوله إلى مرحلة ربع النهائي موسم (19951996)، بإقصائه لأندية متمرسة كريال صوصيداد وراسينغ سانطنديروسبورتينغ خيخون، قبل أن يخرج من المسابقة على يد وصيف البطل فريق إفس برشلونة، ونحن نطمح لدخول تاريخ النادي بالوصول إلى أبعد مرحلة في كأس ملك إسبانيا. * ما هو تقييمك لنتائج فريق نومانسيا هذا الموسم في دوري الدرجة الثانية الإسباني؟ أظن أن فريق نومانسيا قوي داخل ميدانه، بدليل إحرازه لما مجموعه 18 نقطة من أصل 21، حصدها من 6 انتصارات وهزيمة واحدة أمام متزعم الترتيب فريق غرناطة، والفريق أثبت أنه ينافس بشكل جيد ونحاول جاهدين أن نكون منتظمين، سواء على مستوى الأداء والنتائج، رغم الصعوبات التي نجدها لتحقيق الإنتصار خارج الميدان، والفريق يشتغل على نحو جيد وسنواصل العمل في نفس الإتجاه بهدف التواجد ضمن أندية الصفوف الأمامية في الترتيب، للصراع على بطاقة الصعود إلى دوري الدرجة الأولى بالليغا الإسبانية. * بماذا تفسر عجز فريق نومانسيا عن الفوز خارج قواعده في بطولة هذا الموسم؟ هو شيء يضرنا، لأنه في نهاية المطاف إذا كنت تريد احتلال المراتب الأولى في مقدمة الترتيب، يجب عليك الفوز خارج ميدانك، ونعاني من أجل ذلك بالرغم أن الفريق يلعب بشكل جيد لكن لسوء الحظ لم نستطع تحقيق الإنتصار خارج الميدان، وأتمنى أن نحرز الفوز في المباراة القادمة خارج ملعبنا، لأن الفريق يعمل بشكل جيد.
* في ختام هذا الحوار، هل ترى فريق نومانسيا قادر على تحقيق الصعود إلى دوري الدرجة الأولى بالليغا الإسباني؟ بالطبع تماما، أعتقد أن فريق نومانسيا الإسباني بمقدوره أن ينافس أي فريق بدوري الدرجة الثانية الإسبانية، والفريق أظهر هذا الموسم أنه يستحق التواجد ضمن أندية مقدمة الترتيب، وسنرى في النهاية كما قلت لك سابقا هل كرة القدم ستكون منصفة معنا، حتى يمكننا الإستمتاع بموسم جميل.