تخليدا لليوم العالمي للمسرح نظمت مديرية الثقافة بجهة طنجةتطوان ضمن برنامجها الاحتفالي بهذا اليوم مناقشة وتوقيع الأعمال الكاملة للكاتب المسرحي رضوان احدادو وذلك يوم الأربعاء 27 مارس 2013 بالقاعة الصغرى بدار الثقافة على الساعة الخامسة والنصف. أطر هذه المناقشة كل من الدكتور محمد محبوب والأستاذ خالد البقالي القاسمي والأستاذ محمد أهواري بحضور المحتفى به المسرحي المتميز رضوان احدادو. وقد قام بتنسيق هذه المناقشة الأستاذ خالد البقالي القاسمي الذي قدم كلمة شكر في حق المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجةتطوان على دعمها لمثل هذه المناسبات وهذه الشخصيات الوازنة في الساحة المسرحية، ليعطي الكلمة بعدها للمسرحي رضوان احدادو الذي تلى بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمسرح سماه (سفر بين الحلم واليقظة) والذي نشره بجريدة الشمال صرّح فيه أننا"نعرف أن المناسبة لا تقف عند حدود المجاملات وتبادل التهاني، انتقاء أكاليل ورود، واستدعاء ذكريات، وإضاءة قاعات، ومشاهدة أجمل عروض السنة، إنها وقفات قبل كل شيء للمساءلة عن الحصيلة والإنجازات والمكاسب، ووضع إشارات وعلامات على الطريق...من أجل المستقبل" (تجدون نص البيان رفقه التقرير). أعطيت الكلمة بعد تلاوة هذا البيان للأستاذ محمد أهواري الذي تطرق في ورقته للتجربة المسرحية لرضوان احدادو وسمها ب( التجربة المسرحية لرضوان احدادو بين التفرد والتعدد) وقد استقاها من الإطلاع على كتاباته والجلسات التي استمع فيها واستمتع بها معه، ليعبر عن أن هذه الكلمة هي من معين السيرة الخاصة للمبدع المسرحي رضوان احدادو، وقد حاول في كلمته الاقتراب من جوانب مهمة من السيرة البيوغرافية للمبدع المسرحي المتميز والمحطات الأساسية في حياته التي كانت لها بصمات في تجربته المسرحية، ليؤكد أنه رجل يتمتع بتفرده مع انتمائه إلى مجموعة احتفالية وهذا ما يسم عمله الإبداعي، مع ما تميز به من الكتابة التوثيقية للمسرح والتي بلغت حوالي سبعمائة حلقة بجريدة الشمال. بعدها أخذ الكلمة الكاتب والناقد الدكتور محمد محبوب الذي قدم قراءة نقدية في العمل المسرحي "المتنبي يخطئ زمنه" لرضوان احدادو، والذي اعتبر ورقته هاته جزءا من عمل دراسي كبير يقوم بإنجازه، حيث اعتبر هذا العمل نصا دراميا تركيبيا يحفل بالوعي الجمالي ويصدر عن ذات مشبعة بالجمال ومسنودة برؤية فكرية وفلسفية عميقة وتجربة نضالية واجتماعية وسياسية متميزة ومحصلة ثقافية ورصيد ثقافي كبير، كل ذلك يجعل تجربة المبدع موصولة بالتحولات الاجتماعية وباللحظة الإبداعية، فالمسرحية في نظره تؤسس للحوار على أساس المفارقات بين زمن المتنبي بدلالاته والراهن بتحولاته الاجتماعية بما استندت إليه من تقنية الانزياح وعجائبية المتن، وأنها تعكس غربة حضارية مشحونة بمعاني التخلف والانفصال عن القيم التي بلورت الشخصية العربية الإسلامية، وهي أيضا وثيقة تحريضية على الواقع الراهن الآسن، وترصد حالة التكلس وغياب الإبداع ومحاصرة الكلمة الملتزمة، وتطرح سؤال الهوية (اللغة أساسا) في عمقه المتجذر وتراجع القيم الأخلاقية. بعد هذه القراءة المتميزة أعطيت الكلمة الختامية للأستاذ رضوان احدادو حيث عبر عن واقع المسرح اليوم وما كان عليه سابقا باعتباره كان عملا وطنيا ونضاليا بامتياز وأن المنتمي إليه بشتى الصفات كان يحس بنوع من الشرف والزهو، وأن رواد الحركة الوطنية هم أول من احتضن الحركة المسرحية واعتنى بها، وأعطى نماذج من أعمال علال الفاسي وعبد الخالق الطريس والمكي الناصري وعبد الله كنون وأحمد بلافريج فالمسرح حسب تعبيره كان ربيب الحركة الوطنية، ليختم كلمته متسائلا: هل هذه الروح الوطنية المسرحية لا زالت موجودة؟ وعلى هذا فهل المسرحيون يحتاجون إلى ربيع لهم؟. بهذه الكلمة ختم الحفل ليعقبه انطلاق عرض مسرحية "في انتظار غودو"، التي قدمها نادي النورس للمسرح، التابع لثانوية عمر بن الخطاب التأهيلية بوادي لو، نيابة وزارة التربية الوطنية بتطوان، بقاعة العروض دار الثقافة بتطوان، من تشخيص: معاذ متوفق (فلاديمير)، مراد متوفق (إستراجون)، معاذ المنتصر (بوزو)، إبراهيم البيضاوي (لاكي)، وأيوب بوغابة (الطفل)، سينوغرافيا: نادي النورس للمسرح، إعداد وإخراج ذ. محمد أهواري). ويستمر احتفال المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجةتطوان باليوم العالمي للمسرح بعرض مسرحية: "الحطة" يوم الخميس السابعة مساء بسينما الريف مرتيل، ومسرحية: "قراصة الأسكوريا" يوم السبت العاشرة صباحا بدار الثقافة بتطوان متابعة:د.يوسف الحزيمري