دافع رئيس جماعة تطوان والوفد المرافق له عن االنجازات الكبرى لجماعته تجاه المدينة العتيقة لتطوان ،وثمن "المشاريع " المنجزة منذ تصنيفها إلى اليوم ،حيث أضحت من بين "أحسن وأنقى" المدن العتيقة بالمغرب ،متربعة على عرش جمالها الباهت ،تضاهي المدن االوربية وخاصة االندلسية ،حسب قوله . وحاول رئيس الجماعة جاهدا تلميع صورة عمل جماعته وخدماتها وأنشطتها، عبر وسائل االعالم الوطنية والجهوية والمحلية ،التي حضرت الندوة الصحفية المقامة بمناسبة تخليد الذكرى العاشرة لتصنيف المدينة العتيقة تراثا عالميا إنسانيا ،عبر إبراز أهم االشغال التي قامت بها الجماعة والمصالح الخارجية االخرى في تطوان القديمة ،كإصالح قنوات الصرف الصحي ،والماء الصالح للشرب وماء العيون "السكوندو " وتجديدها ،وترميم وإصالح ودعم البنايات والدور اآليلة للسقوط ،واألسوار التي تبلغ حوالي خمس كيلومترات ،وتبليط األزقة واإلهتمام بالمباني التاريخية واألضرحة والمساجد والزوايا وسجن المطامر وغيرها،مقترحا خلق وكالة مستقلة خاصة بالمدينة العتيقة ،وداعيا سكانها الى التعاون والتجاوب أكثر ،بغية تحقيق إحساس جماعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم للحفاظ على المدينة وتراثها . ونفى المهدي الزواق،المكلف لدى منظمة اليونسكو بتدبير المدينة العتيقة، تلقي أي دعم مادي من طرف المنظمة األممية منذ تصنيفها كتراث مادي عالمي انساني ،رغم ميثاق المنظمة وأهدافها وإستراتجيتها ،التي تصب في مساعدة الدول االقل نموا والدول الفقيرة ،والمساهمة في دفع عجلة التطور االقتصادي واالجتماعي للفئة المهمشة ،وتقديم الدعم لصيانة المباني التاريخية والمتاحف والتراث المادي والغير مادي والحفاظ عليها . وفيما تزاحم الصحافيون والمراسلون اللتقاط صور "ليست للذكرى" للندوة المقامة بمركز التراث بالمدينة العتيقة بتطوان ،هي عبارة عن دار عربية قديمة تم إصالحها ، لم يجد أخرون مكانا للجلوس وسط زحمة بينة وضيق المكان،أفقدهم قدرة التركيز على االسئلة المراد طرحها لرئيس الجماعة ،الذي يتوسط منصة "طاولة " كل من نائبه حميد ابوالس ،ومدير معهد الفنون الجميلة المهدي الزواق ورئيس جمعية تطاون أسمير ،األخير إكتفى بتقديم عبارات الشكر واالمتنان ،وثمن المجهودات الجبارة "حسب قوله" التي قامت وتقوم بها مصالح الجماعة لفائدة المدينة العتيقة ،كيف ال وجمعيته المدللة تتلقى دعما دائما وليس سنويا ،وإهتماما متزايدا من الجماعة ، وكأن ال توجد في تطوان إال جمعية تطاون أسمير ، مسترسال قوله لمعشر الصحفيين "بأنهم ال يعرفون أهمية وقيمة المشاريع المنجزة بالمدينة، التي شبهها بمدينة أندلسية . وتسائل الصحافيون والمراسلون بمرارة عن مدى إسفادة المدينة من تصنيفها تراثا عالميا إنسانيا ؟ وماهي القيمة المضافة المحصلة مقابل المبالغ المالية الكبيرة التي صرفت ،إن لم نقل أهدرت في أزقة المدينة العتيقة بشهادة سكانها ،ولم ينشأ حتى االن أي مؤسسة سياحية أو فندقية أو ثقافية أو مشاريع تنموية، تخلق فرص شغل لشباب المدينة القابع مكانه في الشوارع والدروب ،المقصي من العمل ،كيد عاملة مهمة في االشغال الجارية، التي تقوم بها مقاوالت ،ال نعرف كيف فازت بالصفقات ،في ظل غياب تام للبطاقة التقنية والمالية للمشروع ،وكذا أسماء مكاتب الدراسات والمكاتب الهندسية والتقنية االخرى ومدة االشغال وغيرها ،ضلت مجهولة "لغاية في نفس يعقوب قضاها ". وأولى رئيس جماعة تطوان أهمية قصوى لسؤال مراسل صحفي ،يتهم فيها قائد المدينة العتيقة "االخير والحالي" بتلقي رشاوي مالية ،مقابل غض الطرف عن أصحاب المحالت التجارية والمباني ،الذين يحولون بيوتهم الى دكاكين مفتوحة على االزقة والشوارع ،متهما الكل بتشويه صورة المدينة وتراثها المادي والالمادي وتغيير مالمحه وهيكلته. وكنتيجة لألشغال التي عرفتها مؤخرا المدينة، تعرف أزقة ودروب ومتاهات تطوان العتيقة إصالحات رذيئة ،حيث الحفر وبرك الماء، وضعف في دعم هياكل المباني االيلة للسقوط ،ونتوءات وإعوجاج في تبليط وترصيف االزقة والممرات ،وعدم وضع عالمات تشوير واضحة للعيان بشكل كافي ،وإستخدام مواد إسمنية وطينية "الكدان "والرمل والصباغة جلبت من مدينة فاس، موادغير مطابقة لتلك المستخدمة في مثل هذه الحاالت ، مما يفند إدعاءات رئيس الجماعة وضيوفه "الكرام " ،بأن المدينة العتيقة لطوان إسفادت من تصنيفها تراثا عالميا انسانيا.