انكب خبراء مغاربة ودوليون، أمس الاثنين بمدينة تطوان، على مناقشة أبحاث ودراسات تهم التراث وعرض آليات المحافظة عليه والحلول العملية لحماية التراث الانساني المادي، وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الثالث عشر حول تأهيل التراث المعماري والمبني. وشكلت هذه الفعالية الدولية، التي ينظمها المركز الدولي للحفاظ على التراث "سيكوب" بتعاون مع جمعية تطاون أسمير، مناسبة للتعريف بالتراث الثقافي المادي المغربي وروافده المتنوعة ،وكذا فرصة لتبادل التجارب الدولية في تثمين التراث الحضاري بكل مقوماته وتمظهراته ،وعرض واقع التراث المعماري خاصة بمدن شمال المملكة وآفاق إدماجه في التنمية المحلية ،وكذا المبادرات المدنية للحفاظ على الموروث الثقافي. ويشارك في اللقاء، الذي ينعقد تحت الرعاية الملكية السامية، والعاهل الإسباني، تحت شعار "تأهيل التراث المعماري والمباني"، مجموعة من الخبراء الدوليين والمهندسين المعماريين في مجال الترميم والحفاظ على المباني التاريخية من إسبانيا والأرجنتين وكوبا والباراغواي وإيطاليا والشيلي والمغرب. وفي هذا السياق، أكد محمد الطريس، رئيس جمعية تطاون أسمير، في تصريح بالمناسبة، أن اختيار المركز الدولي للحفاظ على التراث، والتنسيقية الدولية لمراكز التراث "سيكوب"، لمدينة تطوان كمكان لانعقاد هذه الندوة العلمية لأول مرة بالمغرب يعود إلى الدينامية التي يعرفها الحفاظ على التراث الهندسي والمعماري بإفريقيا عامة وبالمغرب على الخصوص. وأضاف أنه سيتم خلال هذه الندوة، التي تعد تتويجا لمؤتمرات سابقة انعقدت في كل من إسبانيا والأرجنتين وكوبا والباراغواي وإيطاليا والشيلي، تنظيم ورشات حول تبادل التجارب والمهارات في مجال تأهيل المباني التاريخية والحفاظ على التراث. وأبرز الجهود التي تقوم بها جمعية تطاون أسمير، التي تمكنت منذ تأسيسها سنة 1995 من إدراجالمدينة العتيقة لمدينة تطوان ضمن التراث العالمي الإنساني من طرف اليونيسكو، للحفاظ على المباني والمآثر التاريخية وإنقاذ المنازل الآيلة للسقوط، مشيرا إلى أن الجمعية بصدد إنجاز دليل صوتي للمدينة العتيقة لتطوان باللغات العربية والاسبانية والفرنسية والانجليزية من أجل دعم الحركة السياحية والتعريف بأهم المواقع الأثرية. من جهته شدد سفير إسبانيا بالمغرب، السيد ريكاردو دياز هوشلينتر، في تصريح مماثل، على أهمية الروابط التاريخية التي تجمع المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر بالمغرب يعكس الأهمية التي يوليها المغرب وإسبانيا إلى تأهيل المآثر والمباني التاريخية التي تعتبر مثالا يجب أن تحتدى به العديد من الدول خاصة بأمريكا اللاتينية. ويتطرق المؤتمر الذي تستغرق أشغاله ثلاثة أيام إلى التراث المبني والثقافي وطرق الحفاظ عليه، وسيتم عرض تجارب ترميم بنايات محلية في تطوان تعود إلى القرن 17 عشر باعتماد تقنيات جديدة في الصيانة. وسينكب المشاركون على طرق الحفاظ على التراث الثقافي وأشكال التدخلات فيه لبلورة شكل جديد مع ظهور بدائل للتطور التقليدي للحفاظ على التراث خاصة وأن التداخل المعرفي والبحث التكنولوجي ساهم بشكل ملموس في تطور كبير لعدد من المناهج والتجارب على أرض الواقع. ويعنى المركز الدولي للحفاظ على التراث بالتراث الثقافي والمعماري، الموجود مقره بإسبانيا، بعقد شراكات علمية بين مختلف الفعاليات الدولية المهتمة بقضايا التراث الانساني المادي واللامادي وتمويل مشاريع الترميم والدراسات المرتبطة بالتراث، وتتوفر المؤسسة على شبكة من المراكز تتواجد بأوروبا وأمريكا اللاتينية.