اعتبرت رئيسة الفيدرالية الدولية لمراكز الحفاظ على التراث، ماريا ديلاس نييبيس آرياس، أن تنوع التراث الثقافي الذي يزخر به المغرب يشد إليه اهتمام المتخصصين. وقالت السيدة دي لاس نييبيس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب لقاء نظم ببوينوس أيريس، إن "أكثر ما يشدنا، نحن المهتمون بالتراث الثقافي، في معرفة شعب ما، هو مدى تنوعه الثقافي، والمغرب يعتبر من بين البلدان المثيرة جدا للاهتمام في هذا المجال".
وأضافت أن الفيديرالية الدولية لمراكز الحفاظ على التراث تحدوها الرغبة في اكتشاف فسيفساء التراث الثقافي المغربي، موضحة أن تلك الرغبة هي التي تقف وراء "المشاركة القوية التي نعتزم القيام بها خلال المؤتمر ال 13 للمركز الدولي للحفاظ على التراث (سيكوب) والذي سينعقد بمدينة تطوان في أكتوبر المقبل".
وكشفت، في هذا السياق، أن الدورة، التي ينتظر أن تعرف مشاركة ممثلي العديد من البلدان منها، على الخصوص، الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وكوبا والأوروغواي والشيلي والبيرو والمكسيك والبراغواي وإيطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان، ستشكل مناسبة لإبراز مدى الانسجام بين مختلف الثقافات بالمغرب.
وحسب الخبيرة الأرجنتينية فإن مؤتمرات (سيكوب) التي يتم تنظيمها منذ سنة 1992 نشأت في البداية لتكون جسرا يربط جزر الكناري بأوروبا وأمريكا اللاتينية غير أن العالم الافريقي أصبح أيضا جزءا من هذا الجسر بعد افتتاح فرع للمركز الدولي للحفاظ على التراث (خاص بإفريقيا) بالمغرب.
وتابعت أن اهتمام المنظمة لا ينحصر فقط في مجال التراث المادي الملموس بل يشمل أيضا التراث اللامادي المتعلق بالموسيقى والرقص وفن الطبخ والدين، معربة عن يقينها من أن اللقاء المرتقب تنظيمه بالمملكة "سيمكننا من إثراء معرفتنا بالثقافات المحلية المغربية المتنوعة".
من جانبه، أكد سفير المغرب بالأرجنتين، فؤاد يزوغ، أن اللقاء التحضيري لمؤتمر سيكوب ال13 شكل مناسبة لاستعراض التنوع الثقافي والجغرافي الذي يتميز به المغرب المتجذر متوسطيا وإفريقيا.
وقال الديبلوماسي المغربي، في تصريح مماثل، إن المملكة تتمتع بصورة جيدة جدا لدى الرأي العام الأرجنتيني، مضيفا أنه يتعين بذل مزيد من الجهود من أجل التعريف أكثر بالصورة الحقيقية للمغرب وبحضارته الضاربة في القدم وبتنوعه الثقافي بمختلف روافده ومكوناته.
واعتبر أن هذا التنوع يشكل عامل جذب بالنسبة للسياح، لاسيما وأن المغرب استطاع أن يجعل من التنوع الثقافي نقطة قوة وغنى وليس عنصر مواجهة وصراع كما يحدث في مناطق أخرى من العالم.
يذكر أن المركز الدولي للحفاظ على التراث يعتبر منظمة غير حكومية لها فروع بالعديد من البلدان تعمل على حماية ونشر وإنقاذ وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي.
وسبق لفدرالية المراكز الدولية للحفاظ على التراث، التي يوجد مقرها في تينيريفي (جزر الكناري) وجمعية تطاون أسمير، أن وقعتا في شتنبر 2013 اتفاقية تقضي بفتح المركز الدولي بمدينة تطوان بناء على توصية أصدرتها الفدرالية خلال اجتماع لها سنة 2012 في مدينة كاسكايس في البرتغال لاختيار مقر وشريك للمركز الدولي للحفاظ على التراث تغطي مجالات تدخله المغرب وكل القارة الافريقية.