مع كل اقتراب لحظة الحسم في تحريك عقارب الساعة خطوة إلى الأمام ضمن ما أصبح يعرف لدى عامة الناس "بالساعة الجديدة" إلا وازداد القلق خاصة في صفوف تلامذة المدارس، ولاسيما الخصوصية منها التي تتزامن جولات سيارات النقل المدرسي وعودة المصلين من مساجد الرحمن فجرا. فبعد اعلان وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة إضافة ستين دقيقة إلى التوقيت الرسمي للبلاد، بعد غد الأحد عند حلول الساعة الثانية صباحا، وهو التغيير الذي يأتي طبقا للمرسوم رقم 2.13.781 الصادر في 21 من ذي القعدة 1434 (28 شتنبر 2013) بتغيير المرسوم رقم 2.12.126 الصادر في 26 من جمادى الأولى 1433 (18 أبريل 2012) بتغيير الساعة القانونية. فبعد هذا الاعلان الرسمي الذي أصبح محطة تجاذب وجدال ونقاش من قبل العديد من المواطنين بين رافض لهذه الزيادة ومساند لها، أو غير مكترث تماما، ومنهم من يعتبرها عاملا يحدث خلخلة في بعض السلوكيات إلى درجة أن البعض يشكو حتى من اضطرابات بيولوجية. والأكيد أن ذلك وحسب محللين اقتصاديين، يعتبر إجراءا لا محيد عنه للتدبير الجيد للأعمال وترشيد استهلاك الطاقة لا سيما عبر الاستخدام الامثل لأشعة الشمس وتخفيض فترة الإضاءة العمومية والمنزلية. كما يعتبرها البعض مساهمة في الحد من الحيز الزمني القائم مع شركاء المغرب الاقتصاديين، وخصوصا الاوربيين منهم، كما سيوفر للمواطنين زمنا إضافيا للترفيه عن النفس وضبط ساعات العمل مع ضوء أشعة الشمس. في الوقت الذي يرى فيها آخرون وبالا ونقمة على التلاميذ الصغار الذين يصبحون مضطرين للاستيقاظ فجرا، لكي يتوجهوا إلى مدارسهم العمومية او الخصوصية ودموع الحسرة على مفارقة فراش النوم بادية على وجوههم البريئة، مما جعل العديد من المواطنين وخاصة الآباء والأمهات يقترحون على الجهات المعنية استثناء مجال التربية والتعليم من التقيد بمضامين هذه الساعة الإضافية، مادام الأمر على يؤثر على المجال الإقتصادي ولايندرج في إطار ترشيد استهلاك الطاقة. آباء وأولياء تلاميذ في دردشة مع "هبة بريس" أكدوا أن إضافة ساعة إلى التوقيت الحالي، له تأثير مباشر وغير ايجابي على السير العادي للدراسة، ساهم في الرفع من نسبة الغياب في الحصص الصباحية خاصة في صفوف التلاميذ صغار السن، ناهيك عن حالة الارباك التي تخلفها هذه الاضافة في اليوم الأول في صفوف الأسر والعائلات وخاصة على موائد الافطار التي تتحول إلى ما يشبه وجبات السحور، فترى الأمهات يسارعن إلى ايقاظ ابنائهن من فراش النوم الدافئة، ومنهم من يغادرها في صمت ودموع الحسرة على فارقها بادية على محياه، ومنهم من يغادرها ليواصل نومه في مكان آخر في صورة تشبه حالة من الاستنفار القصوى. "إنها الساعة الإضافية التي سيَهُلُّ هلالها يوم الأحد المقبل معلنة عن بداية جديدة مع "الفياق بكري" تماشيا والمقولة الشهيرة لفاق بكري بحال الذهب المشري" في إشارة إلى أن الإنسان الذي يستيقظ باكرا يمكن له أن يحصل على الرزق الوفير دون عناء.