تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، تنظم وزارة الثقافة، بتعاون مع مكتب معارض الدارالبيضاء الكبرى، الدورة الثالثة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، وذلك خلال الفترة الممتدة من 09 إلى 19 فبراير 2017 . ويشارك في هذه الدورة زهاء 800 عارض مباشر وغير مباشر من المغرب والعالم العربي والبلدان الإفريقية والأوروبية والأمريكية، ويساهم في برنامجها الثقافي، عدد كبير من الباحثين والكتاب الممارسين في مختلف حقول الإبداع والمعرفة داخل المغرب وخارجه. ولا شك في أن من أهم فعاليات هذه الدورة استقبالها للدول الإحْدى عشرة المكوّنِة للمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا كضيوف شرف، انسجاما مع الوقع الكبير والمستمر لسلسلة الزيارات الإفريقية الناجحة لجلالة الملك حفظه الله، وتكريسا للروابط التاريخية والثقافية والروحية القائمة منذ قرون بين المملكة المغربية والعديد من البلدان الإفريقية. ويسعدنا، في سياق هذا التكريم الموجّه للثقافات الإفريقية العريقة، أن نستقبل عددا من الرموز الإبداعية والبحثية والمهنية التي أغنت وتغني الرصيد الثقافي الغزير لإفريقيا، مما سيتيح لزوار المعرض فرصاً ثمينة للحوار المباشر مع بعض أبرز الأسماء الفاعلة على المستوى القارّي. وعلاوة على فقرات ضيوف الشرف، يحفل البرنامج الثقافي لهذه الدورة بندوات موضوعاتية حول قضايا ثقافية راهنة، وبإضاءات لتجارب في الكتابة، وبليالي شعرية، ولقاءات في حضرة العديد من الكتب، واستضافات لمبدعين في فقرة "ساعة مع كاتب "، واستعادات ثقافية أساسية في فقرة "الكتابة والذاكرة "، واحتفاءات رمزية "بأسماء فوق البوديوم "، وتنويهات ثقافية بأسماء جديدة ضمن فقرة "أدباء قادمون ". كما سيشهد البرنامج الثقافي حفل تسليم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، التي كان قد أطلقها، منذ سنة 2003 ، المركز العربي للأدب الجغرافي، والتي تهدف إلى تشجيع الكتاب والمهتمين بهذا النوع من الكتابة على إنجاز مشاريع التحقيق والبحث والتأليف في الأدب الجغرافي، أو في أدب السفر والرحلات. وستكرّس هذه الدورة أيضا تجربة "منصة بيع الحقوق " كإضافة هامة تَمَّ إطلاقها في الدورة السابقة ولاقت تجاوبا كبيرا لدى مهنيي الكتاب لتعزيزها البُعد المقاولاتي للصناعة الثقافية في مجال النشر، ولتيسيرها فرص التعاقدات المباشرة بين المعنيين بحقوق الكتاب ونشره. إن رهاننا مستمر على أن تنتج كل دورة من دورات هذا المعرض الدولي، المهدى للكتاب وقضاياه، قيمة مضافة تعزز الرؤية الإستراتيجية للمغرب الثقافي كورش كبير نشتغل فيه برفقة شركائنا المهنيين والمؤسساتيين والثقافيين والإعلاميين من أجل النهوض بقطاعات الكتاب والفنون والتراث الثقافي المغربي. ولذلك نجدّد جزيل شكرنا وبالغ تقديرنا للشراكة الأساسية والقويّة التي نلقاها في كل دورة لدى مكتب أسواق ومعارض الدارالبيضاء، شريكنا المباشر، ولدى المسؤولين العموميين وخاصة ولاية الدارالبيضاء الكبرى وعمالاتها والمصالح التابعة لها، وولاية أمن هذه المدينة، وكذا لدى مجلس المدينة ومنتخبيه، لما يوفرونه جميعا، كل من موقعه المحترم، من ظروف تسهم في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية الدولية التي تشرّف بلادنا. محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة ضيف الشرف جريا على تقليد الدورات السابقة، ستعرف الدورة 23 حلول ضيف شرف سيحظى باحتفالية تلقي مزيدا من الضوء على منجزه الحضاري والثقافي والمعرفي، عبر تنظيم محاضرات وفعاليات شعرية وأدبية ولقاءات مفتوحة بين مبدعين و مفكرين من البلد الضيف و جمهور المعرض. تعتبر المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا، أو ما يعرف اختصارا باللغة اللاتينية ب ( (CEEAC، منظمة دولية أسست بهدف تعزيز وتقوية التعاون والتنمية المتوازنة والذاتية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين دول وسط افريقيا، في أفق إنشاء هياكل إقليمية قد تؤدي تدريجيا إلى سوق مشتركة. ويأتي اختيار دول هذه المجموعة لتكون ضيف شرف هذه الدورة لتعزيز عرى الأخوة والصداقة والتاريخ المشترك بين المملكة المغربية وأشقائها في الجنوب الإفريقي. لذا، سيكون هذا الحدث الثقافي الهام مناسبة سانحة لتسليط مزيد من الضوء على الجوانب الحضارية والثقافية والمعرفية لدول هذا التكتل الاقتصادي، في تصاديها مع ما ينتجه المغرب الثقافي الحديث والمعاصر، في أبعاده الإفريقية. ومما لا شك، أن تنوع فقرات هذه الاحتفالية الإفريقية، التي ستتوزع بين محاضرات موضوعاتية وقراءات شعرية ولقاءات أدبية مفتوحة مع مبدعين ومفكرين وفنانين ينتمون لدول هذا التكتل، ستتيح لجمهور الدورة الاطلاع على جديد النخبة الإفريقية المثقفة في مساءلتها لقضايا العصر وأسئلته الملحة. وهي، إلى ذلك، مناسبة ستسمح بدعم آفاق التعاون المستقبلية بين المغرب وأشقائه أعضاء هذا التكتل، بما يجدد أواصر العلاقات التاريخية المتميزة بينهما، ويخدم مصالحهما المشتركة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التكتل يتكون من كل من الدول الشقيقة والصديقة: أنغولا، بوروندي، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الغابون، غينيا الاستوائية، تشاد و ساو تومي وبرينسيب، ورواندا.