نظم نادي التجارة والصناعة الثقافي بتطوان لقاء أدبيا حول المجموعة القصصية "سيدتي الشاعرة" لصاحبها القاص محمد بروحو بمشاركة كل من الدكتور محمد الفهري والأستاذ خالد البقالي القاسمي وتسيير الأستاذ القاص البشير الأزمي. افتتحت الأمسية الأدبية بكلمة شكر لرئيس النادي باسم جميع المشتركين لعمل المكتب المسير بالنادي في إخراج هذه الباقات الأدبية عبر نشاطاتها الثقافية. ليأخذ الكلمة بعدها المسير الأستاذ البشير الأزمي وبأسلوب دراسي أدبي شيق، قدم للقاص محمد بروحو بورقة تعريفية له ولعمله الإبداعي، ليعطي الكلمة بعدها للدكتور محمد الفهري الذي قدم قراءته للمجموعة القصصية من حيث الشكل فهي عمل من القطع الصغير (69 صفحة) تضم أربعة عشر أقصوصة، وذات غلاف بلوحة للفنان عبد العزيز الشرقاوي لفتاة قروية بزي جميل مفعم بالألوان ووجه صبوح، ليلامس بعدها بعض الجوانب السردية في هذه المجموعة، عبر عرض اهتمام القاص بمكون الوصف في مجموع الأقصوصات والذي يعمل على تنامي الحدث، إلى التأكيد على أن نصوصها تحاور الواقع أكثر مما تحاور الميراث القصصي السردي، مع حضور السيراذاتي فيها، وأن أسلوبه في قصصه يتنوع بين الواقعي والغرائبي وأسلوب المفارقة. أخذ الكلمة بعدها الأستاذ البشير الأزمي ليؤكد على فكرة باب الاتساع في القراءة منطلقا من نص لابن رشيق يؤسس لها، معتبرا الظاهرة الأدبية ليست هي النص وحده بل قارئه أيضا، وبما أن باب القراءة واسع مفتوح أعطى الكلمة للأستاذ خالد البقالي القاسمي الذي قدم قراءته النقدية منطلقا من عنوان المجموعة "سيدتي الشاعرة" عبر تركيبه النحوي والدلالي وعلاقته بأقصوصات المجموعة ليؤكد أن القاص قد كسر القاعدة في وضع العنوان الذي قد يحمل لبسا في طياته، بعدها عرض للمميزات السردية للمجموعة، من حيث طغيان الصوت الذكوري فيها، واعتماده متوالية سردية قصيرة، واشتمالها على شخصيات ذات بعد واقعي لا يترك القاص لها مجالا من الحرية، وأيضا أمكنة الأقصوصات واقعية مع بعض التخييل، وهذه الواقعية في النصوص تنبع من محيط الكاتب، أما الزمان فقد اعتمد القاص تقنية تكثيف الزمن الإبداعي بحيث لم يكن يفصل زمنا عن آخر، وكان توظيف الألوان صيغة لافتة في الأقصوصة والكاتب كان موفقا حسب الأستاذ الناقد في تحقيق الانسجام بين عتبات الدخول والخروج في مجموعته القصصية. بعدها أخذ الكلمة القاص محمد بروحو ليقدم شكره للنقاد على قراءتهم الأدبية الماتعة بألوان الجمال، مؤكدا على منهجه الواقعي والتربوي الذي تمنى أن يوفق فيه في ولوجه إلى عالم الكتابة. ليختتم هذا اللقاء الأدبي بتوقيع المجموعة القصصية. وتجدر الإشارة إلى أن القاص محمد بروحو من مواليد مدينة تطوان سنة 1958 و صدر له مجموعة قصصية بيوت ورمال سنة 2006، وله أعمال قصصية نال بها جوائز أدبية، ومجموعته هاته "سيدتي الشاعرة" نشرتها مكتبة سلمى الثقافية بمطبعة النجاح الجديدةالدارالبيضاء طبعة أولى لسنة 2012م. متابعة: يوسف الحزيمري