تعيش أغلب الأندية الوطنية على إيقاع ضائقة مالية خانقة تقض مضجع مسؤوليها الذين عجزوا عن إيجاد الحلول. فمن جهة تعاني الفرق من تراكم الديون وعدم أداء مستحقات اللاعبين والأطرالتقنية والإدارية والمستخدمين ومن جهة أخرى عزوف المستشهرين عن دعم الأندية الوطنية باعتبارها تخضع لقانون الجمعيات العمومية وليس قانون الشركات الرياضية الذي يمكنها من استرجاع الضريبة على الإستشهار. لقد كشفت التقاريرالمالية لأغلب أندية البطولة الوطنية الإحترافية، أنها تعاني من عجزمالي في ميزانيتها السنوية يختلف من فريق لآخر، بسبب غياب الموازنة بين المداخيل والمصاريف، فالرجاء الرياضي أنهى الموسم الماضي بعجزمالي قدره مليارو983 مليون سنتيم و9014 درهم، ومديونية النادي على المدى القصيربلغت 4 مليارو228 مليون سنتيم و8180 درهم، أما شباب الريف الحسيمي فسجلت ميزانيته عجزا ماليا قياسيا وصل إلى 995 مليون سنتيم و3689،87 درهم، علما أن الفريق توصل تقريبا بحوالي 8 مليون درهم كدعم من شركات "خاصة" وعمومية تحصل عليها بمساعدة إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. من جهته، بلغ العجزالمالي لميزانية نهضة بركان عن الموسم الماضي 666 مليون سنتيم و654 درهم، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الفريق البرتقالي الذي يرأسه فوزي لقجع رئيس جامعة الكرة ومديرالميزانية بوزارة المالية توصل بأزيد من 2 مليارسنتيم كمنح وهبات من أشخاص غيورين عن النادي لم يكشف التقريرالمالي عن هويتهم، ولم يخرج فريق أولمبيك خريبكة عن القاعدة وأنهى موسم (20152016) بعجزمالي قدره 762 مليون سنتيم و8069،82 درهم، علما أن الفريق تسلم مليارو598 مليون سنتيم و5 آلاف درهم من المجمع الشريف للفوسفاط كدعم سنوي عن الإستشهار، أما فريق أولمبيك آسفي فسجلت ميزانيته عجزمالي بلغ 766 مليون سنتيم، علما أن الفريق تسلم بدوره منحة سنوية من المجمع الشريف للفوسفاط قدرها مليارو280 مليون سنتيم، كما سجلت مالية فريق حسنية أكاديرالموسم المنصرم عجزمالي وصل إلى 734 مليون سنتيم و8337،17 درهم. وفي السياق ذاته، حدد حجم عجزميزانية فريق الدفاع الحسني الجديدي في 598 مليون سنتيم و9986،81 درهم، مع العلم أن الفريق الدكالي يدعمه المجمع الشريف للفوسفاط بدعم سنوي يبلغ مليارو600 مليون سنتيم، وسجل التقريرالمالي لفريق النادي القنيطري عجزمالي قدره 230 مليون سنتيم و7103،78 درهم، وهذا العجزيرجع إلى هزالة مداخيل الكاك التي تعتبر الأضعف في البطولة الوطنية وحجمها مليارو375 مليون سنتيم و4373،34 درهم، أما فريق المغرب التطواني فقام "بترقيع" عجزه مالي إلى 296 مليون سنتيم و7785،34 درهم، مع تسجيل مديونية إجمالية قدرها 4 مليارو705 مليون سنتيم و4719،52 درهم. بالمقابل، أنهى فريق اتحاد طنجة موسم (20152016) بفائض مالي بلغ 9 مليون سنتيم و5310،53 درهم، فيما سجلت ميزانية الفتح الرياضي فائض مالي قدره 52 ألف درهم. وهذه الأرقام توضح أن مالية الأندية الوطنية تسيرنحوالإفلاس، في وقت تتحدث جامعة الكرة عن مشروع إنشاء الشركات الرياضية الذي نحن في الحقيقة بعيدون عنه كل البعد على أرض الواقع، فباستثناء فريقين بإمكانهما إنشاء شركة رياضية، فباقي الأندية الوطنية تغرد خارج السرب وتجد نفسها عاجزة عن إيجاد حلول لأزماتها المالية، فيما تكتفي الجامعة التي دخلت موسمها الإحترافي السادس بالتفرج على هذه الأزمة المالية المتفاقمة للأندية الوطنية، ورغم ذلك تستمرمع افتتاح كل "ميركاطو" للإنتقالات في انتداب لاعبين ومدربين جدد بأجورشهرية ومنح توقيع سنوية خيالية دون حسيب أورقيب، وطبيعي في ظل هذا الوضع "المختل" أن تتزايد الشكايات المرفوعة من طرف مدربي ولاعبي الأندية الوطنية لدى غرفة النزاعات بالجماعة للمطالبة بمستحقاتهم المالية العالقة، مما يستدعي قبل أي وقت مضى من العصبة الوطنية الإحترافية وقف هذا النزيف المالي الخطيرلميزانية الأندية الوطنية، واتخاذ إجراء ات زجرية صارمة في حق الأندية التي لا تحترم دفترالتحملات بحرمانها من انتداب لاعبين جدد بناء على التقاريرالتي تقوم بها لجنة مراقبة مالية الأندية بالجامعة بدون محاباة أوغض الطرف عن أندية دون أخرى، لإنقاذها من حافة الإفلاس