ونحن نعيش على مشارف استحقاقات 7اكتوبر2016 وكما العادة عند اقتراب كل استحقاق أجد نفسي رهين تساؤلات كثيرة تتضارب بمخيلتي وأحاول من خلالها استرجاع تجارب وأحداث خلت .وتحضرني اللحظة قصة استقالة حزب الاستقلال من الحكومة في يناير 1963 بحجة ضعف التحكم في الجهاز الإداري للدولة. وأن التماسيح والعفاريت لها تاريخ موغل في القدم وحسب خبرتي وتجربتي السياسية التي اكتسبتها من الميدان ومن سياسة القرب وخاصة أثناء فترة الحملات الانتخابية التي كنت اديرها ،كنا نجد صعوبة بالغة لإقناع الناخبين بسداد وجهتنا ونجاعة برنامجنا ولا أخفيكم سرا اذا زعمت بأن المثقفين وأشباههم هم من كانوا آنذاك يسفهون تواصلنا مع المواطنين ويقنعونهم بان لا جدوى من المشاركة وأن جميع الأجهزة الإدارية فاسدة وهم بذاك الطرح لم يقدروا حينها حاجة البلد إلى إصلاح الإدارة. وما أحدثه بقاءها على تلك الصفة من خسارات على الدولة وعلى الشعب بحيث كانوا يجدون سهولة في انتقاد الجزئيات ومس الأفراد وإلقاء المسؤولية المعنوية على الجهات العليا. في حين كان عليهم توحيد الكلمة لإصلاح الأوضاع والقطع مع ثقافة التحكم عوض بث ثقافة الانشقاق والفرقة لان الذئب لا يأكل من الغنم إلا الشارد .وها نحن عشنا مع الحكومة الحالية نفس الحيثيات ونفس السيناريو الذي حبك من قبل مما قاد حزب الاستقلال إلى تحريف برنامجه الانتخابي وتغيير استراتيجيته وحلفائه الطبيعيين مما حال دون استكمال مشروعه المجتمعي الذي بناه مع حكومة التناوب التوافقي وما أثبته ببراعة أبان حكومة عباس الفاسي ويمكن القول بأن المرحلة التي قضاها حزب الاستقلال بعد عملية الاستقالة الموجهة من الحكومة الحالية .بأنه أخطأ خطءا فادحا بحيث فرض عليه بناء سياسة مغايرة من الناحية التكتيكية لا المبدئية. وهذا ما تم إدراكه من طرف البعض مؤخرا بان الحزب ارغم على ولوج باب المعارضة طمعا في استعادة مركزه الاجتماعي والسياسي بين المواطنين المساندين له بعدما انطلت عليه الحيلة وانجر وراء سياسة التبعية التي افقدته صبغته الاولى .