هل هي السيبة أم الفوضى أم ماذا ؟ هذا هو ما حدث بالأمس الثلاثاء عقب النداء الذي وجهه عبر مكبر الصوت إلى الساكنة عصابة من المشاغبين الذين تفاقم شرهم بمدشر تازية بالمركز المعني و استولوا على منبع الماء الذي يمد المدشرين معا ، و حولوه الى بضاعة للمتاجرة و البيع و الشراء ، معتمدين تسعرة قد تصل الى 120 ده للطن الواحد من الماء . و للتوضيح أكثر فإن نداء مكبر الصوت للعصابة المعنية التي فرضت سيطرتها على الماء على طريقة قطاع الطرق من غير ترخيص و لا صفة قانونية ، كان موجه تحديدا الى ساكنة مدشر أرموتة الشق الثاني من المركز ، يخبرهم بأن حصتهم التي يأخذونها يوميا من الماء سيتم إيقافها بدء من الساعة الثانية و النصف زوالا ، و فعلا فقد تم قطع إمدادات الماء عن ساكنة أرموتة و حرمان اسر بكاملها من حقها المائي الذي ورثته عن أجدادها على امتداد قرون عديدة . الشيء الذي أدهش الجميع و أدخلهم في حيرة إزاء ما يحدث ، باعتبار أن هذا العمل السائب يعد شكلا من أشكال العدوان و الفوضى و سابقة خطيرة في تاريخ ساكنة مركز الشرافات يستوجب المتابعة لدى السلطات المختصة ، خصوصا و أن الذين يقفون وراءها و يتزعمونها بينهم عناصر خارجة عن القانون و مبحوث عنهم من قبل قوات الدرك و الأمن بالإقليم ، و أنهم مشهورون بسوابقهم في إثارة الشغب و السيبة داخل المركز و خارجه خصوصا منهم المدعو عمر العياشي بنعلال . و أمام تلك التصرفات المافيوزية لعناصر الشغب المذكورة اتصل المسؤول الأول و رئيس الهيئة القانونية المختصة بتدبير ملف الماء بمدشر أرموتة ، و أعيان من المدشر لدى ممثل السلطة المحلية في شخص السيد القائد لقيادة باب تازة الذي حضر الى عين المكان قصد المعاينة و اتخاذ المتعين . و في أعقاب هذا الحدث غير المسبوق و ما يهدد به من اندلاع لحالة من الفوضى و الشغب ، فإن ساكنة ارموتة المتضررة من العمل العدواني الممارس ضد حقوقها المائية من طرف عصابة الشغب ، كما أنها تشيد بموقف ممثل السلطة المحلية في إجراءاته من اجل تطويق المشكل و ردع المشاغبين و البحث عن حل مرض ، فإنها تندد و تعبر عن بالغ استنكارها إزاء هذا الوضع الشاذ الذي أحدته عصابة السيبة بالمركز ، كما تحتفظ بكامل حقها في متابعة الفاعلين أمام السلطات القضائية و كافة السلطات العليا بالإقليم . و ذلك اعتبارا الى كون مسألة الحق في الاستفادة من منبع الماء بالبلدة هو حق تاريخي قد تم الحسم فيه منذ قرون عدة ، كما تم توثيقه بمقتضى رسوم إشهادية و عدلية توجد بحوزة الساكنة يزيد عمرها على قرن و نصف من الزمن تعطي للمدشرين اللذين يتواجد منبع الماء على ترابهما الحق في اقتسام مياهه مناصفة : النصف لمدشر أرموتة و النصف الآخر لمدشر تازية .