تستعد الأندية الوطنية لعقد جموعها العامة السنوية، ومحطة الجمع العام هي فرصة لتقييم حصيلة موسم رياضي كامل بايجابياته وسلبياته،وأيضا مناسبة للمحاسبة والمساءلة بمناقشة التقريرين الأدبي والمالي،غير أن هذه المحطة زاغت عن سكتها الصحيحة بعد أن تحولت هذه الجموع العامة إلى مسرحيات تدار بفصول محبوكة شكلا ومضمونا، من طرف ممثلين "حياحة" جيء بهم لتأثيث فضاء قاعة العرض دورهم المباركة والتصفيق،قبل أن يسدل الستاربرفع الرئيس فوق الأكتاف إعلانا بتحقيق "انتخابات وهمية"،وهومشهد يتكررفي أغلب الجموع العامة لأنديتنا الوطنية وحري بنا أن نتساءل: من يتحمل مسؤولية هذا الوضع؟ لقد فتح قانون المنخرط الذي جاءت به الجامعة و الذي فصل على المقاس الباب أمام زمرة من المسيرين" موالين الشكارة"لإحكام سيطرتهم على الأندية الوطنية بشراء ذمم هؤلاء المنخرطين "الحياحة"،وقطع الطريق أمام المحبين الحقيقيين بالرفع من سومة الإنخراط تارة حتى وصلت إلى 2 مليون سنتيم ببعض الفرق الوطنية،وتارة أخرى برفض تزكيات طلب الإنخراط لبعض الفئة الخارجة عن التيارالتي فضلت أن تغرد خارج السرب،فأصبحت الأندية الوطنية ضيعات شخصية في ملكية عينة من الرؤساء الذين نزلوا"بالمظلة" لغاية في نفس يعقوب،وعاثوا فسادا في التسييربدون حسيب أو رقيب وأحيانا بمباركة من الجامعة الوصية التي زكت بعض مظاهر"الإنحراف" في زمن الحديث عن الإحتراف عوض القيام بدورها في التتبع والمراقبة والردع. بالأمس القريب كانت الجموع العامة للأندية الوطنية مفتوحة في وجه جمعيات الأنصاروالمحبين وقدماء اللاعبين،وكانت تعرف نقاشات حادة تصب في خدمة المصلحة العامة للنادي،قبل إصدار قانون المنخرط الذي ضيق الخناق على مجموعة من المحبين والنتيجة ما وصلنا إليه من تدني في التسييررغم الأموال الطائلة التي خصصت لكرة القدم الوطنية مقارنة بالماضي. وإذا نظرنا إلى بعض التجارب الناجحة بالجارة إسبانيا مثلا، نجد أن قوة فريقا ريال مدريد وإفس برشلونة مثلا تتجسد في قاعدتهم الجماهيرية الواسعة،حيث فتحا باب الإشتراك بالنادي أمام جميع جنسيات العالم، فلكي تصبح "سوسيو" بمثابة شريك بالبارصا أو الريال يكفي أداء مبلغ 150 أوروسنويا مع بعض الوثائق المطلوبة لتحصل على بطاقة سوسيو بالنادي، التي تسمح لك بالتصويت في انتخابات النادي يوم الإقتراع لاختيار رئيس جديد لكنها لا تسمح لك بحضور المباريات،فاليوم هناك لائحة انتظار بفريق البارصا للحصول على بطاقة الإشتراك لمتابعة المباريات، بعد أن وصل عدد "السوسيوس" إلى 173 ألف بالنادي مع العلم أن الطاقة الإستيعابية لملعب الكامب ناوهي 99354 متفرج. فقوة البارصا وريال مدريد كناديين عالميين تكمن في قاعدتهما الجماهيرية بفتح باب الإشتراك بنادييهما أمام الجميع، وهو الدرس الذي يجب أن يستوعبه رؤساء أنديتنا كما أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مطالبة بإعادة النظرفي قانون المنخرط، في طريقها نحوالإحتراف، فلا احتراف حقيقي بدون قانون يتساوى فيه الجميع.