كشفت إحدى الباحثات الاجتماعية عن طريق الدراسة التي قامت بها داخل المؤسسات التعليمية عن أرقام صادمة لتعاطي التلميذات والتلاميذ للمخدرات في الوسط المدرسي بالمغرب، ، خاصة في (الإعدادي والثانوي)، وأن العدد يتزايد سنة بعد سنة. وهذه الظاهرة أقلقت كل الأطراف التي لها علاقة بموضوع التنشئة والتربية والتعليم، وعلى رأسها السلطات التربوية، والأمنية مما جعلها تعقد سلسلة من الاجتماعات المختلفة بداية كل موسم الدراسي . حيث تتم مناقشة مختلف ظواهر السلبية التي تلاحظ في المحيط والوسط المدرسي كالعنف المدرسي، ولوج الغرباء، وترويج المخدرات وغيرها .التي تؤدي بالتلاميذ إلى مصير مجهول . وحسب مصادر أمنية وصحية فإن نسبة الجريمة بالمحيط المدرسي سجلت بدورها أرقاما مهولة،حيث تم إيقاف عدة حالات كالضرب والجرح والسرقة تحت التهديد والاختطاف والاغتصاب والتحريض على الفساد. وبمدينة تطوان على سبيل المثال تم إيقاف 80 حالة في المحيط المدرسي من طرف الأمن الوطني خلال بداية الدخول الدراسي إلى اليوم .وأخلبهم من الغرباء. وعليه يقترح مجموعة من الفاعلين التربوين على تفعيل السلوك المدني وخلق خلايا الإعلام والاتصال بين الأسرة والمدرسة والسلطات. خصوصا وأن العديد من الآباء فقدوا ثقتهم من إرسال أبنائهم إلى المدارس لما تسببه لهم من انحراف، الذي يهدد في العمق التماسك الاجتماعي ومستقبل البلاد. وقد أفادت دراسات إحصائية أنّ 50 %من التلاميذ يتم تزودهم بالمخدرات داخل المؤسسات التربوية عن طريق المروجين ، ومن بين أنواعها "القرقوبي أو ما يسمى بالبولة الحمرا والمعجون الذي يتصدر قائمة الاستهلاك نظرا لرخص ثمنه . بينما سجل التدخين معدل 12 % من مجموع التلاميذ الذين يتعطاونه مبكرا من السنة السادسة الابتدائي .بسبب وضعهم الاجتماعي مزري وانعدام مراقبة الأسرة. بينما في السلكيين الإعدادي والثانوي فيكون أمر تدخين مألوفا وعاديا لدى التلاميذ . كما أشارت هذه الدراسة إلي أن 57 % من بين هؤلاء التلاميذ أقبلوا علي التدخين من باب الفضول، بينما 23% منهم كانوا يقلدون زملائهم، وحسب بعض المصادر الأخرى، أن الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات أكدت أن نسبة التدخين في مؤسسات التعليم بالمغرب، تبلغ 14 % في الإعدادي، و 25 % بين تلاميذ الثانوي. و 35 % بين طلبة التعليم العالي.. وحذرت الجمعية في لقاء تواصلي، نظم مؤخرا بمكناس، من أن أزيد من 13 % من المدخنين بالمغرب تقل أعمارهم عن 15 سنة. وأن 48 % منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و19 سنة. وتبلغ بالنسبة ل 36 % أزيد من 20 سنة. ومن أجل مكافحة هذه الآفة يجب على الآباء نصح أطفالهم بأضرار التدخين والمخدرات منذ صغرهم ، وذلك على أمل أن يؤدي شرح إلى جعل فرصة إقدامهم على تعاطي المخدرات أو تجربتها فرصة ضئيلة أو مستحيلة أو شاقة كما يجب على الآباء بالاستماع إلى مشاكل أبنائهم والاهتمام بإعداد حلول لها وأن يكونوا على مقربة منهم مع ملاحظة مستمرة بحب وعطف وأن يكونوا قدوة لهم . نورالدين الجعباق