في الوقت الذي كان يتبجح فيه رئيس جماعة صدينة القروية التابعة لقيادة الملاليين بإقليم تطوان، عبد الرحمن كركيش، أمام ميكروفون القناة الأولى المغربية التي قامت بجولة استطلاعية للجماعة يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2012، بالمشاريع "الضخمة" التي ستتحقق قريبا بالجماعة، محاولا الركوب على مشاريع ملكية أعطى انطلاقتها الملك خلال زيارته للجماعة يوم 14 غشت 2012، هذا التصريح الذي دام أقل من دقيقة واحدة، حيث عمد صحافي القناة إلى تحويل الميكروفون لأخذ وجهات نظر مواطني الجماعة حول الأوضاع التي تعيشها هذه الأخيرة، ولم يكن الطرف الآخر المدلي بالتصريح نيابة عن ساكنة الجماعة سوى ابن مستشار الدائرة الانتخابية رقم 6 بنفس الجماعة (م.ج) الذي يعتبر من أقرب مقربي رئيس الجماعة ومنتمي لنفس حزبه، حيث أسهب في تمجيد "منجزات" الرئيس و"فتوحاته" العظيمة على جماعة صدينة، واعدا السكان بغد مشرق ستتحول فيه صدينة إلى جنة الله فوق الأرض !!، في هذا الوقت بالذات كانت لجنة رفيعة المستوى من مديرية الشؤون القروية بوزارة الداخلية تستعد لشد الرحال صوب دائرة جبالة للتحقيق في الخروقات والاختلالات الجمة التي تشهدها هذه الدائرة، خاصة بجماعة صدينة التي بلغت فيها فضائح السلطات المحلية والمنتخبة فيها عنان السماء، حيث التفويت العشوائي لأراضي الجموع والاستيلاء على أراضي حبسية وأراضي الخواص وتحفيظهما بأسماء الأباطرة...، إذ حلت هذه اللجنة بجماعة صدينة يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2012 وعقدت اجتماعين مع النواب السلاليين بالجماعة، في غياب كل من رئيس الدائرة وقائد قيادة الملاليين الذي ناب عنه قائد قيادة عين لحصن، حيث عقدت اجتماعا أولا مع النواب السلاليين لجماعات تورانت، علي المنصوري، وواد أكلا، الفاضل كركيش، والكدان وعجيبش، محمد بنعجيبة، والعلاوية، محمد الطالب العلوي فلياش، والجعابق، محمد عمو، وصدينة 2، محمد الرواص، وبني عمران، عبد اللطيف البقالي الإدريسي، فيما عقدت اجتماعا منفصلا ثانيا مع النائبين السلاليين لجماعتي صدينة 1 وأكلا، وهما على التوالي محمد الجطي ومحمد الدردابي، هاتين الأخيرتين اللتان تعرفان أكبر قدر من الخروقات والتجاوزات، تهم بالأساس تزوير إفادات والتوقيع على مساطر التحفيظ بطرق مشبوهة وغير قانونية وتحويل العقار الحبسي إلى أشخاص غرباء عن المدشر، خاصة الجماعة السلالية لأكلا والتي كانت محط شكايات عديدة وجهها النائب السلالي لهذه الجماعة إلى كل من وزير الداخلية ووالي ولاية تطوان ووكيل الملك لدى ابتدائية تطوان دون جدوى، بطلاها خليفة قائد الملاليين بجماعة صدينة ورئيس دائرة جبالة، هذا الاجتماع تم تمديده يوم الخميس 01 نونبر 2012 بإحدى المحطات بطريق طنجة، حيث طالب أعضاء اللجنة من النائبين السلاليين مرافقتهما مجددا إلى جماعة صدينة، إلا أن النائبين المذكورين أبيا تلبية رغبتهم بحجة أن الأراضي السلالية والحبسية بجماعتيهما السلاليتين تم تفويتها وتحفيظها بطرق غير قانونية وأنهما قدما في هذا الصدد عديد الشكايات إلى السلطات المختصة مطالبين فيها بفتح تحقيق في الموضوع ومعاقبة المتورطين في هذه الخروقات.. علما أن أفرادا من عائلة رئيس جماعة صدينة بدورهم قاموا بالاستيلاء على عدة هكتارات من أراضي الجموع بالمنطقة، بتواطؤ مطلق مع رئيس الدائرة وخليفة القائد، ومن بين هؤلاء، عبد الرحمن بن محمد كركيش، والد رئيس الجماعة، ومحمد بن عبد الرحمن كركيش، شقيق الرئيس، واللذين استوليا على الأراضي السلالية ظهر الكدية، أوعلي الفحل، ظهر اللوح، كدية الزناد، خنيدق علي، كدية الحرشة.... أمام الصمت الآثم للسلطات الوصية. وتجدر الإشارة إلى أننا قد سبق لنا التطرق إلى بعض من هذه الخروقات والتجاوزات التي تشهدها دائرة جبالة بجماعاتها العشر وفضائح رئيسها وتواطؤه مع رؤساء بعض هذه الجماعات إلى جانب بعض رجال السلطة المحلية في ارتكاب مجموعة من الخروقات القانونية والتجاوزات الخطيرة على موقعنا الإخباري "تطوان نيوز" بتاريخ 26 أكتوبر 2012 تحت عنوان: "دائرة جبالة بإقليم تطوان تعيش على إيقاع فضائح مدوية".. محمد مرابط