فضائح مدوية أصبحت تعيش على إيقاعها الجماعات القروية العشرة التابعة لدائرة اجبالة بإقليم تطوان، بدءا بالاستيلاء على عشرات الهكتارات من أراضي الجموع وتفويتها عشوائيا لأباطرة ومافيا العقار، مرورا بنهب الملك الغابوي وليس انتهاء بما يسمى محاربة زراعة القنب الهندي وما تشهده من تجاوزات وخروقات، إذا كان لبعض رجال وأعوان السلطة المحلية يد طولى في هذه الفضائح، مثل جماعات صدينة والسوق القديم وبني حرشن...، فإن جل أصابع الاتهام تشير صراحة إلى رئيس الدائرة الذي ثبت، حسب شكايات بعض النواب السلاليين والمواطنين وجل المهتمين بالشأن العام المحلي بهذه الدائرة والعارفين بخبايا الأمور، تورطه المباشر في التستر على هذه المافيات المنظمة ومحاباته لبعض الأطراف دون أخرى في عملية محاربة زراعة الكيف، وكذا تواطؤه السافر مع مافيا نهب الأراضي السلالية وبعض أباطرة العقار الذين يقومون بالاستيلاء على أملاك الخواص وتحفيظها بأسمائهم، حيث أكد لنا بعض النواب السلاليون ومواطني هذه الجماعات أنهم قدموا في هذا الصدد العشرات من الشكايات لدى السلطات المحلية، لكن دون أن يظهر لها أثر ولم يتم فتح أي تحقيق في شأنها، فيما ثبت غير ما مرة أن عدة مراسلات رسمية تصب في هذا الإطار موجهة من بعض القياد التابعين لنفس الدائرة إلى ولاية تطوان قد تم "اختفاؤها" ولم تصل إلى وجهتها المقصودة !! وإذا كان بعض رجال السلطة وأعوانها بهذه الجماعات سارت بذكر خروقاتهم وتجاوزاتهم الركبان، كخليفة قائد قيادة الملاليين بجماعة صدينة الذي أشرف على تفويت العشرات من هكتارات أراضي الجموع لغير ذوي الحقوق وإجهازه على هكتارات من أراضي أهل الجماعة باعتماده على شهود ليسوا من أبناء المنطقة، وخليفة قائد قيادة جبل الحبيب بجماعة بني حرشن المتورط مع أحد أعوان السلطة بنفس الجماعة، والذي ليس إلا شقيق رئيس نفس الجماعة، في نهب الملك الغابوي، علما أنه يعتبر من أقرب مقربي رئيس الدائرة، فإن رؤساء بعض هذه الجماعات أضحوا بدورهم يشكلون لوبيا متضامنا، وأيديهم مبسوطة على أملاك الدولة والخواص، وكذا تورطهم المباشر في تفويت أراضي الجماعات السلالية لمافيا العقار و"التبزنيس" بالمنطقة، كما حدث بجماعة السوق القديم حين أقدم رئيس هذه الأخيرة بمنح شهادة التقسيم قبل الإراثة لأحد "البزناسة" واعتماده على ملكية مزورة لتفويته 9 هكتارات من الأراضي السلالية، ورغم الشكايات التي تقدم بها النائب السلالي الوصي على الجماعة إلى السلطات المختصة ورفعه دعوى قضائية في الموضوع، فإن لا شيء تغير إلى حدود الساعة. مصادرنا أكدت أن ثمة علاقة غامضة أصبحت تجمع في الآونة الأخيرة رئيس هذه الدائرة ببعض الأشخاص المعروفين بأنشطتهم المشبوهة، حيث أصبحوا يرتادون بعض الأماكن المعروفة بمدينتي تطوان وطنجة.. فإلى متى سيتم فتح تحقيق شامل وشفاف في هذه القضايا المثيرة للجدل والتي لا تزداد مع مرور الأيام إلا استفحالا وتعقيدا ؟؟ محمد مرابط