بعد ثورة الإصلاحات التي شهدتها الحمامة البيضاء خلال السنوات الأخيرة، حيث شملت البنيات التحتية للمدينة و مرافقها العمومية ، و بذالك استطاعة الحمامة البيضاء تسلق سلاليم الترتيب المتقدمة من بين أجمل المدن المغربية ، و ذالك بشاهدة زوارها من داخل و خارج المملكة، وما ألفتهم النظر هو إنتشار المناطق الخضراء و نظافة شوارع المدينة . لكن ها قد بدأ العد التنازلي، فبدأ معه فقدان المدينة لهذه الميزة، رغم مجهودات السلطات للحفاظ على رونقها ، لكنها تغفل عن أرصفة شوارع المدينة التي أصبحت بدون وجه حق حكرا على فئة من المجتمع و نخص بالذكر منها – الباعة على الرصيف ، أو بالعامية من ننعتهم "بالفرايشية" ، و كذا أصحاب المقاهي و الوجبات السريعة – إذ أصبح الرصيف ملكا لهم بلا منازع ، خصوصا في فصل الصيف حيث تكثر الكراسي أمام المقاهي دون مراعات مساحة كافية للراجلين ، ففي كثير من الارصفة يضطر الراجلون للمشي في الطرق المعبدة و المخصصة للسيارات معرضين بذألك سلامتهم للخطر، لا لشيء سوى أن الرصيف قد ملئ بكراسي و طبلات المقاهي . و الشيء بالشيء يذكر، فإذا اخذنا على سبيل الذكر ، ذاك الرصيف الواسع الممتد على طول صور باب العقلة قد أصبح حكرا لمقهتين المتواجدتين قبالة الرصيف المذكور،إذ لم يعد يكفيهم الرصيف المحادي للمقهتين بل قفزوا إلى الرصيف المقابل حيث أن هذا الأخير توزعت عليه كثير من الكراسي و الطبلات مساء كل يوم رغم أن المقهتين متواجدتين على الجانب الاخر من الشارع ، حيث على النادل أن يقطع الطريق المعبد و المزدحم بالسيارات و الحافلات حاملا صينيته لتلبية طلبات الزبائن ، و لن يمر وقت طويل حتى تجد أن هذا الاسطول من الكراسي يصل إلى أبواب قاعة الحفلات " قصر الزهور" وبين أظهرهم باعة الحلزون و الحمص المسلوق....... يزاحمونهم على الرصيف. فلماذا إذن قامت السلطات قبل سنوات قليلة من هدم المقهى الذي كان متواجدا هناك منذ سنين و كذا الأكشاك ؟ ألا بغرض إظهار و تزيين صور باب العقلة . وحتى بعض وكالات البنوك لم يسلم رصيفها من الإستحواد عليه بعد الساعة الخامسة مساءا و أيام السبت و الأحد من هذه الظاهرة ، حتى أنه يصعب على الشخص سحب أمواله من الشباك الأوتوماتيكي نظرا للقرب البين بين الشباك و كراسي المقهى . السؤال المطروح ألم يمر في يوم من الأيام أي مسؤول أمام باب العقلة و يرى ذالك الفيروس من الكراسي المنتشرة على طول رصيف باب العقلة و التي ستصبح يوما ما إن بقي الحال على ما هو عليه ساحة باب العقلة أو جامع باب العقلة بتطوان كجامع الفنا بمراكش؟ مراد دلمي