شكلت المدينة العتيقة بتطوان محور العديد من الندوات واللقاءات التي ألحت في مجمل توصياتها على ضرورة الحفاظ عليها وذلك إحداث وكالة مستقلة باعتبار أن المدينة يعود تاريخها إلى نهاية القرن الخامس عشر. وتشتمل على عدة معالم تميزها عن باقي المدن التاريخية بالمغرب والعالم .ومن جملتها ماء اسكوندو. الذي جددت شبكته في عهد المنظري بينما تسميته بهذا الاسم ( ماء اسكوندو) يعود الى فترة الحماية الاسبانية أي الماء الثاني ورثته الاستعمار واصبح نظاما أصيلا بالمدينة وقد تعرضت هذه الشبكة إلى الإتلاف والتخريب منذ القرن الماضي بسبب عدم الصيانة من جهة وسيطرة لوبي على هذه المياه من جهة ثانية كما زاد طين بله إتلاف باقي القنوات من طرف الشركة الموكلة إليها إصلاح قنوات الصرف الصحي . والتي لا يهمها سوى الربح السريع على حساب تاريخ المدينة. وقد سبق أن وجه مرصد الشمال للدراسات والأبحاث وحقوق الإنسان بتطوان ، شكاية إلى والي ولاية تطوان ينبهه فيها إلى تعرض شبكة ماء السكوندو الى الضياع . وعلى اثر الزيارة المولوية للمدينة العتيقة بتطوان يوم 09/12/2011 ومن جملتها زيارة والاطلاع على هذه الشبكة النموذجية أعطى جلالته انطلاقة مشروع الورش الكبير والذي تعد كلفته الإجمالية 315 مليون درهم في مدة زمنية أربع سنوات من 2011 الى 2014. وعليه تجندت جميع الفعاليات بالمدينة من اجل إنجاح هذا المشروع فكان اولها نظم بدار الثقافة يوم 24/01/2012 من طرف الولاية والذي تم فيه توضيح اهداف المشروع بكل دقة ومن جملته رد الاعتبار للنسيج العمراني الأصيل وإبراز القيمة التاريخية للنسيج الحضري التقليدي وتحسين ظروف العيش للساكنة وترميم البنايات ذات القيمة التاريخية .وترميم الشبكة التقليدية لتوزيع الماء (السكوندو) إضافة إلى إحداث مرافق الاجتماعية والثقافية وترميم المرافق الدينية . وفي تصريح لطارق السباعي منسق في شبكة الجمعيات المدينة العتيقة " أنه سيتم تجديد شبكة ماء السكوندو الذي كان مصنوعا من الخزف في اطار تأهيل المدينة العتيقة التي اعطى انطلاقها صاحب الجلالة وذلك عبر مراحل المرحلة الاولى باب الجياف باب النوادر ولحد الساعة تم انتهاء من خط حي العيون بشكل نهائي ، و يأكد المسؤولون على المشروع أن جميع المرافق التي كانت تتوفر على الماء سوف يعود لها سواء السقايات او المساجد او المنازل كما سيحتفظ بمجانيته . ومن جملة الاكراهات التي تعترض الاصلاح هي وجود بعض القنوات تربط المنازل او المساجد من الداخل ولحد الساعة لم يتم علاجه ولكن هناك مجموعة من الاقتراحات في الموضوع. ويمكن القول ان 20 % من الاشغال هي التي انجزت حتى الان . وفي نفس السياق اكد انه تم ملاحظة غضب الساكنة التي ينقطع عليها الماء من حين لأخر كما أن الشركة المسؤولة على الاصلاح غير مؤهلة لمثل هذه الاشغال.و ايضا تم الاعتماد على شخص واحد في البحث عن المعلومات وخبايا ماء السكوندو. اضافة الى ايادي خفية تعمل ضد الاصلاح والدليل على هذا يقول طارق أنه بعد اصلاح خزان في حي سوق الفوقي تم تهديمه على يد جهة مجهولة . مما جعل المجتمع المدني يطالب بتحديد المسؤولية في اصلاح الشبكة بعد اتمام المشروع. كما انه ستعود صيانتها الى الجماعة الحضرية التي ستعد اشخاص مسؤولين عليه. ومن جهة اخرى خلق رأي مناهض لتجديد شبكة المياه التي تم تغييرها بقنوات البلاستيك وحسب المصرح أن هذه القنوات البلاستيكية تدوم مدة طويلة اكثر من الخزف الذي لا يتحمل الهزات الحركات اليومية على الطرقات مما يسبب تشققها و احداث تسربات تحت الارض. بينما الرأي اخر يعتبر ان ماء السكوندو لم يبقى معمولا به اليوم بل يمكن تسميته بالماء حيث تم انتقال الى مرحلة جديدة التي تسمى (PVC) ( الربط بالقنوات البلاستيك ). نورالدين الجعباق