عشرات من الرجال والنساء ، رافعين لصور عاهل البلاد الملك محمد السادس ، منادين بحياته ، ملتحفين بحرقة أليمة ، معبرة، رايات المملكة المغربية . مشهد يسوده الخشوع والارتباط الوثيق بتراب الأرض المحروثة والموروثة أبا عن جد. وصورة مختصرة ينقصها النقل الحقيقي والحي للأحاسيس والمشاعر المؤثرة التي سادت مجريات الوقفة الحاشدة والصاخبة لمنظمها أهالي منطقة جبل زمزم التابعة لعمالة " المضيق – الفنيدق " ، صباح يوم الخميس 26/04/2012 قبالة قصر العمالة ، بسبب ما اعتبروه التعسف والضرر الكبير الذي طالهم جراء محتويات تصميم التهيئة الأخير تحديدا جانبه القاضي بنزع ملكية الأراضي بداعي المنفعة العامة ، هده الأخيرة التي كانت محط انتقادات الساكنة بأوقات سابقة ، وكانت محط احتجاجات الوقفة هاته ، حيث تساءل متضرري تصميم التهيئة بكل أسى ومرارة عن معنى مضمون المنفعة العامة، استحضارا منهم غياب أي مشاريع تخص هدا الطابع فلا وجود لمستشفى للعلاج ولا مسجد للصلاة ولا حتى مقبرة ندفن بها موتانا من المسلمين ، فقط نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ما جادت به قريحة " مهندسي ومخططي" التصميم قصد الإستلاء على أراضينا- يتحدث أحد المحتجين – الذي حذر غاضبا مغالبا تساقط دموعه " ان أرضنا التي نقتات منها وورثناها عن أجدادنا ، سندافع عنها لأخر رمق في عروقنا ، وهدا ما يتماشى مع دماء المغربي الحر الذي دحر المستعمر من البلاد على مر التاريخ " ، المتحدث وأمام تأثره ردد شعارات كما رددها معه العشرات من قبيل " ما بيعين ما شريين غير أرضنا لي باغيين " . الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد ، التي تابعت أطوار الوقفة الاحتجاجية دعت على لسان رئيسها السيد محمد الطاغي مسئولي المدينة والمعنيين بقضية تصميم التهيئة ، الكاسح لأرزاق المتضررين – حسب وصفه – ، ضرورة فتحهم لحوار جدي بناء مع المحتجين يرتكز على أسس دولة الحق والقانون ، مشددا ومنوها على سلمية الوقفة ومطالبها الاجتماعية المشروعة ، في اشارة منه لمحاولة أحد مسئولي الأمن ثني المحتجين عن وقفتهم بداعي عدم الترخيص ؟ . الجدير بالذكر أن قضية تصميم التهيئة هدا، الشامل لمجمل ساحل المنطقة الشاطئية للإقليم ، كان موضوع مئات الشكايات والتعرضات ، كما عدة تقارير صحفية تحدثت عن خيوط لعبة خطيرة للاستيلاء ونزع ملكيات مئات الهكتارات من الاراضي من طرف لوبيات معروفة على الصعيد الوطني في هذه الممارسات، تنفيذا لمصالحها الخاصة. المناصرة عدنان