غطّت ردود الفعل الشعبية الغاضبة في المغرب وفلسطين إزاء تقزيم خريطة هذين البلدين خلال افتتاح النسخة الثانية عشرة لدورة الألعاب العربية التي تستضيفها قطر، على روعة حفل الافتتاح الذي استخدمت فيه اللجنة المنظمة تقنيات حديثة ومبهرة. وخلال تقديم البلدان العربية المشاركة في الدورة ظهرت خريطة المغرب مبتورة دون أن تتضمن الصحراء الغربية التي تعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ منها، بينما قدّمت خريطة فلسطين مقتصرة على الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، وجرى اقتطاع الجزء الأكبر من الخريطة. وبعد ساعات فقط من انتهاء حفل الافتتاح ضجّت مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بآلاف المشاركات من أعضاء اعتبروا أن قطر عبثت بأمور تعتبر من المسلّمات ولا يجوز بأي حال من الأحوال مسّها، خصوصاً أن الدورة عربية خالصة ولا تُلزم الدولة المنظمة لها بأي اشتراطات من لجان دولية. وترجم بعض "الهاكرز" المغاربة غضبهم بالإقدام على اختراق عشرات المواقع الالكترونية القطرية, ومن بينها الموقع الرسمي الخاص بالدورة العربية والذي غاب عن الخدمة لعدة ساعات قبل أن يعود عن العمل صبيحة اليوم التالي. كما تم اختراق مواقع حكومية قطرية عديدة بالإضافة لموقع الديوان الأميري القطري، وكذلك منتدى سيدات الأعمال القطريات الذي تترأسه الأميرة موزا بنت ناصر المسند، زوجة أمير قطر، قبل أن تعاود معظم تلك المواقع عملها بعد إصلاح الأعطال. وأعرب السواد الأعظم من المشاركين المغاربة في شبكات التواصل عن غضبهم الشديد واستيائهم من العبث بخريطة المملكة، وذهب البعض إلى حد المطالبة بالانسحاب من البطولة، وتقديم احتجاج رسمي من قبل السلطات المغربية لنظيرتها في قطر. اعتراف بإسرائيل وعلى الجانب الآخر، أبدى الفلسطينيون صدمتهم من ظهور خريطة فلسطين منقوصة من 78% منها، ومتضمنة الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، واعتبروا ظهور الخريطة بهذا الشكل اعتراف واضح وصريح بإسرائيل، على اعتبار أن الجزء المتبقي من الخريطة هو الدولة العبرية وفق الجهة المنظمة. وصبّ كثير من المشاركين الفلسطينيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي جام غضبهم على الرئيس محمود عباس الذي كان حاضراً خلال الافتتاح على المنصة الرئيسية لإستاد خليفة إلى جانب أمير قطر، ولم يبد أي اعتراض أو احتجاج، وكذلك لم يحرك أي من أعضاء الوفد الفلسطيني ساكناً. وكانت أزمة أخرى مشابهة ظهرت قبل يوم واحد من الافتتاح الرسمي للبطولة في الدوحة، إذ لم يُعزف النشيد الوطني الكويتي ولم يُرفع علمها قبيل مباراة بكرة السلة مع السعودية، تطبيقاً لقرار إيقاف النشاط الرياضي الكويتي من قبل اللجنة الاولمبية الدولية. وردّت اللجنة المنظمة للبطولة بالتأكيد على أن منافسات البطولة تخضع لقوانين ولوائح وقرارات اللجنة الأولمبية الدولية، بما فيها قرار تعليق عضوية الكويت والسماح لرياضييها بالمشاركة في غياب النشيد الوطني، مع العلم أن اللجنة الاولمبية الدولية اعترفت بالدورة العربية لأول مرة في نسختها الحالية.