يوميات حملة انتخابية اليوم السابع اليوم بدأ العد العكسي للانتخابات التشريعية ل 25 نونبر المقبل، وبدأت تتضح تدريجيا الخريطة السياسية لإقليم تطوان، فإذا كان القطب الحضري "تطوان" يعرف سيطرة نسبية لكل من العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والأحرار، فإن العالم القروي ستكون له كلمة الحسم في ترجيح كفة لائحة على حساب أخرى، وذلك يرجع إلى سبب رئيس يتمثل في العزوف الانتخابي الذي أصبح يتكرس خلال كل محطة انتخابية بالوسط الحضري، حيث أشرنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة أن نسبة المشاركة سوف تناهز 15 % من المسجلين في اللوائح الانتخابية، أي ما يناهز 22 ألف صوت. بينما بالعالم القروي ستتراوح نسبة المشاركة في التصويت ما بين 50 % و 60 % أي ما يناهز 50 ألف مصوت، ويعزى هذا الارتفاع في التصويت إلى التنافس ما بين سكان القبائل لكي يكون المرشح الفائز ينتمي إلى قبيلتهم. إن قراءة بسيطة للخريطة السياسية في العالم القروي من خلال اللوائح المرشحة، يتضح معها أن الكفة مرجحة نسبيا لفائدة حزب التقدم الاشتراكية، بحكم تواجد وكيل لائحته محمد العربي أحنين القوي بقبيلة بني حزمر التي تضم الجماعات التالية: أزلا، زيتون، بني قريش، الزينات، بالإضافة إلى مساندته من طرف رؤساء الجماعات التالية: زاوية سيدي قاسم، السوق القديم، وصدينة. اللائحة الأخرى التي تحظى بتواجد مهم في العالم القروي تتمثل في حزب "الجرار" الذي يقوده عبد السلام البياري، نظرا لارتباطاته المتشعبة التي راكمها مع هذا العالم من خلال رئاسته للغرفة الفلاحية، ولتعاونية الحليب "كولينور" ومن ثم من المتوقع أن يحظى بأصوات متفاوتة ما بين جماعة وأخرى، ولا سيما الملاليين، صدينة، السوق القديم، عين الحصن، بني يدر، بني حرشن. في نفس الإطار، ينتظر أن يسيطر محمد الملاحي، وكيل لائحة "الوردة" على أغلبية أصوات قبيلة بني سعيد، ولا سيما بالجماعة التي يرأسها وادلاو. ومن المتوقع أيضا أن تستقطب لائحة "الحمامة" عددا من أصوات بعض الجماعات القروية، بفضل الدعم المقدم لهذه اللائحة من طرف رئيس جماعة الزينات محمد البكوري، ثم دعم رئيس جماعة بني حرشن المصنف في الرتبة الثالثة ضمن هذه اللائحة. إذا انتقلنا إلى قبيلة بني حسان، فإنها تشهد خلال هذه الانتخابات تناحرا ما بين ثلاثة لوائح هي لائحة جبهة القوى الديمقراطية التي يقودها عبد الواحد الطريبق رئيس جماعة الحمراء، ولائحة الحزب العمالي التي يرأسها محمد عبدون رئيس جماعة الواد، ثم لائحة "الحصان" الذي يركبه العياشي خيرون، لذلك من المرجح عدم فوز أي لائحة من هذه اللوائح، إلا في حالة تنازل وكيل لائحة لفائدة لائحة أخرى عن الأصوات التي يتحكم فيها. إذن هذه لمحة مختصرة عن الأجواء التي تمر بها الانتخابات خارج القطب الحضري لمدينة تطوان، والتي يحكمها "التعصب القبلي" أكثر من الولاء الحزبي. جرت الحملة الانتخابية اليوم في جو محموم، من أجل توزيع أكبر قدر ممكن من المنشورات الدعائية، شملت معظم أحياء المدينة، وبرزت لأول مرة بعض اللوائح الانتخابية التي تركز نشاطها بالعالم القروي، مستغلة يوم الجمعة الذي لا يصادف أي سوق أسبوعي بالبادية من أجل القدوم إلى حاضرة الإقليم. بدخول المعركة الانتخابية مرحلته الحاسمة، سوف يستعمل بعض المتنافسين جميع أسلحتهم المشروعة وغير المشروعة، من بينها إغراء الناخبين بالمال الحرام، لذلك يتوجب على السلطات المحلية أن تكون يقظة لردع كل عملية من هذا القبيل خلال يوم الاقتراع من أجل ضمان نزاهة هذه العملية التي من شأنها تترتب عنها أغلبية سياسية جديدة ستقود المغرب خلال المرحلة القادمة. سليمان الخشين لتطوان نيوز