أمسية فنية رائعة شهدها مسرح اسبانيول بتطوان ليلة السبت 16 مارس 2019 احتفالا باختيار تارودانت عاصمة للمجتمع المدني لسنة 2019 . فرق فلكلورية من التراث الروداني رجالية ونسائية قدمت لوحات موسيقية وتعبيرية متنوعة لاقت استحسان الجمهور الغفير الذي حج للتعرف عن قرب على هذه البلدة الاثرية الغنية بتاريخها. رشيد بنعلي رئيس وفد قافلة تارودانت أشار في كلمته التقديمية إلى أن عمق التاريخ وعبقه، يجعل من عاصمة سوس محاج لكل باحث عن الإصالة والتميز .وشكر بالمناسبة اهل تطاون على حسن ضيافتهم مؤكدا على ضرورة تثمين العلاقات بين المدينتين التاريخيتين.ومشيدا بالمجتمع المدني وبما حققه على عدة أصعدة داعيا الحاضرين إلى الاحتفاء والتعرف عن قرب على الثراث الفني الروداني بمختلف تشكلاته العربية والامازيغية والأفريقية. رئيس الجماعة الحضرية لتطوان الدكتور اد عمار نوه من جهته كذلك بدور المجتمع المدني وقال .أن هذه القافلة أتاحت لنا الفرصة للتعرف على القواسم المشتركة بين المدينتين سواء على المستوى البشري أو العمراني الثراثي .وكانت المفاجأة عندما قال السيد إعمار (يوجد في تارودانت ضريح شهير يدعى "سيدي الغريب" الا ان الأبحاث وخاصة لدى مؤرخ تطوان الشهير الفقيه داوود تؤكد على أن هذا الغريب ليس سوى العلامة التطواني ووزير السلطان مولاي إسماعيل وابنه عبد الله .المرحوم عمر لوقاش التطواني الذي اعتكف بتارودانت لتعليم ابناءها العلوم الشرعية وبعد موته وضعوا له ضريحا اعترافا بجهاده العلمي .) الرئيس اد عمار استغل مناسبة الحفل ليطلب من أحد وجوه الثقافة بتارودانت الحاضر في الحفل. الدكتور عبد الجليل مسكين أن يقوم بمعية الباحثين هناك بالتعمق أكثر في هده المعطيات وإعادة إطلاق اسم عمر لوقاش التطواني على ضريح سيدي غريب .واهداه بالمناسبة نسخا من المجلدات القيمة لتاريخ تطوان للمؤرخ داوود. الحفل الفني الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات ابتدا بوصلة فنية للحضرة التطوانية لمريم الحسيني .تفاعل معها الجمهور تلقائيا ونفس الأمر تم بعد ذلك مع توالي فقرات الفن الموسيقي الروداني بمختلف تشكلاته وأنواعه الجميلة والمعبرة النسوية منها والرجالية من بينها .الدقة الرودانية.فرقة اللعابات .فرقة تيسكوين وغيرها كثير. وبالفعل حقق هذا النشاط الثراثي والفني هدفه الرئيسي من إيصال صوت وجمال تارودانت إلى أقصى شمال المملكة جاعلا الجمهور التطواني يقف طويلا إشادة بجودة الملتقى وممنيا النفس بلقاءات وامسيات فنية راقية من سوس المملكة وجنوبها الثري.