كشفت اللجنة التنظيمية ل "احتفالية تارودانت عاصمة المجتمع المدني لسنة 2019 " عن الخطوط العريضة لبرنامج هذه الاحتفالية ، والذي يتضمن ، على الخصوص ، تنظيم "قافلة أبواب تارودانت" التي ستجوب عددا من المدن في شمال المملكة ووسطها وجنوبها. وأعلنت اللجنة التنظيمية في ندوة صحافية عقدتها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ، أن أولى محطات هذه القافلة ستكون مدينة تيزنيت ، وذلك يوم 2 مارس 2019، تليها مدينة تطوان في 16 مارس ، ثم مكناس يوم 4 أبريل ، فمدينة وجدة ، لتنهي القافلة جولتها في جنوب المملكة بمدينة الداخلة. وخلال حلول "قافلة أبواب تارودانت" في هذه المدن ، سيتولى طاقم يضم بالخصوص فاعلين في المجتمع المدني وأساتذة باحثين وفنانين ومثقفين مهام التنشيط والتواصل المقررة في إطار برنامج القافلة التي تروم إبراز الحيوية المميزة للمجتمع المدني في تارودانت، إلى جانب التعريف بمساهمة المدينة في بناء صرح الحضارة المغربية ، والترويج للموروث التاريخي والثقافي والفني والتراث المادي واللامادي التي تمتاز به "حاضرة سوس". كما سيتولى الطاقم المصاحب للقافلة أيضا إجراء لقاءات مع ممثلي المنظمات المدنية في المدن المضيفة للقافلة ، إلى جانب التواصل مع المستشارين الجماعيين المحليين ، فضلا عن إجراء لقاءات مباشرة مع عموم المواطنين الذين سيكون بمستطاعهم التعرف على مؤهلات المدينة وتاريخها من خلال المعارض المنظمة بهذه المناسبة ، والتي تضم على الخصوص الكتب والمؤلفات التي تناولت مواضيع تتعلق بتارودانت، والمنتجات المجالية . وعلاوة عن ذلك ، فمن المقرر أن يتم خلال قافلة "أبواب تارودانت" تنظيم سهرات فنية تتضمن تقديم لوحات لعدد من الفنون التراثية المتأصلة في عمق الموروث الثقافي والفني الروداني ، العربي والأمازيغي ، ومن ضمنها على الخصوص فرق "الدقة الرودانية" ، و"عبيد كناوة إسمكان" ، و "فن لكريحة" ، و" والشيخات " ( اللعابات}، وفن " تاسكوين" الأمازيغي ، الذي صنف مؤخرا من طرف المنظمة الأممية "اليونسكو" كتراث لا مادي للإنسانية . وإلى جانب قافلة "أبواب تارودانت" ، أعلن المنظمون أن برنامج الاحتفالية سيتضمن ايضا تنظيم "ليلة رودانية" في مسرح محمد الخامس بالرباط ، إضافة إلى تنظيم ندوة دولية بشراكة مع جامعة ابن زهر أكادير حول موضوع "المجتمع المدني " ، ليختتم البرنامج بتنظيم الاحتفالية الرسمية أواخر شتنبر 2019 ، والتي سيتم خلالها الإعلان الرسمي عن تارودانت عاصمة للمجتمع المدني. للإشارة ، فقد قررت "منظمة المجتمع الوطني الدولية لقيم المواطنة والحوار" (إيكسو)، بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمجتمع المدني والعلاقات مع البرلمان ، الإعلان رسميا عن مدينة تارودانت عاصمة للمجتمع المدني لسنة 2019، بعدما كانت مدينة وجدة عاصمة للمجتمع المدني برسم سنة 2018. ومنذ ذلك الوقت انطلقت دينامية جمعوية في مدينة تارودانت انخرطت فيها العديد من منظمات المجتمع المدني المحلي ، وحظيت بدعم من السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة ، حيث برمجت العديد من الجمعيات أنشطة متميزة في إطار هذه الاحتفالية ستستمر حتى أواخر شتنبر القادم. وحسب المنظمين ، فإن هذا الرصيد المتراكم من الأنشطة الجمعوية سيشكل أرضية لانطلاقة جديدة نوعية نحو بلورة مخطط عمل جمعوي يهدف إلى مزيد من التعريف بدينامية المجتمع المدني في مدينة تارودانت والإقليم عموما ، ومن تم سيتم العمل على إعادة الوهج للموروث الحضاري لهذه المدينة التي قال عنها عبد العزيز الفشتالي ، مؤرخ الدولة السعدية ،إنها " أم القرى والأمصار ، وملاك باب السودان الغربي".